على هامش مؤتمر فلسطين للاستثمار/ نور سمارة

 

ان الناظر في الواقع الفلسطيني اليوم يستطيع ان يرى بوضوح حالة اليأس و الاحباط التي تسيطر على الشارع الفلسطيني, و هذا ليس بالشيء الغريب فممارسات الاحتلال و الطوق الامني و الجدار الفاصل و الحواجز العسكرية  و الاعتقالات و القصف العشوائي و الاغتيالات من جهة, و حالة الانقسام الداخلي و ما شهدناه في غزة من انقلاب على الشرعية الوطنية من اجل السيطرة على كرسي الحكم و انقسام حلم الوطن الى غزة و ضفة غربية من جهة.

 

غزة المحاصرة الجائعة المعتمة و ضفة غربية ليست بحال افضل و يبدو انها ستتحول من بقايا الوطن الذي حلمنا به يوما الى مشروع استثماري خاص لبعض رجال الاعمال العرب و الاجانب.

 

و السؤال هنا: هل يصب مؤتمر فلسكين للاستثمار في مصلحة الفلسطينيين و القضية الفلسطينية؟

 

ام ان هذا المؤتمر  الاستثماري و تبعاته و نتائجه ستفقدنا خصوصيتنا الثقافية و هويتنا الوطنية النضالية و تحولنا الى بلد مخصخص يمتلكه المستثمرون.

 

مما لا شك فيه ان المشاريع الاستثمارية التي ستنبثق عن هذا المؤتمر ستعمل على خفض نسبة البطالة في  البلاد عن طريق خلق فرص عمل, و لكن هل هناك اي مشروع تنمية مستدامة من وراء هذا المؤتمر و هل يسعى القائمون عليه نحو استقلال اقتصادي في البلاد مما سيقودنا في يوم ما الى الاستقلال السياسي و تحرير الارض و بناء دولة علمانية حرة مستقلة؟؟

 

هنا لا بد لي ان اقول انه كان يجدر بنا كفلسطينيين انتزاع كامل حقوقنا و اعلان دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على الاراضي المحتلة عام 1967 و عاصمتها القدس الشريف, و عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم التي هجروا منها و تحقيق الحلم الذي قدمنا من اجله شهداء و جرحى و اسرى , و من ثم العمل على جذب الاستثمارات الخارجية في مناخ سياسي مستقر و ضمن دولة حقيقية تتمتع باستقلال و سيادة كاملتين

Exit mobile version