أرشيف - غير مصنف
بعد تحرك سعودي.. جنبلاط ينقلب على انقلابه: ما زلت مع الحريري
بعد لقائه وزير الإعلام السعودي خلال زيارة مفاجئة لبيروت، وكذلك عقب لقائه الرئيس اللبناني، أعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أحد أبرز قادة الأكثرية النيابية في لبنان (14 آذار)، الأربعاء 5-8-2009 أنه ما زال في “الإطار العريض لقوى 14 آذار”، وأن الكلام عن خروجه منها هو “إساءة تفسير” لمواقفه، مشددا على أنه “لن يتخلى” عن حليفه رئيس المحكومة المكلف سعد الحريري.
فعقب اجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا شرق بيروت قال جنبلاط (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي): “أتيت إلى هنا لأوضح.. الكلام أسيء تفسيره.. أقول لرفاقي في 14 آذار: لقد أنجزنا الكثير الكثير ولا بد من رؤية جديدة”.
وأردف: “قلت بالحرف إن تحالفنا في 14 آذار لا يمكن أن يستمر، وهذا لا يعني الخروج، وإنما إيجاد شعارات جديدة، ولا بد من رؤية جديدة، فأنا كما أحترم خصوصيات البعض عليهم احترام خصوصيات الدروز”.
وتابع: “ظن الرئيس المكلف (الحريري) أني تخليت عنه.. لم ولن أتخلى عنه وفاء لدماء (والده رئيس الوزرء الأسبق) رفيق الحريري (الذي جرى اغتياله في فبراير 2005) ولصداقتي مع الشيخ سعد، وللجهود الجبارة التي يقوم بها الرئيس سليمان للوصول إلى حكومة شراكة”.
وأضاف: “رسالتي اليوم من بعبدا إلى الشيخ سعد الحريري هي أننا على الثوابت في تشكيل الحكومة”، وأردف: “سأحترم إرادة الناخبين الذين أفرزوا أقلية وأكثرية، وكما فهمت من الرئيس سليمان هناك مشروع تأليف حكومة شراكة وطنية، وقد أتيت إلى هنا (مقر رئاسة الجمهورية) لأوضح، فقد أسيء تفسير كلامي”.
زيارة سعودية
وتساءل جنبلاط: “ما هي 14 آذار ؟”، ومضى قائلا: إنها “تنوع أحزاب وشخصيات، وللكل أدبياته وثقافته، ربما صادف مؤتمر الحزب مع تشكيل الحكومة فظن الرئيس المكلف أنني تخليت عنه، أنا لم أتخل عنه.. ولكن عدت إلى أدبياتي في الحزب وأعلم أني عدت إلى نصف القرن العشرين، وأعلم أن بعض المعطيات ذهبت”.
وجاءت هذه التصريحات عقب زيارة مفاجئة لبيروت قام بها مساء أمس وزير الإعلام السعودي عبد العزيز الخوجة، التقى خلالها الزعيم الدرزي، ولم يُكشف رسميا عما دار من نقاش بينهما، ويدعم الغرب ودول عربية، من بينها السعودية ومصر، تيار الحريري مقابل تيار المعارضة بزعامة حزب الله المدعوم من إيران وسوريا.
وكان جنبلاط قد أعلن الأحد الماضي في الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي أن تحالفه مع قوى 14 آذار “كان بحكم الضرورة الموضوعية، ولا يمكن أن يستمر”، مشددا على “وجوب إعادة التفكير بتشكيلة جديدة”.
وجاء تصريح اليوم خشية أن يؤدي موقف جنبلاط إلى تأخر تشكيل الحكومة الجديدة المكلف بها الحريري منذ السابع والعشرين من يونيو الماضي، سواء تم عبر الصيغة أو خارج الصيغة التي تم التوصل إليها، وتقضي بقيام حكومة من ثلاثين عضوا، تتضمن 15 وزيرا للأكثرية وعشرة للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية.
وازدادت المخاوف مع مغادرة رئيس الوزراء المكلف بيروت في إجازة خاصة، وأوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة إثر اجتماع كتلة تيار المستقبل التي يتزعمها الحريري، أن الرئيس المكلف أراد “أخذ مسافة فعلية عن حرارة الجدل الدائر حول التكوين السياسي لقوى 14 آذار، وكذلك عن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة”.