ويقولون في إيران خطر أيها المسلمون والعرب// العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

هل تحولت بعض الأنظمة إلى خناجر مسمومة ,وخلايا سرطانية, في جسدي الأمتين العربية والإسلامية؟

ولماذا تلجأ هذه الأنظمة التي تدعي أنها عربية أو إسلامية لتبرير التصرفات الإجرامية للإدارات الأمريكية؟

ولماذا تروج أكاذيبها, وتسعى بجد لتضليل الأمتين  العربية والإسلامية, وتجهد لإيقاد نار الفتنة الطائفية والمذهبية؟ وهل بات همها وضع العرب والمسلمون تحت مظلة الإستعمار والهيمنة الامبريالية, بكل يسر وسهولة وسلاسة, والتصدي بكل صنوف الإرهاب, لكل من ينتهج خيار المقاومة, أو يسعى لتحرير الأراضي المحتلة والمغتصبة؟

وما سر حرفهم الأنظار عن الأخطار الحقيقية التي تواجه العرب والمسلمون, إلى أخطار مصطنعة وهامشية؟

كان العراق صديقهم وحليفهم, يوم كان  عضوا في حلف بغداد مع تركيا وإيران و الولايات المتحدة  الأميركية.

وكانت إيران قديسة, وشاهها سيدهم المطاع, يوم كانت إيران  منضوية في حلف بغداد,وحلف المعاهدة المركزية.

وكانت مصر بنظرهم على أحسن حال في كل شيء, يوم كانت تحكمها أسرة الملك فاروق ذات الأصول الألبانية.

وكان الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية بنظرهم كفار ومشركين, يوم كانوا يدعمون القضايا العربية. وكانت وما لم تزل الإدارات الأمريكية بنظرهم, مؤمنات قانتات بررة, رغم دعمهم اللامحدود لإسرائيل والصهيونية في اغتصاب فلسطين ,وإحتلال العراق, وإذلالهم العرب والمسلمين في سائر أرجاء الكرة الأرضية.

وكانت جماعة الأخوان المسلمين جند المسلمين والإسلام المخلصين, يوم عادت جمال عبد الناصر ونظام الرئيس حافظ الأسد في سوريا. وفجأة أصبحت تابعة لإيران وتنظيم القاعدة حين راحت تتصدى لعدوان بوش وإسرائيل.

وقفوا مع العراق في حرب الخليج الأولى, وقدموا التسهيلات والأرض والأموال, وأحبطوا كل محاولة لإيقافها لتطول وتطحن العرب والمسلمون.وهم يتظاهرون بدعمهم العراق,وفي السر هم عدوه , ومع الإدارة الأمريكية.

حتى القواعد الأميركية الجاثمة على أراضيهم, وظفت مع أجواء بلادهم لصالح إسرائيل, لتؤمن لطائراتها عبور أجوائهم بسهولة ويسر وأمان, للانقضاض على بغداد, وتدمير المفاعل النووي العراقي كي تبقى إسرائيل مطمئنة.

كم سافروا قاصدين إيران, يرجونها الصمت عن كل عدوان للولايات المتحدة الأمريكية في حروبها العبثية!!!.  وهم من صدعوا الرؤوس بإتهامهم إيران, على أنها كانت  البادئة بحربها على العراق, وأنها المعتدية.وهم من سارعوا لتبقى الحرب العراقية الإيرانية مستمرة, لتطحن الملايين من أرواح المواطنين العراقيين والإيرانيين. وهدروا عليها أموالهم, وأقتصاد وأموال العراق وإيران. وفجأة وبعد عشر سنوات راح يتهمون العراق بأنه هو من كان الجاني والمعتدي على إيران, وأنه كان يضطهد الشيعة, متناسين أنهم هم من يضطهد السنة والشيعة. ويتزلفون إليها أن تقف معهم لإسقاط  نظام الرئيس صدام حسين,وأنهم لن ينسوا لها هذا الجميل, و سيكونوا لها ولفضلها من الشاكرين. وقضوا وأفتوا بأن العرب والمسلمين الذي رفضوا موقفهم الأول  ما هم  سوى خونة. ثم قضوا وأفتوا بموقفهم الثاني  بأن العرب والمسلمين  الذين دعموا صدام حسين ضد إيران ما هم  إلا أغبياء وجهلة,أو منضوين في تنظيم القاعدة. دون أن يرف لهم جفن على أنهم كانوا من هؤلاء. وأنهم ناقضوا أنفسهم في هذا القضاء والإفتاء, وأدانوا أنفسهم والعرب والمسلمين وكافة الشعوب والأنظمة والحكام بدون أستثناء.  

وبعد تحرير الكويت,راحوا يتسولوا من إيران تشديد الخناق والحصار على العراق,بموجب القرارات الدولية!!! وتكفلوا بدفع رواتب فصائل  المعارضة العراقية,و تكاليف مليشياتها الإجرامية.وناشدوا إيران  المشاركة في الغزو الأمريكي ,أو السماح على الأقل للقوات الغازية, باستخدام أراضيها وأجوائها لضمان إحتلال العراق. يومها عادت إيران صديقة لهم وللعرب ومسلمة تقية ,لأنهم بأمس الحاجة إليها, وليس فيها من تهديد أو خطر. وفجأة وبقرار أميركي, انطلقوا ليباغتوا العرب والمسلمين والعالم بالترويج للخطر الايراني والشيعي والفارسي. وراحوا يهيجون العرب والسنة من الخطر الفارسي  والحلف الايراني ومن الخطر الشيعي. وأنبروا لتضليل العرب والمسلمين,بأن لإيران مطامح استعمارية, ومشروعها النووي يهدد امن العرب والعالم. حتى أنهم باتوا يعتبرون أن كل ما تقوم به إيران, إنما بهدف السيطرة على الوطن العربي من قبل الفرس والمجوس والشيعة. وراحوا يذرفون دموع التماسيح, لأن الإسلام والعرب بات بنظرهم في خطر. ونسأل هذه الأنظمة, التي لم تدري بعد أن أوراقها باتت مفضوحة, وأنها ممقوتة من القاصي والداني, أن تجيب عن هذه الأسئلة بصدق وصراحة:

هم بأختصار باتوا متهمين ومشكوك بكل جهودهم وأعمالهم  من قبل شعوب العالم و الأمتين العربية والإسلامية. لأن ما يسعون إليه وما  يريدونه, هو ما حددته لهم الإدارات الأمريكية. والذي يتلخص بالتضييق على العرب والمسلمين من خلال إفقارهم وتضليلهم وإضعاف حسهم القومي والوطني والديني واضطهادهم وذر بذور الفتن الطائفية والمذهبية , ليجعلوهم لقمة سائغة وفريسة سهلة بيد الصهيونية والامبريالية, بحيث يكون مستعدين للاستسلام لهم بذل مهين. ومهمتهم هو نفس  مهمة أجدادهم حين تحالفوا مع قوى الاستعمار والتي تتلخص:

1.      الوقوف عائقا في وجه كل شعب أو دولة تسعى للتطوير والتقدم والتصنيع في جميع المجالات.

2.      إجهاض كل مشروع صناعي  تسليحي في أي دول من دول العالم لا تقر لها به الإدارة الأميركية.

3.      هدر المال على القصور والفنادق والملاهي والأبراج والبنوك بالخبرات والعقول الأميركية.

4.      إقتناء السلاح الذي تحدده لهم الإدارة الأميركية بالسعر والكميات  التي تراه وتقرره.

5.      زرع الفتنة بين الطوائف والمذاهب, حتى لا يتفقوا على رأي جامع يهدد إماراتهم وممالكهم.

6.       الوقوف بالمرصاد لكل حر ووطني وشريف يسعى لاستعادة أمجاد أمته, أو يسعى لتحقيق الوحدة.

7.      إنفاق  المال  بسخاء على شركات الفن الهابط ومؤسسات الإعلام العميلة,ومواخير القمار والرذيلة.

8.      تقديم المساعدات المشروطة لبعض الدول, على أن  تنهب أو تصرف فيما لا ينفع الناس بشيء.

9.       تبني ورعاية كل عميل وخائن وفاسد ليكون حاضرا أو مستقبلا سندا لإسرائيل والادارة الأمريكية.

10.   هدر أوقات العباد في برامج لا معنى لها سوى إضاعة الوقت والجهد والمال وما بقي من عمر.

11. إشادة بعض الشركات لتستغل عوز وحاجة الشباب وغيرهم بين الشعوب لتجنيدهم مرتزقة ضد  شعوبهم  والأمتين العربية والإسلامية, ولحماية المصالح الاستعمارية والاستيطانية والاحتكارية.

12. رعاية الخونة والعملاء والفاسدين , عوضا عن رعاية العلماء والخريجين والجامعيين. وحتى إفساد  أكبر قدر من الشباب والمثقفين والمفكرين والجامعيين الوطنيين, وحرفهم عن الصراط القويم.

13.   طعن العرب والمسلمين بخنجر مسموم في الظهر إن كتب لهم تحقيق الوحدة  أو الغلبة والنصر.

14.  إستخدام المال لنشر الفساد والإفساد وبما لا يخدم مصالح العرب والمسلمين وسائر العباد.

15.  صرف المال تعويضات لقتلى جنود الغزاة , لا على الشهداء الذين قضوا نحبهم دفاعا عن أستقلال وتحرير الأقطار العربية من رجس الإستعمار, أو دفاعا عن الأمة العربية  والقضية الفلسطينية.

16.  تكريم وتبجيل وتقدير التافهين بدل من تقدير العلماء والباحثين والشهداء والمنتجين الشرفاء والأحرار.

في كثير من الأحيان يشعر المرء بالحزن عليهم حين يجدهم مجبرين رغم أنوفهم على كل فعل ونهج, وحتى بما يجب أن ينتهجوه في غرف  النوم  مع زوجاتهم. وقد يجد المرء نفسه مضطرا  ليبكي ويندب حظهم. وخاصة حين جندتهم الإدارة الأميركية مع أموالهم للتغرير ببعض المسلمون للسفر إلى أفغانستان لأداء واجب الجهاد  لهزيمة الروس في أفغانستان. ثم عادت لتجندهم مرة أخرى لاحتلال أفغانستان.أو حين جندتهم مع أموالهم وكافة وسائطهم وتراب وشواطئ وأجواء أوطانهم  لتأمين الغزو الأمريكي للعراق. وهاهي تجندهم لتبرير العدوان الأمريكي والإسرائيلي على إيران. والإفتاء بحظر الجهاد ضد إسرائيل وقوى الهيمنة والاستعمار والغزو والاحتلال, لأن من يمارسه بنظرهم إنما هو إرهابي ويمارس الإرهاب. وخاصة بعد أن أفتوا بأن الجهاد الشرعي إنما يكون في معاداة سوريا وإيران والسودان وحزب الله وحركتي حماس والجهاد وفصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق,والرؤساء بشار حافظ الأسد وأميل لحود ونجاد وحسن نصر الله ونبيه بري وخالد مشعل وميشال عون وإسماعيل هنية وعمر كرامي ووئام وهاب وطلال أرسلان وفتحي يكن وسليمان فرنجية.

وتجرهم الآن رغم أنوفهم إلى مؤتمرات لتأمرهم بأن يتنازلوا عن ما لهم من ديون وتعويضات على العراق. دون أن يجرأ احد منهم أن ينبس ببنت شفة سوى السمع والطاعة. فالاستعمار البريطاني والفرنسي هو من أشاد وممالكهم. وآلوا بالوراثة إلى  الولايات المتحدة الأمريكية بعد تصفية من الاستعمارين البريطاني والفرنسي, وباتوا من ممتلكاتها ومقتنياتها,  وجند لخدمة أمنها القومي ومصالحها ومصالح حلفائها الإستراتيجيين.

ما أضر العرب والمسلمين وباقي الشعوب , وفاقم مشاكل العالم  من تخلف وفقر ومرض,ونشر الحروب والفتن سوى هذه الأنظمة. وخاصة حين لا  يؤرقهم مفاعل ديمونا الإسرائيلي ,وترسانة إسرائيل النووية الذي  تزيد عن 300 سلاح نووي , والقريبة جدا من المسجد الأقصى والحرمين, والكنائس في بيت لحم والقدس ومصر ولبنان. وصنعت خصيصا لاستخدامها  ضد المسلمون والعرب .بينما يقض مضاجعهم مشروع إيراني للأغراض السلمية ولتحقيق التنمية وسد حاجتها من الطاقة, ويجيشون مع إسرائيل الإدارة الأمريكية وبعض دول العالم عليه.

     الأثنين: 9/6/2008م                                                    العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

         بريد الإلكتروني:   burhank45@yahoo.com

                       :  bkburhan@maktoob.com

                         :  bkriem@gmail.com

 

 

Exit mobile version