فرص السلام: إلى متى ستبقى مفتوحة؟
فرص السلام: إلى متى ستبقى مفتوحة؟
بقلم: زياد ابوشاويش
نلاحظ تحركات عديدة بين زيارات واتصالات وتصريحات ورسائل مباشرة وغير مباشرة تتناول بالتفاؤل عملية السلام في المنطقة، وهناك من يعتقد أن فرصة السلام التي يتيحها الجو الايجابي الذي خلقته توجهات السيد أوباما بعد خطابه في القاهرة وجملة التصريحات التي أطلقتها إدارته حول رفض الاستمرار في بناء المستوطنات والحوار المثمر مع سورية تمثل أفضل ما توفر للمنطقة منذ بداية عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن وادارته المحافظة وحتى اليوم.
وفي المقابل نجد تصريحات وتحركات وسلوك إسرائيلي يوحي بعكس ذلك تماماً، ورغم هذا تتواصل التحركات في اتجاه تحريك العملية السلمية على كافة المسارات باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل هو تكتيك تفاوضي لا يلبث أن يتبدل مع البدء في طرح خطة أوباما المنتظرة لعقد مباحثات مراثونية في ظل مؤتمر دولي من أجل الوصول لحلول لكل قضايا الوضع النهائي مع إيجاد طريقة ما لإعادة المفاوضات غير المباشرة وربما المباشرة بين سورية وإسرائيل ولبنان وإسرائيل.
الأمريكيون يمارسون ضغطاً حقيقياً على إسرائيل ولكن بدون عقوبات إقتصادية أو سياسية ويلمحون إلى أنهم ربما يغضون الطرف أو يتساهلون في مواجهة قرار يأتي من مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطينية كما وردت في خارطة الطريق حسب اقتراح المبعوث الأوروبي للشرق الأوسط سولانا، فهل ينجح ذلك في تليين موقف الحكومة الاسرائيلية الأكثر تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية؟ وهل يمكن لتنسيق أوروبي أمريكي بهذا الخصوص أن يعطي نتائج مثمرة على صعيد إقناع الكيان الصهيوني بأنه لا مناص في النهاية من إعادة الحقوق العربية إن أراد لنفسه الأمن والسلام؟، وأن ثمن السلام لابد أن يسدده الاحتلال انسحاباً تاماً من كل الاراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس؟
الموقف العربي المرن تجاه العملية السلمية وتعبيراته المتنوعة في مبادرات غير شعبية لبعض الدول العربية تجاه التطبيع مع إسرائيل لن يستمر إلى الأبد خصوصاً أن الرأي العام العربي لا يوافق من حيث المبدأ على الاقرار بوجود إسرائيل ناهيك عن السلام معها، ولذلك فإن الفرصة السانحة اليوم لبدء عملية جدية نحو السلام لن تستمر طويلاً…وربما تنتهي أقرب مما نتوقع.