هل لنا شفاعة يا رسول الله؟؟
بقلم :سهام البيايضة
سيدنا, يا رسول الله..يا أكرم خلق الله ويا شفيع هذه الأمة, التي تردت أحوالها وكثرت أخطائها وتهافتها على دروب المعصية, أشكو لك زماننا وحالنا.التي تردت وتراجعت لتشدنا إلى انحطاط الفكر و ضياع الهوية وتشرذم الجمع وتفسح اللحمة والتعاضد,لا يخرج من جمعنا من يدعي البراءة,جميعنا نحمل أعباء الذنب وضعف الحال ,مجتمعات كاملة بزعامتها وشيوخها .وقياداتها وناسها ,وأموال يملكونها واستثمارات يديرونها ,وخبراء اقتصاد ورجال دين بعمائم مختلفة يتجادلون في تفسخ الأمة وتشتيت الفكر, والرب واحد والرسول الكريم واحد.
بعد خلفائك الراشدين _رضوان الله عليهم_ اتسعت مدارات الخلاف ,وظهرت سياسة ألدوله لتسطع نجوم في سماء الإسلام ما تلبث أن تغيب في دهاليز السلاطين وزوايا القصور,فكانت المجازر, يسمع صدى سيوفها عبر التاريخ ,تسل على رقاب أمتك في الغفلة والتردي تحت مظلة الحكام والزعامات المتنازعة على السلطة والمال, لتغوص الأمة في سباتها العميق قرون, لا تخرج إلا بالبدع وشعوذات من يستغلون جهل الناس, وضيق معاشاتهم وقلة خياراتهم لتأخذهم إلى أطراف التطرف والانغلاق.وليزداد بذلك حز نير الذل والاحتلال على رقاب الأمة, في كل مكان شهد أن الله واحد, وانك رسوله,تحاك فوق رؤوسنا الصفقات و المصائب وتتلاطمنا سياسات العالم واختلافات الثقافة, ومسميات في الحرية و حقوق الإنسان, حاصرتنا في العراق وأفغانستان وغزة ,قتلت الشباب ورملت النساء وتفننت في وسائل الاضطهاد البشري والفكري المتجدده, مع صباح كل يوم من أيام أمتك الحزينة,لتخرج أخرها معربدة فاضحة لحقد الصدور , ونواياهم السيئة إلى حد التهكم والاستهزاء ,ورسم الصور المبتذلة بأسلوب الكاريكاتير الساخر لشخصكم الكريم المنزه عن كل استخفاف ,والساكن في مواقع الإيمان الإلهي ,وصاحب الوسيلة في كل دعاء يتبع صلاة المؤمنين والمتوجهين بهمهم وثقل صدورهم على أبواب التوكل والاتكال
نعم يا رسول الله ..يا شفيع هذه الأمة.. وصلتكم الإساءة لتوضع فوق محك التردي العربي والإسلامي ,صور حقيرة من أناس امتهنوا الشذوذ والانحلال, يميل رجالهم لرجالهم ونسائهم لنسائهم, لوطيون وسحاقيات, انتزعت أخلاقهم وذممهم باسم الحرية والديمقراطية ,شعارهم في الحرية “هيا نمرح لا يهم كيف !!”,تلك هي حرية الشواذ يغرسونها مقالع حديد في طهارة صدور المسلمين لتشعرنا بالألم ولتزيد من الذل أكثر وأكثر,وتوغل في الاتفاق على الإمعان وزيادة الحقد المشتعل في صدورهم النتنة لتتفق سبعة عشرة صحيفة دنمركية من جديد ,على إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية بقصد الإساءة إلى أعظم خلق الله
سيدنا يا رسول الله.لقد أتحدث قوى الشر والطاغوت منذ أيامك المباركة لتبدأ مؤسسة الشر والحقد ضد الدعوة ومحاربة الإسلام,واليوم أصبحت إمبراطوريات إعلامية ومحافل اقتصادية تدار بثروات العرب وتهدر في تجيش الجيوش لقتل المسلمين ,قتل مباشر في العراق وأفغانستان والضفة وغزة والصومال , وقتل في الروح ,كمثل هذه الصور وكمثل أخبار سجن أبو غريب وغواتينامو ,حيث أماكن تدنيس القران الكريم في بلاعات فضلاتهم وتحت مواطئ البساطير ,بحجة “ماذا سيفعل قرانكم لينجيكم “بكل صيغ عنجهية العصاة والمتفرعنين في الأرض يتطاولون ويمارسون أحقادهم وسوء نواياهم ,ونحن نزداد انحدار ونزداد تشتت ,نرزح تحت عتمة دهماء اسمها الاقتصاد العالمي وأسعار البترول وغلاء المعيشة وأبراج تطال السماء في علوها وبهرجتها في زمن كثر فيه الفقراء وقسمت خيرات البلاد على الزعماء والنخب وأصحاب المصالح لنصبح فقراء ونخب فقط
سيدنا يا رسول الله .هل بقيت لنا عندك أي شفاعة ؟, هل لنا من رحمة يوم تكون الشمس قاب قوسين أو أدنى, هل ستتجاوز ذلنا وقصورنا وخنوعنا, وتتجاوز عبث التفسير, وتمادي أصحاب العمائم في تمزيق الأمة إلى شيع وطوائف وقتل الناس على الهوية وتدمير المساجد وتجارة الأطفال أحياء وأعضاء.
هل بقي لنا عندك شفاعة يا رسول الله؟؟,
اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا, خير البشر وخاتم الرسل وشفيع هذه الأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا, خير البشر وخاتم الرسل وشفيع هذه الأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.