عالمنا الجليل القرضاوي .. قُدّس سرّك العظيم 1 – 2
في حكاية من تراثنا تتعلّق بـ حاتم الطائي : أن اعرابيّا جاءه ، و هو يأمل بالعطاء ، فزجره ، و أقذع له
بالكلام ، و طرده خائبا ، ثم تبعه ، و الاعرابيّ غافلا عنه ، حتى جاءه ملثما ، و هو يستريح في ظلّ
شجرة وجرى الحوار التالي :
– من اين قدمت ؟؟
– من عند حاتم الطائي
– و كيف و جدت الرجل ؟؟؟
– هو الكريم الجواد ، المعطاء .. السخي .. اكرمني ، و اعطاني و اشار الى خرجين كان قد ملأهما بالرمل
– ويحك ، انا حاتم ، و لقد قلت ، و فعلت ، فلماذا تكذب ؟؟؟
– و الله لو قلت غير ذلك لما صدّقني أحد ، و ربّما خرج من يقتلني .. و أنت من أنت في الجود ، و الكرم .
و لقد بدأت مقالي بهذه الرواية حتى لا يلتبس ، أو يشتبه الأمر على أحد ، فيظن أن عالمنا الجليل ” القرضاوي “
يمكن ان يتقوّل عليه غير ما عرفنا من سعة علم ، و معرفة بشرع الله ، و حرصا ، و موقفا ، و دعما للمقاومين
العرب من حزب اللّه الى حماس ، فالمقاومة العراقيّة ، و من نصرة لأهلنا في فلسطين ، و العراق حين صمت
الكثيرون ممن يوصفون بالدعاة أو الشيوخ .
و ادخل الآن في صلب موضوعي يقودني بعض من ملكة تحليل تراكمت نتيجة متابعتي ، و على مدى شهرين
متواليين ، لموضوع خطر التبشير الشيعي .. و اذي جاء على شكل صرخة أطلقها عالمنا الجليل من على صفحات
جريدة ” المصري اليوم ” و التي أقامت الدنيا ، و لم تقعدها … و استدعت ردودا من كل طعم ، و لون ، كشفت حقائق
و زوّرت نتائج ، و شتمت ، و دعمت ، و فهمت كل على قدر علمها ، و معرفتها .
اذا بدأت هذه الضجّة عندما تحدّث عالمنا لجريدة المصري اليوم ، و دار الحديث حول عدد من المواضيع يمكن
تلخيصها بالتالي ، و و فق طرح عالمنا ” القرضاوي “ :
1 – انّه لا يكفر الشيعة ، بل يعدهم مبتدعة !!
2 – ان الشيعة يسبّون الصحابة .
3 – ان الشيعة يبشرون بمذهبهم الشيعي في المجتمعات الاسلاميّة ذات النسبة السنيّة التي تتجاوز ” تسعة اعشار “
هذه الأمة الاسلاميّة ؟؟؟
هذا الكلام استدعى ردودا ، من و كالات اعلام ايرانيّة ، و من علماء دين شيعة ايرانيّين ، و عرب ، و صلت
الى وصف العالم الجليل ” بالماسوني ” و حاشى لله أن يكون كذلك ، مما استدعاه بيانا آخرا يردّ فيه ، و يوضح
اقرأ أيضاً
و في الحالتين عند حديثه ، و عند بيانه ، و قف العالم القرضاوي في المنطقة الرماديّة ، مستندا الى حديث الفرقة
الناجية ، و هو من الاحاديث الضعيفة .
فالعالم القرضاوي لم يوضح ما هي البدعة .. فهل هي ” نعمة البدعة ” أم ” بدعة الضلالة التي في النار “
و ان ذهب في المرتين نحو التصنيف الثاني تورية ، و تشابها بالألفاظ ، معتمدا في ردوده ، على حجج
تاريخيّة ، تعتمد على المقارنة بين سلوكيات الأئمة الثلاث الأول ، و هو ان قصد ، او طرح حجّة ، فانّ
هذا الموضوع يدخلنا بشكل اتوماتيكيّ في موضوع العصمة ، و اختلاف الائمة ، و هذا الموضوع و ان لم
يصرح به الاّ أنه يضرب أصل عظيم من أصول الفقه الشيعي الذي يقرّ ” عصمة الأئمة من آل البيت “
و ما جاء بعد ذلك من ردوده في بيانه الشهير لم يكن اكثر من حجج ساقها ليؤكد الابتداع ، و ينفي الكفر
و يؤكد عروبته ، و اسلامه ، و سنيته ، و محاربته للصهيونيّة ، و الماسونيّة ، و الدعوة الى وحدة ابناء الامة
الاسلامية كائنا ما كان انتمائها الفرقيّ ناجية ، ام في النار ، و يؤكد حق ايران في امتلاك النووي السلمي
اذا في رد بيانه يبقى هناك امران :
اولهما عائلته ، و الثاني خطر التبشير ، و في اعتقادي ان هذين الامرين ، هما لبّ الموضوع ، و أصله
يرتبط احدهما بالآخر ارتباطا عضويّا يبينه مايلي :
1 – انّ أهل بيت العالم القرضاوي معروفون تماما ، عددا ، و عملا ، و مكان اقامة ، و هو ما هو من شهرة
و استقطاب ، فمن الطبيعي أن يكون تحت بقعة الضوء ، و من الطبيعي أن تعرف الوكالة الايرانيّة كذب
ادعائها ، و كان ردّ العالم القرضاوي في محلّه ، فهذا هو وضع عائلته .. فما الذي استجلب هذا الموضوع ؟
2 – ان العالم القرضاوي ، و بناءا على غيريته على المجتمعات السنيّة ، اراد أن يطلق صرخته ، لينبّه الى
خطر التبشير الشيعي ، ومن يحذّر ينتظر الردّ ممن يداهمه الخطر ، و يتابع أمر تحذيره ، و يدرس الردود
و يضع الحلول ، و يتبنى اراء .. اذا فالموضوع بحاجة الى وقت ، و بحاجة الى دراسة متأنيّة ، و الصرخة
تنبّه ، و لكن لا تقدم الحلول … فلماذا شفع العالم القرضاوي بيانه ، بآخر يدعوا الى وحدة الفرقتين الاهم
على الساحة الاسلاميّة في وجه العدوان الصهيوني ، ثمّ ، و لمّا يجفّ حبره ، فجّر بيانا ثالثا ، تجاوز به
المنطقة الرماديّة ، و دخل في منطقة الأبيض تماما ، أو الأسود تماما ، فظهر هذا البيان محرّضا .. يذكّر
بمذابح العراق المزعومة ، و يندّد باجتياح حزب الله لبيروت ، ” و ما صحبه من جرائم لا تكاد تصدّق “
و الكلام هنا لبيان العالم القرضاوي الأخير …
ان وراء الأكمة ما ورائها ….
يتبع
التعليقات مغلقة.