شارك ثلاثة صحفيين ومحللين سياسيين أميركان من شبكة الأخبار ABCnews في كشف ثاني (عملية تجسس أميركية على حلفائها) سبقت (عملية التجسس على حكومة المالكي). وأوضح (براين روس، وفيك وولتر، وآنا سكيتر) أن مسؤولاً سابقاً عن عملية اعتراض اتصالات في المخابرات المركزية الأميركية CIA اعترف بالتجسس على الحياة الخاصة لكل من الحليفين المهمين للولايات المتحدة في قتال القاعدة: رئيس الوزراء البريطاني السابق (توني بلير) و(غازي الياور) أول رئيس عراقي مؤقت، بعد الغزو. وقال (ديفيد مورفي فولك) إنه رأى وقرأ ملف ((الحياة الخاصة لتوني بلير)) وسمع ما أسماها المكالمات الهاتفية لـ ((محادثات وسادة نوم غازي الياور)). وأوضح (فولك) أنّ ذلك تم خلال عمله (كمتحدث بالعربية في الجيش الأميركي) معين في مؤسسة NSA السرية في منطقة (فورت غوردن) بولاية جورجيا بين سنتي 2003 و 2007. وألمح الى أن ما لا يستطيع الكشف عنه ربما يكون أدهى ما عرفه، ويخشى على حياته من كشفه.
والشهر الماضي، أثار كل من (فولك) ومعترض عسكري آخر للاتصالات كان يعمل معه في مؤسسة NSA دعوات للتحقيق في هذه القضايا، عندما كشفا اعتراض المخابرات الأميركية المكالمات الخاصة للصحفيين الأميركان، وعاملين مساعدين، وعسكريين موجودين في العراق. وقال (فولك) إن (الترخيص السري جداً) الذي سمح له في العمل بـ (فورت غوردن) أتاح له فرصة الوصول الى قاعدة بيانات مخابراتية سرية جداً، تسمّى (Anchory) وفيها رأى ملف (توني بلير) الذي كان رئيسا لوزراء بريطانيا سنة 2006. ورفض (فولك) الكشف عن تفاصيل أخرى أكثر من القول إنّ ذلك الملف كان يحتوي على معلومات ذات (طبيعة شخصية).
إلى ذلك قال ناطق باسم (بلير) الذي كان قد تنازل عن رئاسة الوزراء في سنة 2007، إنه لا يمتلك أي تعليق على ((ادعاءات فولك)). وقال الصحفيون والمحللون السياسيون والأمنيون الذين اشتركوا في تحقيق الوصول الى اعترافات (فولك) إن عملية جمع المعلومات والتجسس على الزعماء الأجانب إنما هي ممارسة معروفة و(مشروعة) بالنسبة لوكالات المخابرات في العالم بأسره، لكنْ، وبموجب اتفاقية طويلة المدى كانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد تعاقدتا على عدم التجسس على بعضهما بعضاً، طبقاً لعدد من المسؤولين السابقين في جهاز المخابرات المركزية CIA. وتعمل مؤسسة أو وكالة NSA بشكل مقرب ومباشر وبتشارك في التفاصيل والمعلومات مع مثيلتها البريطانية GCHQ مقر الاتصالات الحكومية. ونقلت شبكة الأخبار ABCnews عن مسؤول سابق في الـ CIA، قوله: ((صحيح جداً نحن نحتفظ بملف عن بلير، ومثل هذا الأمر يمثل خرقاً كبيراً للاتفاقية التي كنا قد عقدناها في وقت سابق مع بريطانيا)). وفي حال الرئيس العراقي السابق (غازي الياور) قال (فولك): ((إنّ المخابرات الأميركية كانت تتجسس على الحياة الخاصة له بضمنها المحادثات التلفونية على مخدة النوم وهو يتكلم مع خطيبته، التي كان قد تزوجها في ما بعد. وأوضح أن النداءات كانت قد اعتُرضت من قبل العاملين في وكالة NSA في غرفة خلفية بفورت غوردن، ثم أرسلت على نظام الكومبيوتر الى الآخرين لقراءتها وسماعها. ووصف (فولك) محادثات (الياور) بأنها ((تودّد وتشجيع ومراودة)) وبأنها ((محادثات مخدة النوم)) مع امرأة تزوّجها في ما بعد وهي (نسرين برواري) وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة المؤقتة. وكان الياور أول رئيس للجمهورية بعد الغزو لسنة 2004-2005. وفي الوقت نفسه كانت المخابرات الأميركية تراقب المكالمات الخاصة لـ (الياور) الذي سافر الى الولايات المتحدة واجتمع مع الرئيس الأميركي (جورج بوش) في البيت الأبيض. وكان (بوش) قد خاطب (الياور) أمام جمع من الصحفيين قائلاً: ((أنا حقيقة أتشرف بوجودك هنا)). و(الياور) الآن منفصل عن زوجته الوزيرة الكردية السابقة (برواري) ولم تستطع الشبكة الإخبارية الوصول إليه للتعليق على عملية التجسس هذه. ولكن زوجته السابقة أخبرت الشبكة بأنها لا تريد أن تعلق على مزاعم التجسس على مكالماتها التلفونية الخاصة مع من كان خطيبها والتي اعترضت من قبل المخابرات الأميركية. ومن جانب آخر رفضت وكالة NSA التعليق على معلومات محددة للادعاءات التي أفضى بها (فولك) بشأن (الياور) و(بلير). وفي بيان بهذا الخصوص قال ناطق باسم الوكالة إنها تتبع القوانين. إلى ذلك فقد جرى إبلاغ المفتش العام لوكالة NSA ليأمر بإجراء تحقيق بهذه المعلومات التي كشف عنها (فولك) و(أدريان كينين) العنصر العسكري الآخر السابق من معترضي الاتصالات، والتحقيق أيضا بمعلومات عن التجسس على المحادثات بين المواطنين الأميركان. وكانت لجنتا المخابرات والقضاء في الكونغرس قد دعيتا الى التحقيق بشأن التجسس على المواطنين الأميركان.