منحت لجنة تحكيم مهرجان الدوحة-ترايبكا السينمائي في ختام دورتها الثالثة جائزة أفضل فيلم روائي عربي للمخرج الجزائري مرزاق علواش عن فيلمه “نورمال” (طبيعي أو عادي) الذي يتناول في جانب منه الثورات العربية والتحرك الذي شهدته الجزائر في مظاهرات رافقت هذه الثورات.
وأهدى مرزاق علواش جائزته بعد أن تسلمها من يد رئيس لجنة التحكيم المخرج السوري محمد ملص إل…
منحت لجنة تحكيم مهرجان الدوحة-ترايبكا السينمائي في ختام دورتها الثالثة جائزة أفضل فيلم روائي عربي للمخرج الجزائري مرزاق علواش عن فيلمه “نورمال” (طبيعي أو عادي) الذي يتناول في جانب منه الثورات العربية والتحرك الذي شهدته الجزائر في مظاهرات رافقت هذه الثورات.
وأهدى مرزاق علواش جائزته بعد أن تسلمها من يد رئيس لجنة التحكيم المخرج السوري محمد ملص إلى “كفاح الشعب السوري”، وقيمة المكافأة المالية للجائزة تقدر بمائة ألف دولار. وكان فيلم “نورمال” حاز من المهرجان على منحة لما بعد الإنتاج ساعدت على إنهائه.
المخرج الجزائري مرزاق علواش خلال مهرجان الدوحة-ترايبكا (الفرنسية)التعبير بشجاعة
وأشارت لجنة التحكيم إلى أنها منحت الجائزة للفيلم لقدرته على “التعبير بشجاعة عما يحدث في المنطقة العربية والكشف عن القمع الذي يخضع له الشعب بالنسبة لحرية التعبير، ولعمله بحرية وشجاعة وعبر لغة دافئة تستمد نفسها مما تريد وما تسعى للتعبير عنه”.
وقال علواش إن الفيلم عبارة عن جزءين “جزء عن المرحلة الراهنة التي نعيشها وجزء من المرحلة السابقة”، واعتبر أن إنجاز فيلمه الذي قدم في الدوحة في عرض عالمي أول “مغامرة صورت بحرية تامة وعملت مع ممثلين شباب ساعدوني كثيرا بشأن ما يحدث في الجزائر”.
وعبر عن أمله في أن يعرض فيلمه في الجزائر بفضل حصوله على هذه الجائزة في الدوحة. ويطرح الفيلم في صيغة فيلم داخل الفيلم أزمة مخرج شاب وزوجته وهما يحاولان إنجاز فيلم يتناول أوضاعهما، لكن الثورة تطرأ فيقرران إعادة تصوير بعض المشاهد بناء على ما يحدث ويجمعان الممثلين للتناقش.
ويدين الفيلم بطريقة قد تبدو مباشرة الزيف الاجتماعي وعدم قدرة الأفراد في المجتمع الجزائري على مواجهة أنفسهم بالحقائق التي يعيشونها في شبه ازدواجية، كما يتوقف عند خيبة أمل الشباب الساعي للتعبير بحرية عن أفكاره الفنية وانسداد جميع الأبواب في وجهه نتيجة الفساد والبيروقراطية وعدم تكافؤ الفرص وسوء الإدارة.
المخرجة اللبنانية نادين لبكي حصلت على جائزة اختيار الجمهور (الفرنسية) |
تتويجات أخرى
وحصل فيلم “عمر قتلني” للمخرج والممثل رشدي زم على جائزة أفضل إخراج (50 ألف دولار)، ويستند العمل إلى قصة حقيقية لرجل مغربي متهم بقتل امرأة في فرنسا لكنه في الواقع بريء.
وقالت لجنة التحكيم إنها تمنح الجائزة للفيلم لتناوله “بنزاهة ونزعة إنسانية صادقة حدثا واقعيا عن النظم القانونية في فرنسا حين تستخدم في إدانة الضعيف، ولتعبيره بلغة سينمائية رصينة وحرفية عالية عن الموضوع الذي عالجه”.
ومنح هذا الفيلم أيضا جائزة أفضل ممثل التي كانت من نصيب سامي بوعجيلة عن دوره في “عمر قتلني” (15 ألف دولار)، ولم يمنح المهرجان جائزة لأفضل ممثلة دون الإشارة إلى الأسباب، كما منحت جائزة اختيار الجمهور لفيلم “وهلا لوين” للبنانية نادين لبكي.
وفي مسابقة الفيلم الوثائقي فاز المخرج المصري نمير عبد المسيح عن فيلمه “العذراء، الأقباط وأنا” -الذي يعتبر أول فيلم يتطرق لموضوع الأقباط في مصر بطريقة ساخرة- بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
الفيلم الوثائقي
وقالت لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي إنها منحت الجائزة لهذا العمل كونه “أصيلا وغير متوقع ويعالج قصة شخصية للغاية رويت بطريقة مختلفة ولتعامله مع موضوع كبير يبرز من خلاله الأشخاص بشكل إنساني ومحبوب يجعل المشاهد يتعاطف معه”.
كما منحت جائزة أفضل مخرجة في مجال الفيلم الوثائقي للبنانية رانيا أسطفان عن فيلمها “الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسني”، وهو عبارة عن إعادة رواية لسيرة هذه الممثلة الكبيرة على ضوء رحيلها التراجيدي ومن خلال أفلامها.
وفي فئة الأفلام القصيرة منحت جائزة أفضل فيلم عربي قصير لشريط “وينك؟” السعودي للمخرج عبد العزيز النجيم، في حين حصل اللبناني أحمد غصين على تنويه عن فيلمه الوثائقي “أبي لا يزال شيوعيا”.
أما جائزة تظاهرة “صنع في قطر”، التي تكافئ الأفلام القصيرة القطرية، فحصل عليها فيلم “الصقر والثورة” للمخرجين الشابين محمد رضوان الإسلام وجاسم الرميحي. وكان المهرجان قد شهد مشاركة نحو مائة من السينمائيين والمنتجين من العالم العربي والعالم.
وكان المخرج المصري خالد الحجر قد أعلن سحب فيلمه “الشوق” إثر ما قيل إنه تسرب بعض النتائج من أحد أعضاء لجنة التحكيم، معتبرا أن ذلك يتعارض مع القوانين الدولية المتبعة على ما جاء في بيان نشره.