أرشيف - غير مصنف
عَتْم الأبوابْ
أحْمد فوزي أبو بكر
..
عَتْمُ أبوابٍ وليْلٌ لا تُرى أَبْعادَهُ
يَرْتَدي روّادَهُ.
يَحْمِلُ النّورَ إلى سرِّ الدَليلْ
والْمَدى المسْحورُ في وَقْعٍ لأنغامِ العبورْ
أخرجَ النَزْواتَ مِنْ أصفادِها
وارتمى في نارِها.
حاضناً أصْفادَهُ قَبْل الرّحيلْ
..
عادَتْ النّارُ للَوْني تَرْتضينني مُمْسِكاً أمْراسَها
أجْبرتني طائعاً ألاّ أُزَحْزِحَ مُقْلتيّْ
لوَّحَتْ وَجْهي وكَفّي راقَصَت أجْراسَها
فاستفاقَ الخَصْمُ ميْتاً حاقِداً مِمّا لديّْ
هلْ ثنى حُرّاسَها قَرْعُ الطّبولْ؟
..
سيِّدُ النّارِ وبابي مِنْ رحيقْ
لِْلفَراشاتِ الّتي حَطَّتْ ببابي
وَثِماري بَيْنَ جنبيِّ الطّريقْ
لَمْلمَت في شَهدِها شوقَ اغترابي
هل ترى يُجدي عِتابي؟
وعتابي عندَ مِفْتاحِ الوصولْ
..
قَبلَ أنْ أعزِفْ حجازاً عِندَ بابٍ أَوْصَدوهْ
أُرْكِنُ السَّيْفَ إلى أعلى جبيني وأُصَلّي
وخيولي لَيْسََ تَثْنيهاِ السّيوفْ
لَها مِنّي ما يريدُ الموتُ مِنْها
نَهْرُ أوردتي نصيباً عِنْدَ أذكارِ الأفولْ
فأنا قد أكملُ التحليقَ عَنْكِ
طالَما أمْعَنْتِ في الأُفْقِ غياباً يا خيولْ
..
إنَّ دَرْبي تَقْتَضي مِنِّي اختفاءً في الخَيالْ
جَوفُ صحرائي يناديني إلى محْرابِ عِشْقي
يُخْرِجُ الأشعارَ من كَبِدي إلى سَطْرٍ مُحالْ
فَتَـراني قد تَقَلَّدْتُ الجمارَ زُمُرُّداْ
فاسْكني يا نَفْسُ في صَبْرٍ جَميلْ
..
عَتْمُ أبوابٍ ودرْبي ضَيَّعَتْْني
تَفْتَحُ الحُلْمَ بِرِمْشٍ من عيونِكْ
إنَّ لِلّيلِ قميصاً من جنوني
فاتْبَعيني..
كَيْ يراودْني شِهابٌ مِنْ جنونِك
واشربي البدْرَ على أطلالِ بَوْحي
واكْسِري الصَّمْتَ على بابِ الذهولْ
..
عَتْمُ أبوابٍ وَلَيْلي ماطِرٌ ,
وحريقٌ يَنْتَشي تَحْتَ دثاري
والمفاتيحُ ,مجاديفُ العبورْ ,
لَسْتُ مِنْها مُنْجَِياً أعْبُرُ ناري
غَيْرَ أنّي كاشِفٌ عنّي سِتاري
حَيْثُما دَرْبي تَؤولْ