حماس صورة عن النظام العربي ولكن بثوب إسلامي

أ. عبد الله عز الدين


كلنا نعرف النظام العربي و علاقاته مع الغرب و خاصة أوروبا و أمريكا



أ. عبد الله عز الدين


كلنا نعرف النظام العربي و علاقاته مع الغرب و خاصة أوروبا و أمريكا و دول الاحتلال السابق للوطن العربي ، و نعرف كيف كانت الشيوعية انتشرت و كيف انتهت ، و كيف العلمانية انتشرت و لم تحقق نجاحها للآن ، و أيضا نرى النظام البعثي الذي فشل في العراق و سيفشل في سوريا إن بقي النظام السوري كما هو .

 

بعد سقوط الأندلس علينا أن نعيد للإسلام نظرته ، و بعد سقوط بغداد الحديث علينا أن نعيد النظر في البعثية ، و عندما سقطت فلسطين و الوطن العربي رهينة بأيدي أمريكا علينا أن نعيد النظر في الأنظمة الموجودة ، و الأحزاب المؤثرة داخله و التى فشلت لأنها فاشلة في التغيير الحقيقي .

 

منذ سقوط الخلافة العثمانية و الوطن العربي مفرق و مشتت حتى الوطن الواحد ، يعيش حياة تفتت أرادها الاستعمار .

لذلك ما هو الحل ؟ هل جيوش ؟ هل سلاح ؟ أم ماذا ؟

 

أولا : علينا أن ماذا نريد و كيف نصل له ؟

 

بعد سقوط كل الأنظمة الغير إسلامية في الشرق الأوسط ، جاء نجاح حماس ليغير المنطقة و يشرح صدور المسلمين المحبين لفلسطين ، ولكن تسارعت الدموع تتساقط منهمرة على ما فعلته حماس من إدراة هذا النجاح و الذى ادى و لأول مرة لاقتتال داخلى فلسطيني – فلسطيني ، و ما زالت آثاره .

 

عندما كنا نسأل حماس ماذا فعلتى قلنا نود أن نغير هذا الحكم العميل لأمريكا و اسرائيل و أن يقود العشب و طنيون اسلاميون …

 

و لكن ما زالت السكين ماضية لكل من يقف أمام حماس في غزة ، فرفعت سكينها على فتح الثورة ، و على الجهاد الإسلامي ، و على شريكها فى خطف الجندي جلعاد شليط (جيش الإسلام).

 

فكانت دهشة العالم من تصرف قادة حماس و تصريحات خالد مشعل المهينة فى اقامة دولة على حدود1967 و ترك باقي فلسطين ، و عن طلب التهدئة و نحن ضعاف داخلياً .

 

الحل : هو أن نتفق جميعا ، و ليس عيب حينما نلقى نظرة على إيران و حزب الله ( التجمع الشيعي القوي) في المنطقة .

هو نحن كمسلمين سنة أغلبية في الوطن العربي ، ليس لنا تجمع علماء واحد ، و ليس لنا إمام واحد ، لذا الأولى نحن كمسلمين أن نجتمع تحت إمام واحد و مجلس علماء واحد .

 

حينها يكون القرار واحد ، و لا تتشتت الجيوش و الحركات الإسلامية .

 

سنعود للعنوان ، لو رأينا حركة حماس فهي وليدة الإخوان المسلمين الجدد أي الذين شاركوا في انتخابات البرلمان المصري و الأردني و العراقي.. إلخ

أي ان حماس انتهجت المقاومة للوصول للحكم و ليس غاية فى تحرير فلسطين كل فلسطين و ما نراه اليوم من تهدئة وما طلبه احمد ياسين رحمه الله من تهدئة طويلة الأمد مع اسرائيل لدليل على ذلك .

 

نعم هنا قسمان من الإخوان المسلمين فى الوطن العربي ، القسم الأول في الذاكرة و مضوا إلى ربهم وهم جيل حسن البنا ، أما القسم الثاني و الذى أنجب حماس هو جيل البرلمان .

 

لذا حماس لا تختلف في حكمها عن أي نظام عربي كان ، لو نظرنا الآن إلى حكم قطاع غزة لوجدنا أن الحكم في القطاع هو حكم وضعي ، حيث لا يشارك احد من التنظيمات فى الحكم سوى حماس و هذا بعد الانقلاب العسكري الذي مر عليه أكثر من سنة .

 

النظام في غزة : هو نظام علماني ، و الدستور هو قانون وضعي ، مع العلم أن السلطات القضائية و التنفيذية و التشريعية داخل قطاع غزة تحت سيطرة حماس .

 

إذاً حماس لا تستطيع أن تطبق النهج الإسلامي في جزء من فلسطين و التى هي جزء من الوطن العربي ، فهل سيستطيع الإخوان المسلمين تحقيق ذلك و هم كانوا يراهنون على نجاح حماس في غزة ؟؟

 

حماس دخلت الانتخابات على كذبة ؟؟ اتفاق أوسلو انتهى ، هنا أقول ، أحضر أي جواز سفر أصدر أمس أو قبل عام أو عامين أي جواز سفر فلسطيني ، ستجد في أول صفحة أن هذه الوثيقة حسب اتفاق أوسلو – أي قائد حمساوي خرج عبر هذه الوثيقة هو يشهد ببقاء أوسلو فكيف و كل قيادة حماس تملك ذلك ، فهل تستطيع حماس أن تلغى هذه الوثيقة و تلغي حسب اتفاقية أوسلو كما تدعى انتهاء أوسلو .

 

حماس : وقعت على الوفاق الوطنى و هي تعلم أن هناك بند احترام جميع الاتفاقيات السابقة .

 

حماس و الإخوان المسلمين : علاقات قوية مع روسيا ( التى تقتل مجاهدونا في أفغانستان و البوسنة ) .

حماس و الإخوان : علاقة قوية مع الأمريكي جيمي كارتر الذي ثبت إسرائيل في المنطقة .

 

إذا حماس تمتلك علاقات مع الاتحاد الاوروبي و روسيا و أمريكا كما أي نظام عربي يناهض ما أسموه الارهاب .

 

اليوم الإرهاب عند حماس هو مقاومة العدو الصهيوني ، و عمل الشرطة لحكومة حماس هو ملاحقة المجاهدين فاعتقال مجموعة من جيش الاسلام و سرايا القدس و كتائب الاقصى وتنفى وجود القاعدة و التحري عن من يضرب القذائف هو تعاون أمنى حمساوي إسرائيلي .

 

إذا ما هو الاختلاف بين حماس و سلطة عباس ؟ وما هو الاختلاف بين النظام العربي و حماس و الاخوان .

 

حماس في ثوب الإسلام خرجت علينا ، و هذا الثوب الأصيل يجب أن يأخذه جماعة سليمة تحمل الإسلام هم و جهد و تطبيق ، لأننا نحن مع أن الإسلام يحكم و لكن بالإسلام الذي حكم فيه محمد صلى الله عليه و سلم .

 

وهنا أذكر الجميع بشعار الإخوان و حماس هو شعار ناقص …. ( الإسلام هو الحل )

هذا الشعار الذي قزم الإسلام ، فجعل الإسلام عبارة عن حل و الحل دوماً يكون لمسألة أو مشكلة .

 

ولكن حقيقة الإسلام ليس فقط حلولاً للمشاكل  بل هو منهج حياة و سلوك و عقيدة و آداب .

ولكن نظرة حماس هو أن تخرج حل لكل مشكلة بمعنى فتوى لكل قضية ، تسلها لمصلحتها الحزبية .

 

هذه حماس فلو قارنته بالنظام العربي لتجده وجهان لعملة واحدة ، ندعو الله أن يستبدل لنا أفضل منها على أرض فلسطين و ان يوحد الحركات الإسلامية من السلفية و الدعوية و الجهاد الإسلامي و الإخوان و حزب الله و كل التنظيمات الإسلامية تحت راية واحدة و قائد واحد ، حينها تصدر إشارة النصر .

 

 

الكاتب / عبد الله عز الدين

23/6/2008

Exit mobile version