صراع الورثة بعد رحيل سلطان بن عبد العزيز

بقلم د. أحمد الشمرى
مركز حجازنا للدراسات والنشر
تتوالى الأنباء من داخل مملكة آل سعود عن التدهور الحاد فى صحة ولى العهد السعودى الأمير سلطان بن عبد العزيز، بعد تأكد اصابته بالسرطان وأنه فى مراحله الأخيرة، وأن رحلات علاجه فى أوروبا وأمريكا لم تشفع له، ترى ما هو المستقبل السياسى لأسرة آل سعود فى حال وفاته؟ وبخاصة الجناح السديرى الذى ينتسب إليه؟ وهل يتراجع أداء ودور أبنائه خاصة (بندر) وهو ابن غير شرعى له من جارية سوداء كما يعلم الجميع، و(خالد) الذى يشرف على قطاعات مهمة فى وزارة الدفاع والطيران؟ إن الحديث فى الأوساط السياسية، بالجزيرة العربية يدور حول صراع الورثة القادم.. ترى هل بالفعل سيكون صراعا حقيقيا؟ وما هى أشكاله وقضاياه وما هو مصيره؟ ذلك ما نحاول أن نجيب عليه فى النقاط التالية:
فأولا: من المؤكد الآن أمام أنظار أبناء الجزيرة العربية، أن عصرا قديما حكمته القبضة الحديدية لأبناء عبد العزيز آل سعود من (حصة السديرى) قد بدأ يتفكك ويزول، فمن قبل رحل الملك (فهد) والآن يرحل (سلطان) والأخير فى تقدير الخبراء كان هو الأخطر والأعنف والأكثر إجراما وفسادا فى تاريخ المملكة حيث ارتبطت باسمه العديد من صفقات السلاح الفاسدة (اليمامة نموذجا)، خاصة وهو يعتبر أقدم وزير دفاع فى العالم (هو وزير منذ العام 1962)، وارتبط باسمه عشرات الاتفاقات الخطيرة التى تهدد الأمن الوطنى المباشر للمملكة ولجيرانها لعلنا نتذكر هنا الاتفاقات الأمنية المشبوهة مع الولايات المتحدة الأمريكية طيلة الخمسين عاما الماضية وآخرها الاتفاقات الأمنية الأربع الموقعة عام 2007 ومخاطرها الكبرى على أمن البلاد ، كل ذلك وقع فى عهد هذا الوزير وسانده فيه اخوته من أبناء حصة السدير ، إن هذا العصر بدأ يزول ويتفكك برحيل هذا الأمير الخطير!!
ثانيا: من المؤكد أن مصيرا أسودا ينتظر أبناء هذا الأمير بعد رحيله خاصة ولديه (بندر) و(خالد) ، والأول كان ولا يزال محسوبا على جناح إسرائيل وواشنطن فى النظام السعودى الحاكم وكما هو معروف كان يطلق عليه (بندر بوش) لقوة علاقاته وغموضها مع الرئيس جورج بوش (الأب والابن) وكان يعد لدى المراقبين طيلة فترة عمله كسفير لبلاده فى واشنطن والتى ربت على العشرين عاما بأنه سفير لواشنطن فى الرياض وليس العكس، لما قام به من أدوار مشبوهة لصالح المخابرات الأمريكية شملت التخطيط المشترك فى قتل الساسة والعلماء (لنتذكر مشاركته فى محاولة مقتل السيد محمد حسين فضل الله فى نهاية الثمانينات) والمشاركة فى غزو العراق عام 2003 وفى حرب لبنان عام 2007، وفى بناء العلاقات الدافئة مع العدو الصهيونى ومعاداة المقاومة الفلسطينية الباسلة!! هذا الأمير سيكون مصيره بعد رحيل والده (سلطان) صعبا للغاية خاصة وأنه اتهم مؤخرا بمحاولة اغتيال الملك عبد الله، فضلا عن توريطه للمملكة فى عشرات القضايا الفاشلة والمؤامرات الأكثر فشلا اقليميا ودوليا خلال السنوات العشر الماضية، نتوقع لهذا الأمير مصيراً أسوداً وصراعا شديدا مع الملك عبد الله وأولاده قد يصل إلى حد التصفية الجسدية أو السجن أو الإبعاد خارج البلاد.
ثالثا: سوف تشهد وزارة الدفاع فى المملكة ، كشفا لملفات الفساد التاريخية التى ارتكبها الأمير (سلطان) وعصابته فى المملكة، الأمر الذى سينتج فضائح عالمية بمجرد إعلان وفاة هذا الأمير (ولى العهد)، ومهما تحسبت أركان الأسرة وخاصة الفريق السديرى منها، فإننا حتما سنعيش فصلا جديدا من فضائح قديمة تتجدد لآل سعود وخاصة (وزير دفاعها) الذى يقترب من الرحيل.
*إن وفاة ولى العهد (سلطان بن عبد العزيز) والتى باتت شبه مؤكدة ، سوف تكون فى تقديرنا نقطة تحول مهمة سواء على مستوى الصراع الداخلى فى المملكة خاصة بعد (القوانين) والشروط التى احتوتها وثيقة هيئة البيعة عن شكل الحكم بعد ذهاب الملك الحالى وولى عهده، أو على مستوى العلاقات السعودية/ العربية والسعودية /الأمريكية وفى الغالب سنشاهد بداية صراع للورثة من جيل الأحفاد، وسيكون صراعهم بداية لتفكك الدولة السعودية الراهنة وضعف قبضتها على الملفات الرئيسية؛ كالنفط، والأقلية الشيعة والعلاقات مع إيران وسوريا وحدود الاشتباك والتعامل مع القضايا الساخنة فى المنطقة (فلسطين- العراق – أفغانستان) إن رحيل سلطان المصاب بالسرطان، سيكون بلا أدنى شك لدى كافة الدارسين للأوضاع الداخلية فى المملكة ولطبيعة نظام حكمها حدثا فارقا فى تاريخ المملكة والمنطقة، ولكنه حتما سيكون حدثا إيجابيا، وسيكون ما يليه لصالح أهل الحجاز والجزيرة العربية والمنطقة بإذن الله.
Exit mobile version