كثيرون هم الذين يعشيون، ويتقلبون فوق المعمورة، يملكون المال ويديرون القوة والجاه، ولا تحفظ لهم الايام اسما ولا عبرا،وآخرون اعتمدوا نصرة الحق وعشقوا حب الخير العدل والخير،رغم ضعف قواهم وقلة مالهم ، يتركون يصماتهم علىصفحات الزمن،مثل السمراء الافريقية” ماريا-أو مريم ماكيبا” صاحبة ذلك
الصوت الافريقي القوي و الوجه النضالي الفعال الذي انطفأ والى الأبد ،لقدماتت السمراء مريم،ليلة الاحد الى الإُثين 10 اكتوبرعن عمر يناهز 76 سنة،ولدت نريم يوم4مارس عام 1932،في جوهانسبوج ،فكانت رمزا من رموز محاربة العنصرية والاضطهاد الذي كان ضحيته المواطنون السود في جنوب إفريقيا. كانت مناضلة. فمثل بحق تلك الشريحة من النساء الأفريقيات اللواتي يحافظن على كرامتهن في أوقات الشدة، ويستطعن رغم المعاناة جمع شمل عائلاتهن وأطفالهن.
ماتت وهي تعلم أن نضالها لم يذهب هباء. لقد عاشت لحظات انهيار نظام الابارتايد وشاهدت اللحظت التايخية التي حققت احلام مانت لوثر كبنج بعد 40 سنةيانتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية الذي يعتبر انتصارا لأحد محاور نضالها الشخصي والجماعي،
استمعت الى كثير من المقابلات الصحفية التي اجريت معها ، ,اذكر أنها كانت تركزكثيرا في حديثها على ضرورة التقارب بين بلدان أفريقيا الناطقة بالإنكليزية منها و الناطقة بالفرنسية. فبالنسبة لها، وبكل بساطة، توجد أفريقيا واحدة لا تقسمها لغة ولا لون ولا عرق وهي القناعة التي تتصدرلائحة القضايا التي ناضلت من أجلها الى جانب الزعيم الروحي للمناضلين ضد الميز العنصري في افريقيا الساعين الى الحرية والانعتاق، نيلسون مانديلا.
ناضلت بالكلمة بالكلمة المعبرة والصوت الجميل ومظهر الشخصية القوية، ضد، الميز العنصري وتناولت ، القضايا التي تهم المرأة الإفريقية، مثل مكافحة الامراض، والعنف، السياسي و الأسري والتشوهات الجنسية ومحاربة الفقر،وما عايشته من مسائل التنمية البشرية وحقوق الانسان ، عنت للسلام والحرية وحب الانسان ،ويذلك تعتبر المغنية الجنوب أفريقية، التي تصدت للتمييز العنصري بسلاح الغناء، من الرواد الذين حلقوا بموسيقى القارة السمراء في سماء العالمية، وعلى مدى العقود الستة الماضية منذ انطلاقتها الفنية،
لقبت باسم “إمبراطورة الأغنية الأفريقية” تارة و “أم أفريقيا تارة اخرىولجرأتها في انتقاد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، عمدت سلطات النظام العنصري(الابارتايد) الى سحب جنسيتها عام 1960،فاطلقت على نفسها : المواطنة العالمية لسنوات عدة، قبل ان يعاد اليها حق المواطنة في الثمانينيات،كما حملت الجنسية الجزائرية،البلد الذي ربطته معها علاقة طيببة، وزارته وغنت على ارضه اغاني للسلام باعتيار الجزائر دولة مساندة لحركات التحرر في العالم وافريقيا على وجه الخصوص.تتميز اعاني مريم ماكيبا باللحن والكلمة ذات الطابع الافريقي المحض، سطع نجمها في الولايات المتحدة بمساعدة “بيلافونت” واغنيتها الشهيرة-باتا باتا- التي كانت قد اطلقتها في جنوب افريقيا العام 1967.
استمر نضال مريم حتى لحظة وفاتها،أسطورة الغناء الجنوب أفريقية ماريام ماكيبا،
وهي تغني بمدينة كسرت الايطالية الجنوبية كانت تفصح عن حيوية وصوت فريدين بالرغم من تقدمها في السن ،غنت لمدة نصف ساعة تأييدا- لروبرتو سافيانو- صاحب فيلم “كومورا” والمطارد من طرف المافيا الايطاليا، وبعد ذالك وجدت مغمي عليها و توفيت بعد نقلها إلى المستشفى .
فكان لمريم عمرا طويلا لكنه لم يغط حيز نضالها وساحة انسانيتها فتحية لروحها.
محمد بوكحيل