مقدمة :-
نتابع البحث في الشخصيات الهامة الصهيونية التي لعبت دورا ً اجراميا ً بحق الشعب الفلسطيني والشعب العربي ومازالت في الطريق لارتكاب المجارز بحق الشعب الفلسطيني في الداخل وتلعب دورا ً رئيسيا ً في صناعة القرار الصهيوني ، قرار الحرب والاغتصاب والاستيطان وكذلك ما تتوعد به تلك القيادات لأي قوى إقليمية تحاول أن تتجاوز الخط الأحمر التي رسمته الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية في المنطقة.
فمن الضروري على كل مهتم أن يطلع على السمات لتلك الشخصيات التي نوردها تباعا ً من أجل أن يعرف المواطن العربي بشكل خاص والمسلمين بشكل عام أعدائهم الذين يتربصون بمصير هذه الأمة ويحيكون لها بين وقت وآخر المؤامرة تلو المؤامرة .
ربما المآسي الفلسطينية التي أتت على قاعدة الاختلاف في البرنامج والانقسام الحادث للوطن كان هدفه الاساسي صرف الاهتمام عن متابعة الصراع بحقيقته ولبناته الاساسية بأن الصراع مع الصهيونية يجب أن تتحد فيه كل القوى من أجل تخليص الأمة من هذا السرطان الذي يحاول أن يبتلع الحجر والانسان ويحجب الهواء والشمس عن الشعب الفلسطيني والأمة العربية ، فلا صراع إلا مع الصهيونية ومن يحاول أن يستمر في فرض لائحة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني فهو مجرم ، فالقضية الفلسطينية تحتاج لكل الطاقات والدم الفلسطيني محجوز لمعركة الصراع مع الصهيونية ولا طريق له إلا هذا الطريق ومن يحاولون اهدار الطاقات والدم الفلسطيني أياً من كانوا فهم لن يختلفوا كثيرا ً عن كل المعطلات في طريق الجهاد والحركة الوطنية الفلسطينية .
يعتبر شؤول موفاز من احدى الشخصيات المتطرفة دينيا ً ، وهو من مواليد ايران عام 1948 م وهو من الأعضاء الهامين لحزب الليكود سابقا ً ومنافسا ً قويا ً لرئاسة حزب كاديما مقابل ليفني وزيرة الخارجية حاليا ً ، تقلد في السابق رئاسة الأركان ووزارة الدفاع للكيان الصهيوني ووزير المواصلات والقائم بأعمال رئيس الوزراء ، هاجر مع اسرته من ايران ومن مسقط رأسه طهران في عام 1957 إلى الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، اقام في بداية الامر هو وأسرته في مدينة ايلات في أحد بيوت الوكالة اليهودية .
تعلم في أحد المدارس الدينية والتحق بإحدى المدارس الزراعية الداخلية وهو متزوج وله أربع أبناء
بدء حياته العسكرية كرجل مظلات في الكتيبة رقم “890مظلات” بقيادة “دان شمرون ” وشارك في العدوان عام 1967 تحت قيادة رافائيل ايتان.
عمل كضابط مظلات تحت قيادة اسحاق موردخاي وزير الدفاع السابق متوليا ً قيادة فصيل مظلات .
عمل على الجبهة السورية أبان حرب 73 م متوليا قائد سرية استطلاع على الجبهة السورية وقد كلف بمهمة قطع الطريق البري بين سوريا والعراق لمنع الامدادات للجيش السوري .
عين كقائد كتيبة مظلات وبعد عودته من دراسة ادارة الاعمال في جامعة “بار ايلان” عام 1978 عين قائد لكتيبة ” 202 ” مظلات، وبعد ذلك عين قائد لواء مشاة في المنطقة الشمالية عام 1979 ، اشترك في عملية عنتيبي مشاركا ً ” مردخاي و فيلنائي” 1976 “.
ثم شارك في الاجتياح للجنوب اللبناني في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير عام 1982 ، بعد ذلك ذهب للدراسة في مدرسة المشاة الأمريكية التابعة للأسطول البحري الأمريكي عام 1983.
ومن أهم عملياته عندما كان قائدا ً للواء ” 35 ” مظلي حيث نفذ جريمة ما يسمى ” النظام والقانون “حيث استشهد 50 مقاتل من عناصر حزب الله عام 1984 م تلقى ترقية ورقي لرتبة عميد وقائد لفرقة مدرعة في الجليل عام 1988 م، وفي عام 1992م حصل على الماجستير في ادارة الأعمال .
عام 1993م عين قائدا ً لقوات جيش الدفاع الصهيوني في الضفة الغربية.
ومن ثم رقي إلى رتبة لواء عام 1994 م وعين قائدا ً للمنطقة العسكرية الجنوبية .
تم تعيينه رئيسا ً لشعبة التخطيط برئاسة الأركان وأشرف على تنفيذ اتفاق الخليل عام 1996 مع قيادات أوسلو وبعد ذلك عين نائبا ً لرئيس الأركان عام 1997م .
الدورات العسكرية التي تلقاها القاتل موفاز :-
حاصل على كافة دورات ضباط المشاة والمظليين.
حاصل على دورة كلية القادة والأركان.
حاصل على دورة كلية الأمن القومي.
حاصل على دورة كلية القادة والأركان التابعة لمشاة البحرية الأمريكية بولاية فرجينيا.
مواقف موفاز الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني :-
قام بعمليات القمع ضد المقاومين وشباب انتفاضة الأقصى ، وفي عام 2001 واثر اجتماع في القدس مش شارون قسمت المناطق إلى 7 مناطق على أن يقوم الجيش الصهيوني بقتل 10 فلسطينيين بكل منطقة ، أي بإجمالي 70 شهيد فلسطيني في اليوم وهو صاحب ومنفذ فكرة الاسوار الواقية وساهم مساهمة فعالة في ملاحقة واغتيال نشطاء الانتفاضة الثانية .
موقف الارهابي موفاز السياسي من ياسر عرفات :-
كان موفاز شديد الانتقاد للشهيد الراحل ياسر عرفات ، معتبرا ً اياه أنه مازال على رأس قيادة الارهاب الفلسطيني وهو معارضا َ شديدا لاتفاقيات أوسلو .
خططه العسكرية ضد الانتفاضة :-
هو صاحب الخطة الذي اطلق عليها خطة “جهنم” ،أورانيم ” والتي كان نتاجها مذبحة جنين ونابلس .
مواقف موفاز اللا انسانية :-
موفاز من أحد الشخصيات الهامة التي تدعو إلى الاستيطان في القدس الشرقية وكذلك هو من أحد الشخصيات الصهيونية الهامة التي مارست وضغطت في اتجاه هدم منازل المناضلين والاستشهاديين في القدس والضفة الغربية .
موقف موفاز من سوريا :-
موفاز من أهم الشخصيات التي تدعو إلى المفاوضات مع سوريا وبدون شروط ومن أحد اللذين أبدو وجهة نظرهم بالانسحاب من الجولان مقابل خطوات شاملة وكبيرة من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وتقطيع مدن الضفة والتلاعب في مصير الدولة الفلسطينية الأوسلوية المجزئة الأوصال والفاقدة لكل المواقع الاستراتيجية الحيوية التي يمكن أن تسفر عن بناء كيانية فلسطينية موحدة أي انجاز على الجبهة السورية واهمال الورقة السياسية التي بدأت بأوسلو على الجانب الفلسطيني ومازالت إسرائيل تطمح في حلم المياه التي تستوردها عبر البحر من تركيا إلى ممر من المياه العذبة ياتي من تركيا إلى فلسطين المحتلة في ظل ما يسمى السلام مع سوريا والدول العربية المجاورة .
ويحلم موفاز برئاسة حزب كاديما ومن ثم رئاسة الوزراء الصهيونية وكما نقل عنه أنه يأمل في سلام مع سوريا وسلام مع الفلسطينيين بوجهة النظر الصهيونية التي تبتعد عن الحل العادل لمشكلة الوطن والحقوق والدولة .
ويعتبر أن حماس هي من أحد المعوقات الاساسية لتنفيذ البرنامج الصهيوني بما يسمى ” السلام” .
مواقف متناقضة لموفاز حول سوريا والفلسطينيين ، فهو من المتشديين والمعارضين لاتفاقية أوسلو ، وهو من المعارضين سابقا ً لأي تفاهمات أو اتصالات مع سوريا ولقد عارض دعوات الصهيوني أولمرت للتفاوض مع سوريا ولاعادة الجولان .
آراء الفلسطينيون ” أصحاب عملية السلام “في موفاز:-
يرى الفلسطينيون أن تاريخ موفاز كان أسود مع الفلسطينيين, حيث قام بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة وعملياته العسكرية الشديدة ضد الفلسطينيين, فضلا عن تصريحاته التي كانت على الدوام مصدر توتر وليس استقرار.
وان موفاز في تصريحاته الأخيرة إنه يريد أن يكون هو المسئول عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين, ولكنه في نفس الوقت يقول إنه فيما يجب أن تجري العملية التفاوضية ببطء, فسيقوم ببعض الخطوات الاقتصادية للتخفيف عن السكان وهو ما يعني أن المفاوضات قد تستمر 10 سنوات تماما كما قال سابقا رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحاق شامير.
موقفه من الملف الإيراني :-
هدد موفاز بان الكيان الصهيوني ” لن يتسامح تجاه إيران مسلحة نوويا ً”، معتبراً أن ” كل الوسائل لمنع ذلك مشروعة ”
• فقال موفاز أن إيران يمكن أن تجتاز نقطة اللاعودة التقنية في برنامجها النووي قبل نهاية عام 2008 ، وذلك استنادا إلى تقديرات جديدة للاستخبارات الصهيونية. وصرح لإذاعة الجيش الصهيوني بان “الإيرانيين قد يجتازون العتبة التكنولوجية (في البرنامج النووي) خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً في الأشهر المقبلة وقبل نهاية السنة”
• و قال انه “بحلول عام 2010 سيكون لإيران خيار بلوغ إنتاج اليورانيوم مستوى عسكريا “. ويجب علينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار وان نستعد لهذا السيناريو
• وأكد أن تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية يجب أن يكون خطا أحمر بالنسبة للمجتمع الدولي
• لكنه قال انه يؤيد الدبلوماسية وتحدث عن الخيارات الأخرى باعتبارها “ملاذا أخيرا”، مضيفا “انه سباق مع الوقت والوقت يفوز”
• وقال انه ستكون هناك حاجة إلى قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات جديدة إذا لم تف إيران بالموعد النهائي للرد على عرض القوى الغربية .وأكد انه ” يجب أن نصر على أن تفي إيران بالجدول الزمني الموضوع ”
انتخابات كاديما الداخلية:-
بعد قرار اولمرت التنحي عن رئاسة حزب كاديما على اثر الاتهامات التي وجهت له بالفساد وقرار حزب كاديما إجراء انتخابات في سبتمبر القادم قرر شاؤول موفاز التنافس على خلافة اولمرت في رئاسة الحزب
ويذكر أن المنافسون لموفاز هم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ، ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر،و وزير الداخلية مئير شيتريت
استطلاعات راي :-
خلافاً لكل التوقعات وللاعتقاد السائد بأن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هي الفائزة حتماً بزعامة حزب «كديما» الحاكم في الانتخابات الداخلية ، وبالتالي المرشحة الأقوى لخلافة رئيس الحكومة الحالية أيهود اولمرت، فاجأت نتائج استطلاع للرأي نشرتها «يديعوت أحرونوت» الساحة الحزبية، إذ أفادت أن فرص فوز وزير النقل شاؤول موفاز بزعامة «كديما» تبدو كبيرة بعد أن نجح في تقليص الفارق عن ليفني إلى 2 في المائة فقط بعد أن تقدمت عليه الأخيرة في الاستطلاعات السابقة بأكثر من 10 في المائة
وفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد «داحف» ، فإنه لو جرت الانتخابات على زعامة الحزب اليوم لحصلت ليفني على 38 في المائة من الأصوات في مقابل 33 لموفاز ، و13 لديختر ، و8 لشيتريت ، ما يستوجب إجراء جولة ثانية
وبحسب الاستطلاع ، فإن انحصار المنافسة بين ليفني وموفاز تمنح الأولى 47 في المائة في مقابل 45 في المائة لموفاز ، أي بفارق يقع ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع
ويعتبر تقليص الفارق إلى 2 في المائة فقط انقلاباً حقيقياً، فحتى قبل فترة وجيزة بدا أن فوز ليفني مؤكد ، ويرجع ذلك الى النيران التي فتحها عليها اولمرت واتهامه لها بـ «الغدارة والكاذبة» فضلاً عن تشكيكه بقدراتها على إدارة دفة الأمور في الدولة العبرية، فعلت مفعولها في أوساط ناخبي «كديما»
يضاف إلى ذلك أن موفاز نجح في الأشهر الأخيرة ومن موقعه كوزير للنقل ومسئول عن عدد من كبرى أماكن العمل في الكيان الصهيوني (الموانئ والقطارات ومختلف شركات المواصلات) في تنسيب الآلاف من أنصاره لحزب «كديما» ليصوتوا له في الانتخابات الداخلية
وهكذا أصبح موفاز منافساً شديداً لليفني على زعامة «كديما»، وهو مقتنع بأنه في حال فوزه بالمنصب، لن يواجه صعوبات في تشكيل حكومة جديدة بمشاركة أحزاب الائتلاف الحالي، مع احتمال ضم أحزاب أخرى من اليمين، علماً أنه يميني بآرائه السياسية ومتشدد في القضايا الأمنية، وهو الذي انتمى إلى «ليكود» اليميني عام 2002 غداة خلعه البزة العسكرية التي لبسها نحو أربعة عقود
ويدير موفاز معركة انتخابية مدروسة للغاية أمام ليفني . وبموجب نصيحة المستشار الأميركي أرثور فنكلشتاين ، فإن عليه التمحور في قضيتين أساسيتين في دعايته الانتخابية : الأمن الوجودي والشخصي (للصهاينة)، ونظافة اليدين.
اعداد وتقديم/ سميح خلف