جورج بوش دفع ببلاده إلى الحضيض والإفلاس// العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

متى يستوعب الرئيس جورج بوش ,أن تصرفاته الشائنة إنما هو مؤشر على أن بلاده  باتت على حافة الإفلاس؟

وإفلاسها ليس إفلاس  مال, وإنما إفلاسها  بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وقواعد السلوك والأخلاق.

فالرئيس جورج بوش الذي  أستمر لسبع سنين يخاطب ويحاور الشعوب بلغة التهديد والوعيد والنار والسلاح. ويعرض عليهم خبراته ومهارته وهوايته الكبرى في فنون الإرهاب والإجرام والغزو العدوان وطرق  التعذيب.  إذا به قبل شهور من انتهاء ولايته يبدي إنزعاجه من إساءة فهم العالم له وبلاده من خلال تصرفاته وسياسته, ولكون العالم سيذكره على أنه رجل متعطش للحروب والدماء. ولو كان صادقا فيما يقول, لكان لزاما عليه ,أن يبدي الحزن والأسى والندم على  ما أتخذه من قرارات . أو على ما  شن من حروب, أدت إلى  زهق أرواح  وتشريد الملايين من العراقيين والأفغان, وزهق أرواح  أكثر من 4000 جندي أمريكي في العراق, وحوالي  ما يقارب الألف جندي من  جنود قوات الدول المتحالفة معه في غزوه لأفغانستان. ناهيك عما جرته حروبه من حالات يتم وترميل وعاهات وأمراض نفسية وجسمية على الكثير من الرجال والنساء والأطفال. والتي طالت الملايين من العراقيين والأفغان والأمريكيين وغيرهم من باقي الشعوب, ويسارع ليسلم نفسه للقضاء, ليبت بأمره ويحاسبه على ما أقترفته يداه وإدارته ومعاونيه من جرائم  حرب وإرهاب. لكن جورج بوش غير آبه بما نجم عن تصرفاته وحروبه وقراراته ومساندته ودعمه لعدوان وإرهاب إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ,وعدوانها على لبنان عام 2006م,من مآسي وأحزان  وخراب ودمار. وغير مكترث مما يتهدد العالم بما جلبه من فقر وبؤس ومجاعة بسبب تلاعبه بأسعار النفط  وقيمة صرف الدولار. ولم تثره أو تغضبه أو تحرك فيه ساكنا كرامته المهدورة وشرفه المهان,وهو يسمع الكثير من الساسة الأمريكيين والأوروبيين يتناولونه بكلام فظ , وبأقذع أساليب الاتهام والنقد والتجريح , ويعتبرونه أحمق وجاهل ومجرم وكذاب وغبي, وأسوأ رئيس  أمريكي منذ أبصرت  بلاده النور  وحظيت بالاستقلال. ولن يصلح العطار ما أفسدته السياسات الأمريكية لعقود من الزمن, وما خربه جورج بوش في ثمان سنوات. والتي دفعت بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الحضيض , وبخسارة, لا حل معها سوى بإعلان الإفلاس, وتكليف الشرعية الدولية بأعمال التصفية لهذه الدولة التي ثبت  أنها مفلسة في الميادين الإنسانية وقيم الحرية والديمقراطية والأخلاق لعدة أسباب. ومنها على سبيل المثال:  

ولذلك سيبقى العراق ولبنان وفلسطين هم الأمل,لأنهم سيدحرون العدوان والإرهاب والإجرام. وهو ما تريده الجماهير والشعوب.وهي من ستفرض خيارها على قوى الاستعمار من جديد.وبجهود هذه الفصائل وغيرها من باقي فصائل المقاومة الباسلة في شتى أصقاع الأرض. وضرباتهم الموجعة والقاتلة ,لم  تدع أمام الغزاة والمغتصبين والمعتدين وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي  وحلفائهم من الخونة والعملاء من حيلة سوى  الهذيان والصراخ  والنحيب وترويج الأكاذيب.وأكاذيبهم باتت متناقضة ومتضادة ومتضاربة,وكل منهم يكذب أكاذيب غيره, بكذبة أو أكاذيب يفبركها ويروجوها من جديد.وبظنهم أن شعوبهم وشعوب العالم جهلة وعديمي تفكير,وليس لهم من عقول,ولا يميزون بين الناقة والبعير.وهذا هو منتهى سخف وغباء الرئيس جورج بوش وإدارته وصقوره ومحافظيه وليبراليه الجدد ,وهو سبب هزيمتهم في العراق . وسبب هزيمة إسرائيل في فلسطين ولبنان. وهو الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تخسر المهابة والمصداقية والاحترام. وهو ما لخصته مادلين أولبرايت حين قالت: سياسة الهيمنة تتناقض والصورة الذاتية للولايات المتحدة الأمريكية, وتشكل طريقة رديئة لحماية مصالحنا, وقد تبين أن تطبيقها في خدمة ما أعتقد قادتنا على أنها المبادئ الصحيحة المثل العليا, كما هو الحال في العراق, إنما استنزاف مميت للموارد الأمريكية والقوة العسكرية والهيبة وليكن ذلك درسا لنا.

   الخميس :26 / 6/2008م                                                    العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

                 بريد الإلكتروني:   burhank45@yahoo.com

                                       bkburhan@maktoob.com

                                              bkriem@gmail.com

 

  

 

Exit mobile version