بقلم: سمير عبيد
هناك محاججة لن نخجل منها وهي : من ينتقد حسن نصر الله
بقلم: سمير عبيد
هناك محاججة لن نخجل منها وهي : من ينتقد حسن نصر الله عليه أن يكون مثله أو أحسن منه .
ومن ينتقد حزب الله عليه أن يقدم لنا البديل عن هذا الحزب!.
وعندما وهبنا الله الرأس والعقل أراد أن يُميزنا عن المخلوقات الأخرى، ويجعلنا قادة الأرض والمجتمع والحياة، لذا لابد من تشغيل عقولنا ورؤسنا ، ونجاهد ونقاوم ضد كل من يريد أن يعطل رؤسنا وتفكيرنا وعقولنا، ففكر وأجتهد أخي القارئ كي تعرف الحقيقة، وتعرف ما يدور حولك، وضد بيتك وعائلتك ومنطقتك ووطنك وأمتك ومقدساتك وتاريخك وحضارتك ومستقبل أبنك، فمن العيب أن نكون كالطفل الذي تبهره الشكولادة بدلا من ليرة الذهب، أو ورقة الصك المليونية.
فلنحذر من المغريات التي يقدمها الأعداء والقادمون من وراء الحدود والبحار والمحيطات، ويجب أن نسأل أنفسنا عندما يتقربون منّا، ونقول لماذا يقدمون لنا هذه المغريات، وما هو الثمن، ولماذا نحن دون غيرنا، أين كانوا ولماذا الآن؟.. فهذه الأسئلة البسيطة هي المحفز لرؤسنا وعقولنا كي تفكر وتجد الجواب وتحترس، وبالتالي نتمترس من أجل الدفاع عن أنفسنا وعائلاتنا وأوطاننا ومقدساتنا!!.
فبالعودة إلى الموضوع اللبناني ،فلا نريد أن ندخل بتفاصيل مذهبية، لأن لو دخلنا فيها سوف نُحرج أطراف كثيرة ،خصوصا ونحن ضد مبدأ ونغمة وبرنامج ومشروع وثقافة الطائفية، لأن الحديث فيها والتنظير لها هو بمثابة خدمة مجانية وساذجة نقدمها مع سبق الإصرار إلى المشاريع الوافدة نحو منطقتنا ، والقادمة من وراء البحار والمحيطات.
فبمجرد أن تذكروا ( البحار والمحيطات) يُفترض بكم أن تعرفوا بأن هذه الجيوش والبارجات والطائرات القادمة من وراء البحار والمحيطات هي لها ثأر معنا و منّا كمسلمين وكعرب، وكمسيحيين عرب وشرقيين، وأنها حملات تأديبية لنا ، وأحيانا إبادة لنا شعارها القتل والفتك والتدمير والفتنة والإستدمار، وتحويلنا إلى عبيد، ومستأجرين في أوطاننا ومدننا وقرانا وأريافنا، وكله ثأر عن حملات أجدادنا يوم رفعوا راية الإسلام، وعبروا البحار والمحيطات نحو إسبانيا وتخوم العاصمة النمساوية فيينا، ونحو البلدان الأخرى في الشرق من أجل نشر المشروع الإسلامي أي الدين الإسلامي، وها هم قادمون لنا ولعقر دارنا، وضمن مبدأ المحافظون الجُدد ( المسيحيون المتصهينون) و الذي ينص على مبدأ الحروب الإستباقية .
فحربهم ضدنا وضد منطقتنا إستباقية، وبإصرار منقطع النظير، وضد الإسلام والمسلمين والعرب بدرجة أولى، لأنهم يعتقدون بأن عدوهم الجديد وبعد الشيوعية والإتحاد السوفيتي هو الإسلام والمسلمين، وهذه هي الحكاية الحقيقية لجميع الحملات السياسية والعسكرية والإعلامية والثقافية ضدنا، فليست القضية أسامة بن لادن، ولا الرئيس صدام، وأن نفط العراق ما هو إلا هدف من الأهداف التي تخدم حربهم لوجستيا ،وبنفس الوقت هو عامل ابتزاز لأوربا، والى دول وشعوب المنطقة من أجل أن ينخرطوا تحت راية المحافظون الجُدد، مثلما إنخرط الهنود تحت ووراء راية بريطانيا العظمى واستخدمتهم حطبا لحروبها الاستعمارية!
فأن ماكينتهم الإعلامية عملت و تعمل ومنذ سنوات طويلة ولازالت، بل أصبحت بوتيرة عالية بعد أن أسست لها الإذاعات والصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية والمعاهد والمراكز، وبمختلف الألوان والأسماء الرنانة والشفافة والملائكية، وبلغات سكّان المنطقة، وبدأت تنظّر بأن الإسلام والمسلمين خطرا على العالم والبشرية، وأعطوا إلى هذه النغمة تسمية دبلوماسية هي الإرهاب والإرهابيين، والهدف هو إرهاب الشارع الأوربي والأميركي بهذا الخطر الذي صوروه للشارعين بأنه خطرا فتاكا ومدمرا كي يبقى الشارع الأميركي والأوربي مساندا لحكومات وإدارات يحركها اللوبي المسيحي المتصهين، والذي يؤمن باقتراب الساعة، ويؤمن بأن الخطر الموجود هو الإسلام والمسلمين، مقابل غياب الجبهة الإعلامية العربية والإسلامية التي تدافع عن العرب والمسلمين نتيجة خوف ورعب الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية، وجبن وبخل رجال الأعمال العرب.
وبالتالي أصبح الإعلام الأميركي والغربي يصول ويجول في المنطقة والعالم العربي والإسلامي، أي أصبح هوالذي يغذينا ويغذي أجيالنا ، وهو الذي يصنع الأحداث والسيناريوهات، ويقدم لنا المجرمين والمتهمين ونحن نصدق ونردد وراءه ، وكذلك قدم لنا الجماعات والأحزاب والحركات التي يعتقدها هي المنقذ لنا، والتي تدربت في دوائر أصحاب المشروع الأميركي، وعلى العالم قبولها وإلا، والتي كلها تصب ضد الإسلام والمسلمين.
وبالتالي تشرعنت الحروب، وتشرعن العدوان والاعتداء ،وصولا إلى تشريع استعمال الأسلحة الفتاكة ،وحتى المحرمة دوليا ضد المسلمين والعرب، والهدف هو إرهابهم، وأن قرر الأفراد الاعتراض فهم من الإرهابيين من وجهة نظر الولايات المتحدة التي تقود هذه المرحلة ضد الإسلام والمسلمين والعرب وبامتياز ، وأن قررت الحكومات والأنظمة الاعتراض فأنها حكومات وأنظمة تدعم الإرهاب حسب المنطق الأميركي ، وأن رفضت الدول لهذه السياسات والإملاءات فهي دول تأوي الإرهابيين ، وأنظمتها من محور الشر!.
وبالتالي فهناك عملية فرز قائمة في المنطقة، فأما مع الولايات المتحدة ومن معها وضد الإسلام والعرب ، أو مع لفيف المقاومات في المنطقة والتي تحمل شعارات دينية وقومية وعروبية وهدفها الدفاع، والمتعارف عليه فلكل مقاومة عددا من الممولين والمشجعين والمعجبين، وقد يكونوا دولا وأنظمة وجماعات وأفراد، وبالتالي هي معركة بين الخير والشر، وبين قوة السلاح وقوة الإيمان، وبين الكذب والصدق!.
فالولايات المتحدة رفعت وترفع شعارات وردية وشفافة، ولكنها لم تحقق شعارا واحدا ، وكيف تحقق شعارات إنسانية وأخلاقية وعمرانية، وهي التي تنظر للإنسان المسلم والعربي على أنه قنبلة موقوتة وإرهابي، لهذا هي أعادت الدول والشعوب التي تدخلت في شؤونها إلى عصر ما قبل الدولة، والى عصر الانحطاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي فيما لو أخذنا العراق وأفغانستان والصومال مثالا.
سيناريوهات أميركية لتطبيق مشروع إبادة الهنود الحُمر ضد العرب!
لهذا فالولايات المتحدة تكذب، ولن تكون صادقة مع العرب والمسلمين، والسبب لأنهم مسلمين وعرب، ولهذا هناك بوادر وإشارات توضح أن هناك سيناريوهات أميركية وغربية لتبديل سكان المنطقة أصلا، ومن خلال تطبيق السيناريوهات التي أستخدمها الرجل الأبيض ضد قبائل وجماعات الهنود الحمر في الولايات المتحدة، وضد السكان الأصليين في أستراليا ، وعندما باشروا بسلب أراضيهم وأوطانهم وممتلكاتهم، وأبادوهم تماما ،وغيروا ثقافتهم ولغتهم وتاريخهم، وتركوا بعضا منهم للأغراض السياحية فقط .
ولهذا وعلى ما يبدو أن السيناريو الأميركي في دول الخليج، وفي بعض الدول العربية قد تجسّد و هو سلب الأوطان والخيرات من أهلها الأصليين، وأن بشائر هذا السيناريو المخيف هو عندما أصبح السفراء الأميركان هم القادة الفعليين في معظم الدول العربية، أي أصبحوا هم ( الصراكيل) الذي كانوا في زمن الإقطاع والطبقات الأرستقراطية أي هم ممثلوا طبقات الإقطاع العليا في المساحات العائدة للملاك الأصلي، وهم صوته وسوطه في الحيز الجغرافي الذي يتواجدون فيه، وهذا ما دأب عليه السفراء الأميركان في كثير من الدول العربية والإسلامية!.
لهذا فأن المقاومات التي في المنطقة هي الأمل الوحيد والمتبقي في المنطقة، وهي السلاح المتبقي بيد العرب والمسلمين، فليس هناك ساترا متبقيا إلا حزب الله والمقاومات العربية والإسلامية، وهي الطوق الذي سيلتف حول رقاب البرابرة الجُدد والذين ينظرون لنا مجرد حشرات ضارة ،والذين يريدون نقل مشروع إبادتهم للهنود الحمر في أميركا، ومشروع أبادتهم للسكان الأصليين في أستراليا نحو منطقتنا العربية والإسلامية .
لذا فرحم الله من يدعم تلك المقاومات سواء كان الداعم عربيا أو أعجميا، لأنها الوحيدة التي أضعفت وأنهكت الولايات المتحدة والدول التي معها في العراق، وأفغانستان ، وستنهكها في دول أخرى مثل الصومال ، ولبنان ، وفلسطين، وغيرها من الدول التي تريد الولايات المتحدة الوصول إليها ،والعبث بداخلها وبتراثها وحضارتها ووحدتها الجغرافية والاجتماعية، وعلى الطريقة البشعة والبربرية التي أتبعتها في العراق.
لهذا فمن العيب التفتيش عن خلفية السيد حسن نصر الله المذهبية، ومن العيب التفتيش عن الأطراف التي تدعم حزب الله، وتدعم حركة حماس، وتدعم المقاومة العراقية ، وعلما المنافسة حق مشروع بين جميع المقاومات مادامت الأهداف واحدة ، فالتفتيش عن الصغائر هو مضيعة للوقت، وهي خدمة لأعداء الإسلام والعروبة والعرب والمسلمين ، فأين الضير عندما تقوم إيران بدعم حزب الله ، وأين الضير عندما تقوم سوريا بدعم حزب الله، وأين الضير عندما تُدعم المقاومة العراقية من طرف ما!.