(العدالة الدولية) على مَـرّ التاريخ ما كانت عمياء ! . هي ذات عيون صلفة تستطيع أن تبصر حتى في أعمق أعماق بحـر((اللبن)) ، لكنها عيون نكراء . وبتعبير أدق : (العدالة الدولية) على مـرّ التاريخ عوراء بالمزاج ، مثلها مثل الهـرّ الذي (من زاويته المظلمة) يفتح عيناً ويغلق عيناً فيما هو يستطلع مجازه الفأري (من الفأر) ! . في إطارهذا الوصف المُـنصف (بدليل ماض ٍمديدٍ من الحماقات البشرية) تندرج مذكرة إلقاء القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس العربي السوداني عمر أحمد حسن البشير . غير أنّ الجديد المشوّق من البهلوانيات العَصرانية ـ لهـرّ العدالة الدولية ـ يتمثل في (سابقة) ملاحقته لرئيس دولة ما يزال يمارس وظيفته ! . إذ أنّ جميع الذين سبق واصطادهم هذا الهـرّ من عـِلـيّـة ضحاياه (لنقلْ منذ محاكمات نورمبرغ بعد الحرب العالمية الثانية) قد كانوا إمّا خارج السلطة مُطاردين أو في الأسر مقيـّدين أو تحت الأرض مقبورين … إلا الرئيس العربي عمر البشير !. يا للسعادة !!. هكذا تـَقرّرَ أن يُضاف وسام عجائبي من درجة مُستحدثة على صدر العروبة من دون أمم الدنيا ! . لكنّ المشكلة العويصة تكمن في ذات صدر العروبة . إذ أنه من فرط تزاحم الأوسمة والأنواط التي تزينه بالمجد والعز والفخار ما عاد فيه مكان يتـسـع لوسام جديد ، ولهذا السبب حصراً وقصراً وضرباً وجمعاً وطرحاً كانت جامعة الدول اليعربية قد توجهت منذ أواخر العام الماضي إلى مجلس الأمن الدولي برجاء تعليق (حفل التقليد) إلى عام آخر بوعدِ أن تشتغل بأقصى طاقاتها الرياضية على صدر العروبة بحيثُ يتــّســع تالياً لحمل وسام ((البشير)) ! . وإلى أن يجتمع مجلس الأمن الدولي وينظر مجدداً في طلب الجامعة العربية ثمّ يوافق بالتأكيد على مقترحها بروح أيضاً رياضية ( أي في المشمش ) سيتحتم على الرئيس البشير أن لا يجتاز خطوط حدود بلده براً وجواً وبحراً . أما السؤال الذي يقول : كيفَ إذاً سيحضر الرئيس العربي السوداني (المطلوب) قمة الدوحة المرتقبة ؟؟ فجوابه الوحيد سبقَ وتردد على ألسنة (الفتـّانين) المنافقين الأفاكين بالإدعاء أنّ دولة قطر المضيّـفة للقمة العربية قد عرضت بالفعل حق اللجوء على الرئيس البشير وكذا المملكة السعودية (سبحان الله) !. وبهذه الطريقة إنْ وافقتْ عليها القطط الوحشية الأكولة يمكن للبشير أن يحضر القمة العربية بصفة (رئيس فخري) ! . وبالعودة إلى (هـرّ العدالة الدولية) فإنه على ما يبدو قد استطعم لحم الفئران العربية وراقت لمعدته ومزاجه إلى الدرجة التي جعلته يتفرّغ لها ! . ومع إنّ الجراذين ((العبرية)) ظلت في أحدث جولاتها ـ على عينك يا فخامة الهـر ـ تسرح وتمرح وتقضم وتفرم على مدى (22) يوماً في أخضر ويابس حقل غـزة إلا أنّ عيون فخامته لم تبرح تبحلق متغامزة متقافزة على فئراننا العربية الصغيرة دوناً عن الجراذين العبرية الكبيرة . ترى : أهذا لأنّ لحم فئراننا أطيب أم لأنّ الجراذين العبرية من الضخامة بحيث أنها هي التي تـُخيـف الهـرّ وليس العكس ؟! . إسألوا التاريخ .