صوماليون يحتجون في وقت سابق على توغل القوات الكينية في الصومال (الجزيرة)
عبد الرحمن سهل-كيسمايو
فرضت سفن حربية كينية حصارا خانقا على ميناء مدينة كوطا الواقعة بولاية جوبا السفلى منذ أسبوعين، وفق ما أفاد شهود عيان للجزيرة نت.
وترابط السفن الحربية الكينية في سواحل المد…
صوماليون يحتجون في وقت سابق على توغل القوات الكينية في الصومال (الجزيرة)
عبد الرحمن سهل-كيسمايو
فرضت سفن حربية كينية حصارا خانقا على ميناء مدينة كوطا الواقعة بولاية جوبا السفلى منذ أسبوعين، وفق ما أفاد شهود عيان للجزيرة نت.
وترابط السفن الحربية الكينية في سواحل المدينة حيث تمنع السفن التجارية القادمة من ميناء كيسمايو من الاقتراب إلى ميناء كوطا.
وذكر شاهد العيان محمد عبدي محمود للجزيرة نت أن السفن الحربية الكينية بدأت بتلك الإجراءات التي وصفها بالعقاب الجماعي ضد السفن التجارية، مشيرا إلى أن السفن المستهدفة مجبورة على الانصياع لتنفيذ تلك الأوامر العسكرية تفاديا لمصير مجهول.
وقال شاهد عيان آخر ويدعى حسن عبد الله للجزيرة نت “تطلق السفن الحربية الكينية قذائف من نوع “سو” المضادة للطائرات فوق المدينة أثناء الليل لترويع المواطنين”. وذكر أن المدينة لا تزال تقع تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين، بينما ترابط السفن الكينية بالقرب منها من جهة البحر.
وأعرب عبد الرشيد قوطن -من سكان المدينة- للجزيرة نت عن قلقه بسبب الحصار الكيني المفروض على قوطا، وقال إننا “نعيش في حالة ذعر وخوف شديدين، كما أن الحركة التجارية معطلة جراء تحركات السفن الحربية الكينية، ولا نستبعد أن تستهدف كينيا المدنيين في المدينة بقصفهم أو قتل الصيادين”. ووصف منع السفن التجارية من التوجه إلى مدينتهم بالظلم غير مبرر، وأن المتضرر الأول والأخير هو الشعب.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق ميناء مدينة كوطا منذ عقدين من الزمان.
وتعليقا على التطورات المتصلة بوقف السفن الحربية الكينية الحركة التجارية في ميناء كوطا، قال التاجر أحمد صالح إن “أوضاع التجار والعاملين في قطاع الفحم غير مستقرة، والضرر الأكبر الذي ينجم من هذا الحصار يقع على العمال”، مشيرا إلى أن الخطوة الكينية الجديدة تؤثر سلبا على النشاط التجاري المحلي عموما.
مئات مقاتلي حركة الشباب يتدفقون نحو مدينة كيسمايو للدفاع عنها (الجزيرة)استعدادات عسكرية
ويأتي التصعيد العسكري الكيني من البحر ضد الميناء -الإستراتيجي تجاريا وعسكريا- في مدينة كوطا إثر سيطرة القوات الكينية خلال الأسبوعين الماضيين على منطقتي رأس كمبوني ومدينة بورجابو الواقعتين على ساحل المحيط الهندي.
وتجري الآن في مدينة بورجابو استعدادات عسكرية كينية صومالية، وفق شهود عيان، من أجل الاستيلاء على مدينة كوطا الإستراتيجية، غير أن عيون مقاتلي حركة الشباب المجاهدين لهم بالمرصاد ومن المتوقع وقوع اشتباكات مسلحة بين الجانبين إذا حاولت القوات الكينية اختراق المدينة من جهة البحر.
أما اقتحامها من البر فغير ممكن حاليا لإغلاق جميع المنافذ البرية المؤدية إليها جراء الأمطار الغزيرة.
وتقع مدينة كوطا على بعد 140 كلم جنوب مدينة كيسمايو الساحلية، ويوجد عدد من المرافئ الطبيعية غير المجهزة والمنتشرة في المناطق المجاورة لكينيا، غير أن فوائدها المالية كبيرة، ويأتي مرفأ مدينة بروجابو في المرتبة الأولى، يليه ميناء كوطا ثم منطقة رأس كمبوني.
ويستقبل ميناء كوطا السفن الهندية التجارية القادمة من كيسمايو لنقل الفحم وتصديره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، غير أن السفن الحربية الكينية حولت المدينة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية حيث لا تسمح بوصول السفن التجارية إليها، وفق شهود عيان للجزيرة نت.
ويتركز النشاط التجاري المرتبط بالفحم بنسبة 50% في كوطا، وفق رأي أحمد صالح، حيث أنشأ التجار الصوماليون مراكز تجارية لشراء وبيع الفحم يعمل بها مئات الصوماليين الذين يبحثون عن لقمة العيش لأسرهم.