أرشيف - غير مصنف
"وطن" التي غردت خارج سرب الباطل والطغيان
أنور مالك
منذ صيف 2006 وأنا أكتب بوطن التي كانت بحق ذلك الوطن الذي بين حناياه ألملم شتات المنفى الذي يطاردني كظلي، أتنفس وجعي والمي على بلدي الجزائر وأمتي الإسلامية بشتى أصقاع المعمورة… لقد كانت لي المنبر الحر الذي من خلاله وصل صوتي حيث أريد ودخلت كلماتي المحاصرة إلى كل بيت… إلى كل قلب… إلى روح كل حر أبي يريد أن تنعتق أمته من مخالب الطغاة والفراعنة والهامانات الجدد…
مرة تصلني ايميلات تهددني لأنني أنشر في “وطن” التي ترعاها إدارة بوش… أخرى تذهب إلى حد التأكيد أن “وطن” هي صحيفة موسادية بإمتياز، وصاحب الرسالة من المحبين الذين قلبهم على سمعتي وتاريخي… بل يوجد من ذهب حد التسليم من أن كونداليزا رايس هي صاحبة الموقع… الخ، وكلها إيميلات تضحكني كثيرا، فأنا أعرف “وطن” وهي تعرفني ولي ثقة كبيرة في طاقمها ويوجد من بينهم من أكن لهم كل الإحترام والتقدير لتاريخهم الإعلامي الناصع، قبل أن أوجه ماسورة قلمي وببارودي الأسود نحو هذا المتسع المتميز.
بلا مديح قد يجيز أن يطال التراب وجهي، وبعيدا عن المجاملات التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا، فإنني أؤكد في هذه البرقية العاجلة على أن وطن التي ظل شعارها “يغرد خارج السرب” هو عين الصواب في هذا الإتجاه من خلال واقعها ومحطاتها وتاريخها وتحولاتها، لأنها بالفعل غردت خارج سرب الباطل… خارج سرب الطغيان والطغاة… خارج سرب بيع الكلام المعلب والنفاق… خارج سرب الإعلام المزيف… خارج سرب الأنظمة الخائنة والعميلة… ولهذا ما يسعني إلا أن احمل كل التهاني لأهلي في وطني “وطن” الذين على مدار ثلاث سنوات ومقالاتي المتواضعة جدا تلقى كل التبجيل والتكريم، فلكم مني كل التقدير والتواصل وعقبال أن نحتفل بنهاية عشرية أخرى نطفئ فيها شموع التألق والمصداقية والحقيقة الصافية التي لا يتسلل لها الباطل ولا البهتان ولا يعكر صفاءها أشباه الكتاب… فمزيدا من التغريد خارج السرب يا وطن.
أنور مالك
كاتب جزائري لاجئ بفرنسا