قرية أكبر من دومين

إن الذي يأتي بالجديد في هذا العالم المتجدد هو نقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان ، وسورية هي نقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الوطن العربي والشرق الأوسط ، ولذلك لم تفاجئني حماقة اليانكي الأمريكي في قصف قرية البوكمال السورية على الحدود السورية – العراقية لأن تاريخ أمريكا السياسي والعسكري ليس أكثر من حماقة مستمرة ، ولأن سورية هي نقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الصراع العربي – الصهيوني في فلسطين وإذا صالحت سورية لم يعد هناك أي مبرر لأي دولة عربية في استمرار حالة الحرب مع الكيان الصهيوني ، ونقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الصراع العربي – الأمريكي في العراق وإذا اعترفت سورية بالوضع القائم في العراق لم يعد هناك أي مبرر لأي دولة عربية في رفض الوضع القائم في العراق ، ونقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الصراع العربي – الأمريكي على البترول والسوق والموقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط الذي يعوم على بحيرة من الزيت ، والزيت عصب الحياة في السلم والحرب ، وكل قطرة من الزيت تعادل قطرة من  الدم ، ولأن سورية هي الوريث الطبيعي لفكرة الشام ، وقلب العروبة النابض ، والموقع الحاكم في الشرق الأوسط ، واكبر حاملة طائرات في البحر الأبيض المتوسط كما قال جون فوستر دالاس الذي كان يقول أن أكياس الطحين يمكن أن تحل محل الملائكة في العلاقات مع الأمم ، ولأن سورية هي الجسر الذي تتقاطع عليه كل قوى الممانعة في الوطن العربي والشرق الأوسط ، ولذلك لم تفاجئني الضربة الجوية الأمريكية أو الضربة الجوية الصهيونية ، كما لم يفاجئني الموقف العربي ، ولم استغرب هذا الموقف من النظام العربي ، لكن الذي فاجئني وأثار في نفسي الاستغراب والأسف هو موقف الشعوب العربية وموقف الأحزاب العربية ، لكن ورغم ذلك كله ستظل سورية نقطة الدائرة الذي يدور حولها الزمان في الوطن العربي والشرق الأوسط ولا سلام بدون سورية ، وهذه رسالة من قرية البوكمال إلى أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية التي تدور في فلك أمريكا وإسرائيل ، وعلى أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية أن يقرئوا هذه الرسالة جيدا لأن تجاوز كل حدود القوة لن يحقق السلام الأمريكي والإسرائيلي ، ولأن تجاوز كل حدود الضعف لن يحقق الأمن للأنظمة العربية ،  ولأنه لم يبقى على الانتصار العربي إلا بوابتين وهما بوابة رفح وبوابة الكرامة ، وبعد ذلك سوف تفتح أبواب جهنم الأربعة من البوابات الأربعة البوكمال وفاطمة والكرامة ورفح على أمريكا وإسرائيل ، وستنتصر قرية البوكمال على الدومين الأمريكي والكيان الصهيوني والنظام  العربي الذي يدور في فلك أمريكا والكيان الصهيوني .