أرشيف - غير مصنف

لا عجب…!! المخابرات الأمريكية تشيد بالإسلام السعودي

بقلم/ الشيخ عثمان الأزهري
قبل أيام ، وتحديداً في شهر أكتوبر الماضي (2008) أصدرت المؤسسة الاستخباراتية الأمريكية المعروفة (كارينجي للسلام الدولي) والتي يتردد أنها وثيقة الصلة بالموساد الإسرائيلي، دراسة موسعة أشادت فيها بأداء ودور وزارة الداخلية السعودية في مقاومة الإرهاب (أي الجماعات الإسلامية بقيادة القاعدة التي سبق وأنشأها آل سعود بأموالهم وفكرهم الوهابي ومخابراتهم في أفغانستان، وباقي أنحاء العالم الإسلامي)، وفرح، بل وطبل وهلل كتبة آل سعود، وصبيانهم في مصر لهذه الدراسة خاصة عندما قالت الدراسة أن النجاح الكبير الذي حققته السعودية لا يعود إلى إتباع المملكة نهجاً أمنياً صارماً في التعامل مع الإرهابيين، بل يعود ذلك النجاح ـ في جانب كبير منه ـ إلى الاستراتيجية “الناعمة” التي انتهجتها المملكة، والتي تتعامل مع الإرهاب من منطلق رؤية شمولية تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للظاهرة الإرهابية.
 
وأشارت الدراسة إلى أن الاستراتيجية السعودية اعتمدت على ثلاثة مقومات رئيسية هي: الوقاية، وإعادة التأهيل، وبرامج النقاهة، (ولااحد يدرى اين هى هذة المقومات فى الواقع).
 
واستعرضت الدراسة ما اعتمدته وزارة الداخلية من مئات البرامج التي تهدف إلى توفير الوقاية، وتشمل هذه البرامج نشاطات لتثقيف الجمهور في شأن فكر ومخاطر التطرف، إضافة إلى تحييد الميل إلى التطرف عن طريق توفير البدائل(رغم ان الفكر الوهابى كله تطرف).
 
وأشارت الدراسة إلى دور وزارة الإعلام السعودية في مقاومة ما أسمته بالإرهاب الإسلامي ولنا على هذا الفرح السعودي الوهابي بهذه الدراسة المخابراتية عدة ملاحظات نسجلها في الآتي:
 
أولاً: تؤكد هذه الواقعة مدى الاهتمام السعودي بأية شهادة أو رأي يصدر في الولايات المتحدة عنهم، حتى لو كان رأياً للمخابرات الأمريكية ومؤسساتها التي لا يتشرف عربي أو مسلم صحيح الإسلام برأيهم الإيجابي فيه، لأنه حتماً سيكون رأياً ضد الإسلام وضد كل القيم والمثل النبيلة التي يدعوننا إليها.
 
ثانياً: ان الحقائق على الأرض تؤكد كذب ما أسمته مؤسسة (كارينجي) بالاستراتيجية الناعمة، حيث هذه الأيام يحاكم 991 سعودياً متهمون بارتكاب 160 عملية إرهابية نتج عنها 164 قتيل واستخدمت فيها 3 أطنان من المتفجرات، هؤلاء ألصقت بهم التهم، إلصاقاً، وهم ضحايا بالأساس للفكر الوهابي التكفيري الذي يدفعهم دفعاً مع ملايين الشباب السعودي المضلل إلى ارتكاب العنف والإرهاب وإباحة دم الآخر: سواء أكان أجنبياً أو مسلماً من المذاهب الإسلامية الأخرى. بماذا تسمي كل هذا العدد من (الضحايا/ المجرمين) هل هؤلاء جاءوا نتيجة الاستراتيجية الناعمة التي فرح بها كتبة آل سعود وسماسرتهم في الإعلام العربي؟ أم هو الإرهاب الرسمي/ الديني الذي يولد بدوره إرهاباً أشد وأكثر انتشاراً.
 
ثالثاً: تؤكد دراسة (كارينجي) أن آل سعود وأتباعهم لا مولى لهم سوى (البيت الأبيض)، وأنهم لا يخفون ذلك، ويقدمون كل قرابين المودة التي ترضى سادة واشنطن وفي مقدمتها العلاقات السرية والعلنية مع تل أبيب، وما لقاء ملك السعودية (المفترض أنه راعي للحرمين الشريفين) برئيس الكيان الصهيوني (شيمون بيريز) فيما يسمى بحوار الأديان إلا دليل على عمق الرغبة السعودية/ الوهابية في إرضاء (واشنطن) حتى لو كان ذلك على حساب الإسلام ومنزلة الحرمين الشريفين.
 
* على أية حال: إن هذه (الشهادة/ الفضيحة)، التي فرح لها آل سعود وصبيانهم فى الاعلام العربى تأتي لتقدم لكافة المسلمين شهادة دامغة بأن هذا النظام السعودي، هو بالأساس نظام برجماتي/ أمريكي الهوى، والمصلحة، وأن الإسلام ومقدسات الحجاز ليست سوى غطاء لغش المسلمين وخداعهم؛ ونعتقد جازمين أنه قد آن الأوان، لتعرية هذا النظام، وإسلامه الأمريكي، وجوقة المطبلين له في إعلامنا العربي.
 
وقانا الله وإياكم شرور فتنتهم!! آمين.
 
من علماء الأزهر الشريف
 
والباحث بمركز حجازنا للدراسات والنشر

زر الذهاب إلى الأعلى