أرشيف - غير مصنف
الولايات المتحدة الإسرائيلية أم إيران؟
د. عبد الرحيم كتانه
العنوان- ليس زلة لسان وإنما تعبير مقصود, الخلل فيمن لا يفهمه وليس فيه.
تفيد آخر أخبار الحوار من القاهرة بين الفصائل الفلسطينية أن رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان – المشرف على الحوار الفلسطيني وراعيه – قد توجه إلى واشنطن لأخذ مباركة المسئولين الامريكيين للحكومة الفلسطينية العتيدة وبرنامجها . بمعنى أكثر تبسيطا: لقد اشترطت أمريكيا على لسان وزيرة خارجيتها أن أي حكومة فلسطينية قادمة لا تعترف بإسرائيل ولا تلبي شروط الرباعية( وهي أيضا الاعتراف بإسرائيل) لن نساندها ولن نعترف بها أو نحول لها الأموال – أي أن حصارا ماليا جديدا بانتظاركم أيها الفلسطينيون إن لم تعترفوا بإسرائيل وأن الرواتب(اليد التي توجعنا- بما أن سلطتنا أصبحت سلطة حتى آخر الشهر- الراتب)لن تصل إلى أصحابها .ذهب عمر سليمان ليبلغ أو يستجدي – لا فرق –موافقة أمريكية وبالتالي إسرائيلية- على حكومتنا وبرنامجها(يا فرحتنا).
وبشجاعة نادرة يعلن احد قادة حزب الشعب وهو خالد منصور ابن مخيم الفارعة( ربما لأنه ابن مخيم ) ما يلي:
“واخجل شخصيا من أن أكون والأمريكان والرباعية في جبهة للضغط على حماس كي تغير من مواقفها.. والذي أدهشني أكثر أن جميع المتحاورين في القاهرة– بل وأقول كل الأمناء العامين للفصائل والأحزاب والحركات الفلسطينية الوطنية والديمقراطية والإسلامية.. جميعهم قبلوا على أنفسهم الجلوس بانتظار ما سيقوله السيد الأمريكي.. واسأل نفسي الم يمتلك أي واحد منهم الشجاعة والجرأة ليخرج من الفندق ويعود من حيث أتى إلى شعبه ويرفض هذا الموقف المحزن المخجل..؟؟”- انتهى الاقتباس-. إذن أين هي التدخلات الإقليمية والأجندات الإقليمية ؟ من الذي يتدخل ومن الذي يستدعي تدخلا في الساحة الفلسطينية ؟ودفاعا أو ليس دفاعا عن إيران , كيف تدخلت إيران بالحوار الجاري في القاهرة ؟ وهل أعاقته؟ هل فرضت شروطا؟ ولماذا لم يسافر عمر سليمان إلى طهران للحصول على دعمها ومباركتها إذا كانت تتدخل( كما يحلو لأركان سلطتنا وأعوانهم وحلفاؤهم أن يكرروا دائما)؟. لقد تابعت جميع التعليقات الإيرانية على الحوار , وهي لم تخرج عن حدود ألأصول: تشجيع الفلسطينيين على الحوار والاتفاق والتوحد والتمسك بالحقوق ودعم المقاومة وعدم الاعتراف بإسرائيل(ربما لهذا السبب – بالتحديد- يندد أركان سلطتنا بالتدخل الإيراني بالشأن الفلسطيني) , هل هذا تدخل يدعو إلى الخجل أم أن تدخل الولايات المتحدة الإسرائيلية هو الذي يدعو إلى الخجل والخزي والحزن – حسب تعبير عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ,الذي يشارك حزبه مع الرباعية في الضغط على حماس للاعتراف بإسرائيل!!!
أما( رابطة الشباب المقدسيين)فلا يروق لها هذا المنطق ,لذلك تراهم يعلقون على مداخل رام الله يافطات تندد بالتدخل الإيراني بالقضية الفلسطينية ولا تندد بالتدخل الأمريكي ,لذلك كتبت منذ سنتين مقالا تحت عنوان : القضية الفلسطينية انتهت …ولغيره من الأسباب أهل رام الله لا يروق لهم أن( تتدخل)إيران, بينما يناسب جيوبهم التدخل الأمريكي!!!
ويريدون منا( لمزيد من التناقض)و يدعوننا إلى الانضمام إلى م. ت. ف.كما هي ,أي على أرضية اعترافها بإسرائيل ونبذها للمقاومة وتخليها عن الميثاق الوطني !!
وعلى هذا من الذي يدخل الورقة الفلسطينية في لعبة المحاور ومن يضع بيضه في سلة الآخرين ؟ومن هو الحريص على الحوار والوحدة ومن الذي يتمسك بالثوابت ومن يريد منظمة تحرير – لاحظوا اسمها- تحرير وليس تفريط أو تفاوض أو بناء ,على أسس وطنية ؟؟ أسئلة برسم الإجابة من المواطن الفلسطيني.
د. عبد الرحيم كتانه- نابلس