نورالدين لشهب
قرأت مقال السيد خضر عواركة في جريدة وطن المعنون بـ ” جمجمة أنور مالك الأمازيغي
نورالدين لشهب
قرأت مقال السيد خضر عواركة في جريدة وطن المعنون بـ ” جمجمة أنور مالك الأمازيغي وعقله العفن..مقاتل آخر مع إسرائبل ضد العرب ” وخرجت بفكرة تلخص جهل السيد عواركة بقواعد اللغة العربية حيث وقع في أخطاء لا يقع فيها تلميذ مبتدئ في الأقسام الأولى بالأحرى أن يقع فيها كاتب ينسب نفسه الى أمة العرب وهو الكاتب العربي ، يا حسرة على الكُتّاب !! فضلا عن الجهل بقواعد الحوار وأدبياته وأخلاقه كما نص على ذلك القرآن وهو المثقف الإسلامي كما يقدم نفسه ، ويا حسرة، أيضا، على الإسلام المحمدي الأصيل كما يتشدق بذلك ملوك الطوائف الجدد !! ناهيك عن شوفينية الكاتب حين يصف السيد أنور مالك كونه أمازيغيا ، وكأن الأمازيغ ضد العرب كما تناهى الى “علمه” الباطني منذ أن خلق الله تعالى آدم وعلمه الأسماء ، وربما من بينها أن أنور مالك أمازيغي ضد العرب والإسلام المحمدي الأصيل !!
أحب أن أنوه ، بداية، أني أول مرة أعرف أن الأخ أنور مالك من أصل أمازيغي بالرغم من معرفتي به واختلافي معه أيضا في هذه النقطة أو تلك ، ولكن اختلافي معه أعتبره منارة الثقافة واس الأخلاق التي تتأسس على قاعدة الصدق والروح الإنسانية الحقة المؤطرة بحب الله تعالى والخضوع والاستسلام له وحده . هنا والآن يبدو الاختلاف استفزازا للعقل المتعلق بهم السؤال المعرفي اللازم وكيف لا ونحن في الهم واحد ؟!
كما يبدو الحوار إبداعا لطرائق متنوعة وفتح أبواب مختلفة في قاعة الانتظار العربي البئيسة التي زادتها الطائفية المقيتة بؤسا على بؤس ” يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة”
الاختلاف مع أخي أنور مالك هو من قبيل اتخاذ كل صادق وشريف وحر بابا من أبواب التغيير الممكنة لمناهضة الآفات الخطيرة التي باتت تهدد الاجتماع العربي والإسلامي ، ” ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ” هكذا افهم الاختلاف مع الأحرار والشرفاء والصادقين من أمتي بصرف النظر عن الهويات النسبية . وأخي وصديقي أنور مالك احسبه من بين هؤلاء ولا ازكي على الله أحدا وقد أدى برهان صدقه وضريبة نضاله الشريف في بلده الجزائر على يدي الطغمة الحاكمة في الجزائر المتحكم في بوصلتها عصابة الجنرالات.
إن الشرفاء والأحرار والصادقين من أمتي مع اختلاف رؤاهم، وسبل التغيير، وأساليب التعبير،في الحقيقة هم واحد وان بدا تنوعهم ، انه التنوع في إطار الوحدة، والوحدة في إطار التنوع ، فلا مشاحة في العناوين ما دام لكل واحد له وجهة نظره تنافس الصادقين في التسابق الى الخيرات ، فالحق واحد وأما الطرائق والسبل فهي لا تعدو أن تكون إبداعا خلاقا يعكس نظرة الواحد منا / رأي له حريته المضمونة بكل شرائع السماء ومواثيق الأرض ، فأين الضير يا ترى ؟؟!!
حين يصف السيد خضر الكاتب أنور مالك كونه أمازيغيا أو صاحب جمجمة أمازيغية ، فهذا القول الذي يلفظ به صاحبنا إنما هو مأتاه صاحب عقل دغمائي أَحَدِي ضيق وجاهل بما يحبل به المجال التداولي في منطقة المغرب العربي من أفكار واتجاهات وتحولات سياسية ، ولو كان السيد خضر متابعا ومواكبا لما تصرف بهذا السلوك غير الأخلاقي والإنساني بحق مواطن عربي مطارد بعدما ذاق صنوف من العذاب في سجون الجزائر لا زالت آثارها النفسية والجسدية يعانيها الأخ أنور الى حدود الآن بشهادة أكبر مستشفيات باريس، إذ لا زال يعالج رجله اليسرى من جراء التعذيب الذي تعرض له على يد زبانية الجنرالات الذين سرقوا الثورة وأساؤوا الى بلد المليون شهيد ، وهذا لا يعرفه السيد خضر ويجهله حين يعتبر أن السلطة بالجزائر هي أمينة على تراث الثورة كمقدمة خاطئة/مغالطة لاستنتاج خاطئ على أن إيران هي أمينة أيضا على ثورتها ، فتغدو الثورة هي الدولة و الدولة هي الثورة بالتنظير الاستبدادي العتيق الذي تجاوزه أصحابه في الغرب ولا زال من يحاول أن يوهمنا بهذه التعابير والمفاهيم السمجة التي أكل عليها الدهر وشرب، فما عادت الجزائر كما إيران أمينتين على الثورة ضد الاستبداد والاحتلال، بل غدت إيران ترزح تحت ديكتاتورية ولاية الفقيه بينما الجزائر ترزح هي أيضا تحت ديكتاتورية الجنرالات !! فافهم !!
السيد خضر حين يصف الأخ أنور كونه أمازيغيا ، وهذه معلومة كنت أجهلها عن أنور مالك، (جزاه الله السيد خضر خيرا على هذه المعلومة الخطيرة!!) ، لأن كما وقر في ذهنه/عقله الشوفيني ، وهو يطمح الى أبْلَسَة أنور مالك بمغالطات خطيرة جدا تقوم على أن كل أمازيغي هو حتما ضد العرب والمسلمين (= ضد المسلمين الذين يدينون بالإسلام المحمدي الأصيل/ من آل البيت الأبيض ربما هذا هو التعبير الصحيح) وه
نا مرة أخرى يتبدى جهل السيد خضر لأنه لا يعرف أي شيء عن تاريخ المسلمين الأمازيغ ، ولو كان يعلم لما وصف السيد أنور مالك بالأمازيغي في سياق القدح والذم ، وما دام أن السيد خضر تحدث عن تشكيفارا وجعله في مرتبة أرفع من الأمازيغي ، فهل يعرف أن هذا المناضل اليساري يحترم كثيرا الزعيم الأمازيغي محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف قبل أن يتعرض لمؤامرة من لدن عرب ، نعم عرب في تواطؤهم المكشوف مع قوى الاستكبار العالمي يومئذ ؟؟! وما زال رفاته يرقد بمصر بالرغم من دعوات كثيرة لنقل جثمانه الطاهر الى منطقته . هل يعرف علماء ومفكرين وشعراء ومقاومين ومناهضين للاستبداد والاحتلال من أصول أمازيغية؟؟ هل يعرف السيد خضر وهو المثقف العربي كما يقدم نفسه أن المفكر المغربي والعربي الدكتور محمد عابد الجابري هو من أصول أما زيغية ؟ وهل يعرف ، وهو الإسلامي ، أن الأستاذ عبد السلام ياسين وهو من أكبر منظري حركات الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي هو من أصول امازيغية ؟؟ هل يعلم وهو مهتم بالأفكار في مجالها الإسلامي والعربي أن أكثر من 75% من أعضاء الحركات الإسلامية بالمغرب هم أمازيغ يحافظون على اللغة العربية وينشرونها ويعلمونها للناس !! أكيد انه لا يعلم ،وربما يختزل الأمازيغ كلهم في شخص أحمد الدغرني الذي يغرد خارج السرب الوطني حين زار الكيان الصهيوني وبدأ يحلب في إناء العدو رقم واحد للأمة العربية والإسلامية، ولو كان السيد خضر، فعلا، يعلم ، فما ذهب هذا المذهب الغريب في الاختلاف ،والحقيقة أن عقله الدغمائي الشوفيني المسجون في سرداب الجهل ، أو بالأحرى أن عقله الذي اكتراه الى من يسمون أنفسهم بأنصار الإسلام المحمدي الأصيل ليعبثوا به ما دام مقلدا لهم، وان الأمازيغ الذين ذكرتُ هم من أتباع اليزيد ومعاوية ، وهما من العرب ، هنا يصبح مقاتلا عربيا ضد العرب من حيث لا يدري لأنه ليس مع الحسين، الآن، ولكنه مع اليزيد حين يسمح لنفسه أن يكون الى جانب المستبدين والظالمين ضد أصحاب الحق !! فتأمل!!
نا مرة أخرى يتبدى جهل السيد خضر لأنه لا يعرف أي شيء عن تاريخ المسلمين الأمازيغ ، ولو كان يعلم لما وصف السيد أنور مالك بالأمازيغي في سياق القدح والذم ، وما دام أن السيد خضر تحدث عن تشكيفارا وجعله في مرتبة أرفع من الأمازيغي ، فهل يعرف أن هذا المناضل اليساري يحترم كثيرا الزعيم الأمازيغي محمد بن عبد الكريم الخطابي بطل الريف قبل أن يتعرض لمؤامرة من لدن عرب ، نعم عرب في تواطؤهم المكشوف مع قوى الاستكبار العالمي يومئذ ؟؟! وما زال رفاته يرقد بمصر بالرغم من دعوات كثيرة لنقل جثمانه الطاهر الى منطقته . هل يعرف علماء ومفكرين وشعراء ومقاومين ومناهضين للاستبداد والاحتلال من أصول أمازيغية؟؟ هل يعرف السيد خضر وهو المثقف العربي كما يقدم نفسه أن المفكر المغربي والعربي الدكتور محمد عابد الجابري هو من أصول أما زيغية ؟ وهل يعرف ، وهو الإسلامي ، أن الأستاذ عبد السلام ياسين وهو من أكبر منظري حركات الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي هو من أصول امازيغية ؟؟ هل يعلم وهو مهتم بالأفكار في مجالها الإسلامي والعربي أن أكثر من 75% من أعضاء الحركات الإسلامية بالمغرب هم أمازيغ يحافظون على اللغة العربية وينشرونها ويعلمونها للناس !! أكيد انه لا يعلم ،وربما يختزل الأمازيغ كلهم في شخص أحمد الدغرني الذي يغرد خارج السرب الوطني حين زار الكيان الصهيوني وبدأ يحلب في إناء العدو رقم واحد للأمة العربية والإسلامية، ولو كان السيد خضر، فعلا، يعلم ، فما ذهب هذا المذهب الغريب في الاختلاف ،والحقيقة أن عقله الدغمائي الشوفيني المسجون في سرداب الجهل ، أو بالأحرى أن عقله الذي اكتراه الى من يسمون أنفسهم بأنصار الإسلام المحمدي الأصيل ليعبثوا به ما دام مقلدا لهم، وان الأمازيغ الذين ذكرتُ هم من أتباع اليزيد ومعاوية ، وهما من العرب ، هنا يصبح مقاتلا عربيا ضد العرب من حيث لا يدري لأنه ليس مع الحسين، الآن، ولكنه مع اليزيد حين يسمح لنفسه أن يكون الى جانب المستبدين والظالمين ضد أصحاب الحق !! فتأمل!!
أو ليس أنور مالك مواطنا مظلوما ،وربما ذنبه أنه أمازيغي عربه القرآن وحضارته الإسلامية ؟ أم ماذا؟
أما ادعاءه كون قناة المستقبل والعربية منبرين إعلاميين للوهابية ، فهذا وصف شوفيني عنصري وطائفي أيضا، زعمه هذا لا يصدقه أحد إلا أن يكون غبيا أو جاهلا أو شيعيا طائفيا وتكفيريا ، ولا نستغرب إذا ما تأكدنا أن أبلسة أهل السنة في الخطاب الإعلامي الشيعي الصفوي يطلقون عليهم الوهابية ، فكل اختلاف مع أهل السنة في أمور سياسية تترجم دائما الى ما هو عقائدي كالزعم بأن الوهابية “أعداء” آل البيت ، بدل ما نقول أعداء الاحتلال الأمريكو-الصفوي للمنطقة العربية . ثم إن قناة العربية نعلم وبدون أي نفس طائفي مقيت بأنها بوق للاحتلال ولا تمت بصلة الى المقاومة وبرنامجها المناهض للاحتلال . وقناة المستقبل هي منبر إعلامي لأصحابه فقط بالرغم من اختلافنا معهم ، والاختلاف هنا لا يخرج عن التقدير السياسي وليس الطائفي كما يزعم السيد خضر، ولكن هذا الكلام الذي تفضل به الكاتب إنما مأتاه عقل شوفيني طائفي مقيت ينظر الى الأمور بعين واحدة وهي نظرة طائفية بغيضة كلامها هو عين الحق وما ينطقه المراجع هو ما ينبغي تطبيقه لأن كلامهم يصدر عن الإسلام المحمدي الأصيل الذي يمثله “خط” آل البيت عليهم السلام .وما دونه فهو كلام “أتباع ” اليزيد ومعاوية من الوهابية وتنظيم القاعدة والتكفيريين !!
هنا الخطر… كل الخطر..وهنا يصبح السيد خضر مقاتلا عربيا آخر ضد العرب ، مقاتل في صفوف الصفويين المعاصرين الذين يريدون التهام ما تبقى من عروبتنا في الأحواز والعراق !!
كاتب مغربي