زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون
زومبي .. سلسلة متنوعة من افلام الرعب تتحدث عن اموات ينهضون من القبور
لالتهام الاحياء ، أو تحويلهم الى حالة مشابهة .
هذه المقدمة ستقودنا للحديث عن الجزء الثالث من المسلسل المعجز الاسطورة باب الحارة
لقد بدا هذا المسلسل بحكاية هي اقرب الى العبرة ( حلف اليمين الكاذبة … و الجزاء العادل )
و لقد استعان مخرج العمل بعدد من الممثلين السوريين الذين استطاعوا النهوض بجزئه الأول
و قد وصلوا الى نهاية هذا الجزء و انفاسهم مقطوعة ، ثم أتحفنا ذات المخرج بجزء ثان استطاع
أن يشد اليه المشاهدين بشكل كبير ، و على عادة قناة ( أ م . بي . سي )استفادت من هذا النجاح
بشكل تجاري لاستنهاض جزء ثالث ، فتحولت هذه الحدوتة الى كائن بـ 90 رجل ، و ذراع ..
يستقي روحه من شكل الحارة المصريّة ، و يلبسها الثوب السوري ، فتردح نسائه على طريقة
نساء مسلسلات الحارة المصريّة ، و بلهجة شاميّة .
تقوم عناصر هذا المسلسل على عدد من الاشخاص البسطاء يعيشون في ( حارة الضبع ) يمثلهم
العكيد ( شكل للتاجر ، و القبضاي ) ، و حلاق نصف معالج ، وبائع خضار ، و قهواتي ، وفرّان
و صاحب حمام ( يمثل دور الغبي ) الذي يوقع العكيد بزلاّت لسانه القاتلة ، وهؤلاء يمثلون
( عضوات الحارة : أي من بيده الحل ، و الربط ) وشيخ يبارك أعمالهم بقراءة اية قرآنيّة بكل
حلقة ، و كراكون يقوده شرطي مرتشي . ثم تدخل في الخلفيّة عناصر من الدرك الفرنسي
و على مقابله كان هنااك ( حارة ابو النار ) يختصرها المخرج في دكان الحداد الذي
هو الآخر عكيد ( لكنه مشطوب ) بخنجر ( عكيد حارة الضبع ) و يمثلها ثلاثة أشخاص
و ظيفتهم المناكدة ، و افتعال أحداث غير منطقيّة ، لزيادة كمية التوابل على المسلسل بحيث
تضيع نكهة هذا المسلسل ، الفاقد لها أصلا .
ثم يأتي دور نساء الحارة ممثلات بأخت عكيد مسترجلة ، و ابنت اخت عكيد متوفي هي أشد
استرجالا ، و داية وظيفتتها نقل الاخبار ، و تناول الافطار على موائد نساء العضوات ، ثم
يدور في فلكهن مجموعة من النساء كخلفية اخرى .
و هذه الحدوتة سقطت من الحلقة السابعة بالضربة القاضيّة لتسطح موضوع المسلسل
و عدم ابتكار أحداث ، لأن شكل الحارة المطروح ، لا يحنمل اكثر ممّا حمّل ، فأدخلنا المؤلف
و المخرج بمهاترات النساء ، و مكائدهن الغبيّة ، و ردود أفعالهن غير المنطقيّة ، و أدخل
المخرج في الجزء الثاني قضيّة البواريد ليسطّح موضوع الثورة الفلسطينية ، التي كانت
اقرأ أيضاً
تعيش حراكا كبيرا على كافة الجبهات .
ثم جاء جزءه الثالث مسبوقا بحملة اعلاميّة على شاشة ( أ م . بي . سي ) ليظهر لنا حالة
من ( زومبي ) فأحيا شخصيّات دفنت في الجزء الثاني ، و استعان بكم هائل جديد من النساء
لتنويع جديد من التوابل ، و باستدارة فنيّة استعان بممثل جديد له حضوره الفني ، ليغطي عجز
المسلسل بغياب أحد وجوهه المميزين ، فا خترع في مخبره ( الزومبيّ ) حارة الماوي ، و كون
المخرج لايمتلك الحس الفنتازي ، فانّه لم يستنهض نجم الجزء الاول ” الادعشري ” من قبره
ولو فعل فانّه لن يلقى عزوفا عن مسلسله ، لان المشاهد العربي أدمن سطحيّة العروض ، و اتخم
بكمّ هائل من المسلسلات ( الحاريّة ) تبدأ من ( باب الحارة ” الشاميّة “) و لا تنتهي
بـ (باب المقام ” الحلبي ” ) .
انّ هذا المسلسل سدّد ضربة في مقتل لدمشق بدايات القرن العشرين ، و التي كانت تعيش
نهضة فكريّة ، و سياسيّة ، و قوميّة ، ممثلة بقامات من رجال شكلوا صورة بلاد الشام
في مراحل لاحقة ، بالاضافة لنهوض حركات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي ، و الثورات
التي قضّت مضجع الاحتلال الفرنسي ، و التي شكلت فرقا لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني
بشكل يتجاوز ( رمزيّة البواريد ) في هذا المسلسل الفقير فكريّا ، و سياسيّا ، و الغني بافكار
غبيّة ذات طابع نكدي ، بين رجال لايملكون الآ الثرثرة ، والعنجهيّة ، و المواقف المرتجلة .
كما سدّد هذا المسلسل ضربة لأخلاقيّة السيدة الشاميّة ، و سلوكيّتها ، ليعطي صورة مغايرة
أظهرتها ، و لأسباب تجاريّة بصورة المرأة المصريّة التي شوّهها المخرجون المصريّون
في مسلسلاتهم ، لنخرج (بفرانكشتاين ) نسويّ لا يشبه هؤلاء النساء ، و خصوصا في
تلك المرحلة من تاريخ دمشق .
ان أفكار النخوة ، و الشهامة ، و الرجولة ، و التي نفتقدها في زمننا هذا ، لعب عليها
هذا المسلسل ، و بدلا من أن يدخلها ضمن إطارها الطبيعي في تلك المرحلة ، أصبحت
سكينا لقتل كل ما هو جميل في دمشق اجتماعيّا ، و هو الأهم ، و قبرا ينهض منه كائنات
مشوهة ، و يدفن فيه كل ماهو جميل سياسيا ، و قوميّا .
التعليقات مغلقة.