أرشيف - غير مصنف
القمة العربية :تحديات وتهديدات
دكتور ناجى صادق شراب
بقمة الدوحة يكون العرب قد عقدوا خمسة وثلاثين قمه مابين عاديه وطارئه ـ وتتفاوت أهمية هذه القمم حسب الظروف والتحولات الإقليمية والدولية التى تسبق عقد أى قمه , ومع ذلك ما زالت حالة العلاقات العربية العربية ليست أفضل مما كانت عليه عند عقد القمة التى تسبقها . والمعضله لا تكمن فى عدد القمم فما زالت القمم تعقد بشكل دورى وهذا فى حد ذاته إنجازا يسجل لمؤسسة القمة العربية ، ولم تنقصهم القرارات التى صدرت عن هذه القمم والتى عالجت معظم القضايا العربية وفى مقدمتها الإستجابة اللفظية لمتطلبات ألأمن القومى العربى ، وآخرها قمة الكويت التى خصصت للقضايا الإقتصادية وألإجتماعية . ولقد عكفت طوال ألأيام القليلة السابقة على دراسة هذه القمم وما خرج عنها من مقررات ، بدءا من قمة أنشاص التى عقدت عام 1946 وحتى قمة الكويت ألأخيرة التى عقدت هذا العام وطغت عليها الحرب ألإسرائيلية على غزه لتؤكد من جديد أن القضية الفلسطينية ستبقى محوريه وفارضه نفسها على أجندة القمم العربية . وقد خرجت من هذه القراءة السريعة بالسؤال التالى : ما جدوى عقد القمم العربية إذا لم تحقق الأهداف المرجوة منها ؟ وما قيمة هذه القمم وفى كل مرة يقاطعها أحد ألرؤساء أو الملوك العرب ؟ وما جدوى القرارات التى تصدر دون أن يلمس نتائجها المواطن العربى العادى لتترجم إلى سياسات تكامليه قد تقود إلى حالة من الإندماج على غرار التجربة ألأوربية التى قد سبقها العرب بجامعتهم وقممهم ؟ وقبل أن أناقش قمة الدوحة القادمه وماذا نتوقع منها ، أود أن أشير إلى قمة أنشاص التى عقدت كما أشرنا فى عام 46 ، وقمة بيروت لمناصرة مصر عام 56 ، وأيضا قمة القاهرة عام 63 والتى قد يعتبرها البعض أول قمه عربية حقيقية . ففى قمة أنشاص والتى حضرها وقتها سبع دول عربيه وهى الدول المؤسسة للجامعة العربية ، تم التأكيد فيها على أن القضية الفلسطينية هى قلب القضايا القومية ، وضروة الوقوف أمام إسرائيل بإعتبارها خطرا يداهم كل الدول العربية وألإسلامية ، والعمل إلى تحقيق إستقلال فلسطين ، وغير ذلك من القرارات ذات الطابع القومى ، وفى قمة بيروت 56وحضرته تسع دول عربية والتى أكدت على مساندة مصر فى أعقاب العدوان الثلاثى ، أما فى قمة القاهرة لعام 64 والتى دعا إليها الرئيس الراحل عبد الناصر والتى تعتبر من القمم المصيرية والفارقة بين القمم العربية ، تم التأكيد فيها على أهمية الإجماع العربى وتصفية الخلافات وتحقيق المصالحة العربية وإعتبار إسرائيل خطر أساسى يجب دفعه سياسيا وإقتصاديا وإعلاميا ، وفى تلك القمة وضعت النواة ألأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية التى تتعرض ألأن للذوبان والإنصهار وهذه المرة على يد أبنائها . أكتفى بهذه القمم الثلاث لنؤكد إلى أن ألإدراك بخطورة القضايا العربية كان قائما وقويا ، والكل يتحدث عن هذه المدركات العربية وألأخطار التى تتهدد الشخصية العربية والنظام الإقليمى العربى كله ، ومن هنا التساؤل لماذا فشلنا فى المضى قدما فى مسيرة التكامل وإصلاح هيكلية الجامعة العربية لتتحول فعلا إلى إطارا مؤسسيا فاعلا للعلاقات العربية . فبعد هذه السنوات الطويله من العمل العربى نجد تراجعا واضحا فى مستوى هذه العلاقات ، وتراجع واضح فى مصداقية وشفافية العلاقات العربية ، وتأصيلا قويا للنزعة القطرية التى كان يفترض أن تختفى ويتم تغليب النزعة القومة العربية مع الإحتفاظ بخصوصية كل دول عربيه لكن ليس على حساب المصلحة القومية العربية ، وإنكشافا واضحا للنظام الإقليمى العربى أما بتغلغل ونفاذ المؤثرات الخارجية للقوى الإقليمية كإيران وتركيا وحتى أثيوبيا، ناهيك عن التغلغل والنفاذ الدولى للولايات المتحدةألأمريكية الذى وصل إلى درجة غير مسبوقه فى تطور الإستراتيجية ألأمريكية لدرجة أن الدولة العربية التى ستعقد فيها القمة العربية القادمه لها فيها الولايات المتحده تواجدا عسكريا قويا ، أى أن الولايات المتحده فى هذه المرة لها تواجدا داخليا فى العديد من الدول العربية ، وتعقد هذه القمة ووضع القضية الفلسطينية فى أسوأ حالاتها بسبب حالة ألأنقسام التى أوجدها الفلسطينيون بصراعهم على السلطة والحكومة الفلسطينية بدلا من القضية الفلسطينية . وتعقد قمة الدوحة والخلافات والخصومات العربية على أشدها ، هذا على الرغم من المحاولات المسؤوله التى يبذلها خادم الحرمين ومحاولاته تنقية ألأجواء العربية من الغبار الذى غطى على سماوات الدول العربية وجعلها لا ترى إلا نفسها ومصالحها فقط حتى لو جاءات على حساب المصلحة العربية , وتعقد هذه القمة أيضا فى ظل تراجع لدور المواطن العربى الذى وجد نفسه منغمسا وغارقا فى ألأزمة المالية العالمية التى بددت كل أمواله ، فهو غير معنى إلا بالقرارات التى قد تعيد له بعض مخاسره . كل هذا وإسرائيل ماضية فى سياسة التهويد للأرض الفلسطينية ، ومصادرة القدس عاصمة المسلمين ، وماضية فى محاسبة نفسها داخليا عن كل حرب تقوم بها مرة ضد لبنان ومرة ضد الفلسطينيين ، وبهدوء تجرى إنتخاباتها لتشكل حكومة يمنية آخذة مصلحة إسرائيل على ما دونها من مصالح ، وماضية فى إستعدادها لمواجهة القدرة ألإيرانية النووية ، وتعقد وإيران الجار القوى يتحدى العالم كله فى تطوير قدراتها النووية لكى تصبح قوة نووية وتت
حول إلى قوة إقليمية بارزه متحكمه فى المنطقة حتى لو جاء ذلك على حساب النظام العربى برمته ، وهذا ما يفسرلنا سعى بعض الدول العربية للبحث عن مصالحها فى تحالفات إقليمية وليس تحالفات عربية . وتعقد القمة العربية أيضا والفلسطينيون غير قادرين على مصالحة أنفسهم ، لأنهم إستسهلوا سياسة ألإستقطابات الإقليمية والدولية لاتها تعود بانفع والمصلحة على مستوى كل فصيل فلسطينى ، وليس المهم مصلحة القضية التى يدرك الجميع أنهم لن يحرروا ألأرض الفلسطينية بسياساتهم وصراعاتهم الداخلية . وتعقد القمة فى قطر التى بدأ دور ديبلوماسيتها يجدى نفعا على مستوى بعض الصراعات العربية ، لكنها فى الوقت ذاته أحد بؤر التوتر العربى وتحكم علاقتها قدرا ليس قليلا من التوتر والخلافات مع دول عربية أخرى . ولا ننسى أن نذكر أن هذه القمة تعقد والعراق تتعرض عبر سياسات معلنه وغير معلنه مهدده بالتفكك وألإنقسام وهو الخطر الذى قد يتهدد وحدة العديد من الدول العربية وخصوصا الكبيرة وحتى الصغيرة ليست بمنأى عن ذلك . وهناك الخطر الذى يتهدد السودان وقرار المحكمه الجنائية الدولية بإعتقال الرئيس السودانى البشير رغم توجيه دعوة له بالحضور دون تقديم ضمانات بعدم إعتراض طائرته لأن القمة العربية لا تملك ذلك . فى كل هذه الأجواء تعقد القمة العربية القادمه فى الدوحة ، ويبقى السؤال هل قمة الدوحة هى الحل .
حول إلى قوة إقليمية بارزه متحكمه فى المنطقة حتى لو جاء ذلك على حساب النظام العربى برمته ، وهذا ما يفسرلنا سعى بعض الدول العربية للبحث عن مصالحها فى تحالفات إقليمية وليس تحالفات عربية . وتعقد القمة العربية أيضا والفلسطينيون غير قادرين على مصالحة أنفسهم ، لأنهم إستسهلوا سياسة ألإستقطابات الإقليمية والدولية لاتها تعود بانفع والمصلحة على مستوى كل فصيل فلسطينى ، وليس المهم مصلحة القضية التى يدرك الجميع أنهم لن يحرروا ألأرض الفلسطينية بسياساتهم وصراعاتهم الداخلية . وتعقد القمة فى قطر التى بدأ دور ديبلوماسيتها يجدى نفعا على مستوى بعض الصراعات العربية ، لكنها فى الوقت ذاته أحد بؤر التوتر العربى وتحكم علاقتها قدرا ليس قليلا من التوتر والخلافات مع دول عربية أخرى . ولا ننسى أن نذكر أن هذه القمة تعقد والعراق تتعرض عبر سياسات معلنه وغير معلنه مهدده بالتفكك وألإنقسام وهو الخطر الذى قد يتهدد وحدة العديد من الدول العربية وخصوصا الكبيرة وحتى الصغيرة ليست بمنأى عن ذلك . وهناك الخطر الذى يتهدد السودان وقرار المحكمه الجنائية الدولية بإعتقال الرئيس السودانى البشير رغم توجيه دعوة له بالحضور دون تقديم ضمانات بعدم إعتراض طائرته لأن القمة العربية لا تملك ذلك . فى كل هذه الأجواء تعقد القمة العربية القادمه فى الدوحة ، ويبقى السؤال هل قمة الدوحة هى الحل .
دكتور ناجى صادق شراب /أستاذ العلوم السياسية /غزه