تصريحات جزائرية غير مقبولة بحق العراق !‏

 في وقت يشهد فيه الفضاء السياسي والدبلوماسي تحركا اقليمياً وعربياً غير مسبوق نحو العراق عبر لقاءات ومحادثات وزيارات لوفود رسمية تسعى الى التقرب والانفتاح ‏على العراق من أجل كسر الجبل الجليدي بين العراق وبقية البلدان وفتح اواصر وقنوات الاتصال الرسمية بينهما، في هذا الوقت …أطلق رئيس البرلمان ‏الجزائري السيد عبد العزيز زياري تصريحا، أقل ما يوصف بأنه غير مقبول ومُستهجن، قال فيه لمراسل موقع الجوار الالكرتوني “ان الجزائر تدعم المقاومة العراقية المسلحة و أي ‏مقاومة للدفاع عن الارض و الوطن “.‏http://www.aljewar.org/news-12476.aspx

ونعتقد ان هذا التصريح الذي صدر من السيد عبد العزيز زياري غير موفق ومُدان ومُستغرب من كافة الوجوه ..وللأسباب الاتية :‏
اولها:
ان التصريح يأتي في فترة تحرك عربي محموم لتجسير العلاقات بين العراق ‏وهذه الدول العربية التي يشعر العراقي انها كانت مقصرة بحقه في الفترة السابقة ، سواء ماتعلق بمعاناة الشعب العراقي أبان النظام السابق او في الفترة التي تلت أنهياره وسقوطه حيث الارهاب مارس بحق ابناءه أبشع الجرائم وأكثرها وحشية ودموية.
ثانيا:
ان التصريح يعد، بشكل لالبس فيه، تدخلاً صارخاً في الشأن العراقي ، خصوصاً حينما ‏يضيف الزياري على تصريحه الاول ويقول “ان علاقات بلاده مع العراق فی المستقبل ستحدده طبيعة علاقات ‏الحکومة العراقية المقبلة بالاحتلال الأجنبي ” حسب وصفه، على الرغم من أن الجزائر هي عضو في اتحاد البرلمان العربي الذي يترأسه العراق الان ! ولا أعلم كيف تجلس الجزائر برلمانيا مع المسؤولين العراقيين وهي تعترف وتدعم من يقاتلونهم ويحملون ضدهم السلاح ؟.
وأخيراً…
‏ان هذا التصريح يصدر من رئيس برلمان دولة عانت ومازالت تعاني من الارهاب والتفجيرات، وهي من أكثر الدول العربية تضرراً من الارهاب بعد العراق، حيث بلغ عدد ‏الضحايا في الجزائر لحد الان ما يزيد عن مائة ألف رجل وامرأة وطفل، ولذا تشكلت جمعية بأسم ‏المنظمة الوطنية لضحايا الارهاب ترأستها سعيدة بن حبيلس، تضم اسر الضحايا الذين ‏يصل عددهم الى حوالي نصف مليون شخص تقريباً. وهذا الإرهاب الذي ضرب الجزائر، ‏كان بسبب التحالف الشيطاني بين المنظمات الإرهابية الجزائرية وتنظيم القاعدة التكفيري لتشكيل تنظيم ‏القاعدة في بلاد‎ ‎المغرب الإسلامي، الذي يقوده المدعو أبو مصعب عبد‎ الودود.
كنت أتمنى أن يلتفت الزياري الى مشكلات بلاده المتمثلة بالفقر والامراض والارهاب والتصحر ‏الذي يزحف نحو الهضاب العليا والشمال الزراعي للجزائر، بدلاً من حشر أنفه في القضية ‏العراقية وقيامه باعطاء تصريحات غير لائقة دبلوماسياً ربما تسبب تصحراً سياسياً في العلاقات ‏العراقية الجزائرية . ‏

Exit mobile version