محماس قوى وذو بأس لا ينفك يتذمر من الناس ويلقى باللائمة على كل مشاكله. محماس يعيل أسرة كبيرة بالإضافة إلى زوجتين من بلدين مختلفين. كان يستيقظ كل صباح ليسير إلى العمل مستخدما سيارته الشيفروليه الحمراء بعد تناول الخبز الإيراني مع الجبن الأبيض والنعناع وشاي الصباح. في كل صباح وفي طريقة إلى العمل تتقاذفه أبواق السيارات المسرعة الألمانية واليابانية وتحثه على تجاوز السرعة بعد أن يكيلوا له السباب أو حتى بالإشارة.
مسكين محماس هذا فقد بلغ الخمسين من العمر وما زال يكدح بالإضافة إلى عمله بعد الظهر فهو يملك مزرعة للحيوانات “جاخور” يساعد فيه نفسه على العيش في ظل غلاء مستوى المعيشة. كان بالأمس قد أخذ موعدا مع عميل جديد من كوكب الزهرة لبيع بعض الغنام وقد بدت له عقارب الساعة تتهكم عليه من كثرة ما كن ينظر اليها حتى رن جهازه النقال ليخبره بأن ابنه الأصغر قد تصارع مع أحد الصغار الزوار القادمين من زحل وأودع في المخفر. محماس استأذن رب العمل متململا ورجع ساخطا ليكفل ابنه ! ولأثناء عودته من المخفر أخبره جاره أن خادمته القادمة من السند قد هربت وعليه أن يذهب الى الحاجز الأمني هذا الخبر جعله يكره هذا اليوم ويصفق يدا بيد.وطفق يبحث عن مسترجعة تساعد أم العيال في البيت بمبلغ وقدره ! اشترى تذكرة لبلاد السند لخادمته الهاربة وأيضا بمبلغ وقدره…! . وجلس ينتظر مشترى الأغنام بارتباك حتى أوشكت الشمس على المغيب ولم يرد أي اتصال منه. أخذ منه الصمت حائط كبير وجلس منكسا رأسه حزين حتى وافاه جاره عن آخر الأخبار فقد أمسكت الشرطة بعصابة لسرقة الناس عن طريق شراء الماشية بمبالغ نقدية مزورة يهربونها الى بلدهم الزهرة للتعمير. شرب محماس كأس من الماء واستأذن من جاره للذهاب الى النوم.