إلى ابن العم المناضل الأسير حسن سلمة
عبرت 27 عاماً من الخلود في ذاكرتنا
هناك..
في العتمة المغموسة بالقهر..
والفضاء المطل عبر الأسلاك الشائكة والقضبان
تُدير الساعة عقاربها في الفراغ..
يكون الأحبة أقرب من الحلم..
وأبعد من المستحيل.
حيث يُفصل الشوق عن الشوق،
والوطن عن الوطن،
والرغبة المحمومة لأحضان الأحبة،
بمسافة خوف المحتل من الفرح.
فتأكل الطيرُ من رؤوسنا الوقتَ..
ويعود الرفاق إلى المهاجع
يلفهم الصمت..والأسى..والاختناق
كمن يصعّد في السماء..
هناك..
اقرأ أيضاً
في اللامكان..
تتوقف الصور في الذاكرة..
وفي المدى اللامرئي نمر عبر ثقوب السجان
نعانق طرقاً لم تعد تعرفنا..
وأرصفة لم تلمسها أقدامنا منذ سنين..
فتتناثر التنهدات في الأزقة،
وعلى عتبات الأحبة،
ونوافذهم..
تتلمس أشياءهم..
و ننسلّ عائدين بهدوء الحلم الجميل ..
هل نخشى أن يتعثروا بها إذ يمضون كل صباح لحيواتهم..
فنلملمها مرة أخرى قبل الرحيل ؟؟
هناك..
الزمن مسبيٌّ ،
و العمرُ.
والجسد مُشْرع للألم .
والليالي تنشر شمساً على مساحة الحب والحلم..
وسلاماً حتى مطلع الفجر.
وهنا..
أيلون لم تذبل أغانيها..
و لا جَفَّت أهازيج الأمل فيها..
لم تزل أيها الحرُّ..
تخضّب أكفها..
وتعلّم- بانتظارك- صباياها زغاريدَ للفرح..
فيا ” أيلون هبي واشهدي نور اليقين..
وتزيني قد حان عرس العائدين
ولتملئي من ماء حيبة للظامئين
ولتسكبي ماء الحياة على رفاة النائمين
فمواكب الأحفاد قادمة برغم الحاقدين”
التعليقات مغلقة.