في نفس اليوم ، ذات اليوم ، بينما كان المانحون يتناوبون بسخاءهم على منبر (شرم الشيخ) لإعادة إعمار ما دمرته القاصفات الإسرائيلية من بيوت الفلسطينيين في غزة ، كانت الجرافات الإسرائيلية تتناوب على محـو بيوت الفلسطينيين في بلدة سلوان المقدسية تمهيداً لأقامة جُنينة دنيوية يتنزه فيها عجائز (الشعب المختار) قبل انتقالهم إلى الجنة الأبدية ! . يأتي هذا أيضاً في نفس اليوم الذي تعلن إسرائيل عن خطةٍ لبناء 73 ألف وحدة سكنية إستعمارية في الضفة الغربية ! . مفارقة خلابة تأخذ بألباب الحجر الصوّان فيروح هذا يستصرخ الإنسان فيما الدنيا منقسمة إلى مشاهدين مشدوهين إلى مسرح شرم الشيخ وممثلين مبدعين يتألقون في أدوارهم النبيلة !. قمة النفاق ، قمة الرياء ، قمة الإزدواجية الماسّية المدببة الخارقة لأصلب منطق فولاذي ـ آدمي . خصوصاً ، خصوصاً وإنّ أحداً من فرسان ونبلاء المهرجان لم يقل للصوص الجغرافيا والتاريخ : أفٍّ ، ولم يكلف نفسه عناء الإلتفات إلى صرخات الحجر المقدسي المنذور كما الدم الفلسطيني على مذبح الإستيطان الصهيوني (الرّباني) !! . إعمار لبيوت لغزة ودمار لبيوت القدس واستيطان ! . عنوان ملائم لرقصة تانغو في غاية الإنسجام وأوركسترا السلام ! . لا شذوذ هنا ، لا نشاز ، ولا خروج عن انسيابية الأنغام . ثنائيات ، ثنائيات ، يرقص القوم زرافات زرافات على وقع هدير الجرافات ! . الله .. الله ! . تنزعنا الفضائية (( اليعربية)) من مقاعدنا إعجاباً بهذا الأداء الرفيع ، تطوف بنا على قامات ووجوه مؤدين بارعين من أمريكان وغربيين و(غاربين) على مسرح العطاء ، فلا نلمح أثراً لإستياء ولن أقول لإستحياء . هذه هي ازدواجية المعايير السياسية الفاقعة بكل قبحها وخبثها وجورها وقهرها . نعم ، وإذ يدعي أحدٌ أنّ العبد إلى الله يغالي في وصف هذه المفارقة المفجعة المفزعة فإنني أحيله إلى (مائدة) الفرقان : ( من قتلَ نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) . وبالتأويل المنقول عن منطوق الحجر المقدسي الصادق الصدوق فإنّ ( من هدَم بيتاً بغير بيتٍ .. فكأنما هدمَ بيوت الناس جميعاً) . فكيف إذا كان هذا البيت المهدوم لصقَ المسجد الأقصى في القدس المُصادرة ؟!. أستغفر الله لي ولكم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [email protected]