أرشيف - غير مصنف

تبختر

 
صلاح أبو لاوي
 
َتبخْترْ ..
 
وحدّدْ لنا القائمة ْ ،
 
و لوّنْ فضاءَ هزائمنا كيفَ شئتَ
 
فلا لائمٌ يستجيرُ الرجولة بعدُ
 
و لا لائِمهْ ،
 
فنحنُ عبيدك يا سيدي ،
 
و نمشي كما أُنزلتْ من سماءِ فحولتكَ الأنظمة ْ ،
 
 
 
تبخترْ ..
 
و حاذرْ قليلا ً ،
 
أخاف عليك بأن تتعثـّرْ ،
 
ففي كلِّ دربٍ تركتَ لنا
 
بقايا شهيدٍ و ذاكرة ًمؤلمة ْ ،
 
 
 
تبخترْ..
 
و حاصرْ …وسمّم ،ْ
 
ودَع ْغيمَ غلّكَ يمطرُ بولاً على صمتنا ،
 
بأمركَ صرنا نموت و نحيا ،
 
لذا حين يحرقُ برقُ جنونكَ أشجارنا ،
 
لن ترى غاضباً واحداً !
 
فتلك عدالتك الدائمة ْ
 
 
 
تبخترْ ..
 
ومُرْ جندَكَ الأشقياءَ اغتصابَ جدائل أرواحنا ،
 
يقولون أنـّكَ حين تشاهدُ فعلَ اغتصابٍ تسُّر!
 
فمارسْ سُعارك في ذلنا ،
 
و أعدِمْ شيوخَ الطوائفِ إنْ حجبوا عنْ فخامتك الأوسمة ْ ،
 
 
 
تبخترْ..
 
وفتّتْ رغيفَ بلادي ،
 
وصادرْ دموعَ الجياع ِاليتامى ،
 
ورائحة الشعر من حُلمنا ،
 
ووسّع نطاقَ ظلامكَ ،
 
زدْ في سجونكَ ،
 
علـّقْ أئمتنا في المنابر ِ ،
 
واصلبْ زعاماتنا ( كالمسيح ِ)
 
على مصْلب ِالتيهِ في كل عيدٍ ،
 
وما تتفتقُ عنهُ طبيعتكَ المجرمة ْ ،
 
فكلّ احتلالٍ و أنتَ بخير ٍ
 
إلى أن تقوم لنا قائمة ْ
 
 
 
تبختر ..ْ
 
وحاصرْ…ودمّرْ
 
وأحرقْ بساتينَ تفـّاحنا
 
وكرومَ النبيذِ التي نبتتْ في سفوح ِنهاراتنا
 
و مزّقْ بطونَ الحبالى الثكالى ..
 

< div dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center">فطفلٌ يجيءُ

 
عدوٌ لدولتك القادمة ْ
 
 
 
تبخترْ..
 
فبغدادُ يا سيدي مهرةٌ تنتحبْ
 
و السما….ظلمة تنسكبْ ،
 
” اهطلي حيث شاءتْ لك الريحُ
 
هارون أضحى قتيل المنى
 
لأنّ شراع النجاة انحنى ،
 
خانه الشعرُ و النثرُ و الأرضُ و الشمس ُو الماءُ و النارُ ،
 
حتى نشيد العصافير فيه غـَدَرْ ،
 
أما كان عاماً يحجُّ
 
 و عاماً
 
تدكُّ خيولُ الرشيدِ ثغورَ التـّمردِ في كلِّ بَرْ ،
 
أما كان تفاحة َالجائعينَ
 
و غيمَ العطاشى و نبض الشجرْ
 
أما كان مهدّينا المنتظرْ !
 
فكيف غدرنا بأرواح ِأطفالنا ؟
 
و كيف قتلنا الرؤى الحالمة ْ
 
و كيف…و كيفَ
 
إلى أنْ تفيض بنا الأسئلة ْ
 
فتغدو كأعمدةِ المقصلهْ
 
لا فرارَ إذنْ ،
 
فكلّ طريق ٍإلى حسّنا مقفلة ْ ،
 
إنّها الجلجلة ْ…
 
و قارون يا سادتي يستغيثُ ،
 
ونخوتنا أرملة ْ ،
 
ويائسة ٌ مُعـْدَمة ْ
 
 
 
تبخترْ…تبخرْ…تبخترْ
 
وأطلـِقْ سيوفَ التتار ِ
 
فلا ُتبق ِلا يابساً بيننا
 
و لا تبق اخضرْ ،
 
فإنّ النسيمَ سيثأرْ ،
 
وإنّ الرمالَ التي دُسْتَ غصباً ستثأرْ ،
 
ووشـّحْ مياهَ الفراتِ سواداً ،
 
و أعْمِلْ بنا الريح تمحو – كعادٍ – تواريخ ميلادنا
 
و نبضَ الحضارةِ من يومنا ،
 
و تقلعُ أقمارَ بابلَ من روضها
 
و حدائقَ نَصّرْ ،
 
و جفّفْ عروقَ المياهِ المسالةِ بين النخيلِ …و قطرَ الندى
 
فتلك مساماتنا ،
 
و كلّ ُقطيرة ماءٍ وإنْ صَغرتْ سوف تثأرْ ،
 
أرى شمسنا في المدى ،
 
تمْسحُ الليل عنْ شعرها ،
 
فغداً عرسها ،
 
و لليّل يا سيدي خاتمهْ…
 
ولليّل يا سيدي خاتمهْ

زر الذهاب إلى الأعلى