غموضا.. أجتاح نفسي !!

للشاعرة عائشة الحطاب . الأردن
 
غموضا.. أجتاح نفسي !!
 
 
 
طَوِيلاً جَلَسَتُ أتوحمُ بكَ
 
أنـَقـّبُ عَنْ فـُتـَات ِ لـَحْظة ٍ لكَ
 
أقتـَفِي أثرَ مَلامِح عَبَرَتْ مِنْ هُناك
 
لا زالت ِ الطـَّريقُ تـَرْسُم ُ لنا
 
مَعَابِرَ صَغِيرَة .. صَغِيرَة
 
لا زالَ الهَوَاءُ بَارِدًا
 
يُصَلـِّي للمَوَاعِيد ِ المَنـْسِيَّة ِ
 
غُمُوضٌ إجْتاحَ نـَفـْسـِيْ
 
لأدْخَلَ لـُعْبَة َ الإخْتِفاء ِ وَحَدِي
 
وأصْعَدَ ، أدراجَ اَلصَّفـْصَاف ِ
 
لأكتـُبَ عَناوينَي على قَـُرْص ِ اَلشَّـمْـس ِ
 
وَأهْمِسَ على شُرُفَات ِ القَلب ِ
 
هَلْ تـَسَاقَط َ الزَّمَنُ المَسْكـُونُ في ثِيَابي
 
وَدَخَلَ مَوْجَ اَلرِّيح ِ
 
هَلْ لـَبـِسْت ُ ، قَمِيصَ المَاء ِ فـَوْقَ المَنـْفـَى
 
أم دَخَلـْت ُ في قَـَفـَص ِ القَوَارِض ِ
 
وَمِتُّ في المَكان ِ، مَرَّتـَيْن ِ ؟!
 
هَلْ دَخَلـْتُ مُدَنَ الغـَيْم ِ
 
ومَمَرّات ِ الحَرَائِق ِ في أسفـل ِ القِيَامَة ِ ؟
 
 
 
لِتـَرْتـَجـِف َ شَهَوَاتُ الجَسَد ِ الهَرِم ِ إذن ..
 
تحْتَ اَلْجـِلـْد المُتـَعَرِّق ِ شَوْقَا
 
مَرَاكِبُ النـَّفـْس ِ تـَتـَنـَهَّدُ
 
تـَدْخـُلُ مَدَارَ العُمْق ِ
 
أسـْتـَرِد ُّ البَعْد َ.. أستردهُ
 
وأخْـتـَلِسُ رُوحِي وأعانـِقُ صَدْرِي
 
ما زلـْت ُ
 
أحمـِلـُكَ بِدَاخِلِي كطِفـْل ٍ صَغِير
 
ما زلـْت ُ
 
أبْحَث ُ عَنْ مَلامِحِكَ في سَاعَة ِ نـَوْمي
&#
160;
لي مَعَكَ صَرْخَة ٌ عَلِقـَتْ بمَدْخَل ِ الزُّقَاق ِ
 
لي مَعَك صَبْوَة ُعَشِق ٍ
 
تدَغْدِغَ ، بَصَرَ عَيْنِي
 
كَيْفَ لا يَلـْهَث ُ قَلبي
 
وأنتَ غَابَاتُ المَرَح ِ لأعْشَاش ِ الحَمَام ِ
 
الأيامُ نـَثـَرَتـْنا في الغِيَاب ِ
 
لـَمْلـَمْنا خَفـَقـَات ٍ تـَرَكـْناهَا
 
وأدْمَـنـَّا الفِرَاق
 
فوْقَ المَمَرَّات ِ تـَرَكـْنا خُطـَاها تمْشي
 
وَمَلأنـَا الجيوبَ دويًا يـُؤْلـِمـُنا
 
وَحـِيْدَيـْن ِ لا نـَسْكـُنُ إلا الظـِّلالَ
 
لـِتـَتـَعَطـَّرَ اَلذاكِرَة ُ وتـَلـْبـَسَ جَفـْناً غـَفـَا بِعَيَن ِ اَلتـَّأمـُّل ِ
 
قَلِيلاً ما تـَنـَامُ الأحْلام ُ في الغـَبَش ِ
 
وكثيرًا ما تـَفِيضُ النـَّزَوَاتُ بالوَجَع ِ
 
تـُهْرَع ُ الأصَابعُ بِإلـْتِقَاط ِ الصُّوَر
 
ثـَمَّةَ َ رُوْحٌ تـَسْـكـُنُ شاطئاً لِلـْحَـنـِين ِ
 
ثـَمَّةَ َ جَسَدٌ يَنـْصَهـِرُ بالذوَبَان ِ
 
يـَعَضُّـكَ الجُوْع ُ في اللـَّيْل ِ
 
لتغادَرَ مِنـَصَّة َ النـَّوْم ِ
 
وَتـَمْضِي بغِطـَاء ِ رَأسِكَ المَكـْشُوف
 
لِتـَعـْزِفَ على نـَوْتـَة ِ العَـقـْل ِ
 
تراتيلَ النـَّحِيـْب ِ
 
أسْلاكُ الشَّوْق ِ تـَغـْرَقُ في اَلسَّاعَة ِ
 
وَالصُّمْتُ يَحْرِث ُ أصَابِع َ اَلنـَّدَم ِ
 
صُوَرُنا سَتـَتـَكلـَّمُ
 
ستـَزْرَعُ في المَكان ِ إكَلِيلَ التـَّمَـنـِّي
 
لتأخذ َ الذكـْرَيَات ُ مَـقـْعَـداً
 
تحْت َ رُخَام ِ المَدَافِئ
 
ولـِتـُهـْديْنا المَصَابيحُ بَرِيقَ الأمْس ِ
 
لـِيَتـَلـَبـَّدَ الأمَلُ في الصُّوَر ِ المُتـَوَرِّمَة ِ
 
لا شَيْء َ في عَيْنِي يَفِـيضُ
 
غَيْرَ مَمَرات ٍ مَرْمِيَّة ٍ
 
تـَعْصِفُ بها اَلرِّيحُ
 
وَأَوْرَاق ٍ يتسَاقَط ُ عليها الغـُبَار
 
بالزَمَن ِ الكَسيح ِ
 
مَحْمُولاً على عَرَبَةٍ الفـَقـْد ِ والتـِيـْه ِ
 
قِطارٌ يـَمُرُّ وَيَنـْفـِثُ دُخَانَ العَدِم ِ
 
لَمْ يبقَ غَيْرُ، عَينين ِ تـَشـيْخ ُ
 
بِغاز ِ العُزْلـَة ِ
 
فتـَعَالَ مِنْ جَدِيد
 
نـَجْمَعْ تـُرَابَ الحَبِّ كأول ِ مَرَّة ٍ
Exit mobile version