أرشيف - غير مصنف

ضلالات صغيرة

موسى أبو كرش
1
فار إقحوانها مُبكرا قبل بنات جيلها,وتفتق علي مرمر جسدها الأبنوسي جداول من أفنان الأنوثة وسحرها ..تحت وطأت مراهقتها الشموص, راحت تتنمص وتترقش وتتفيأ,وتبالغ في الأصباغ والعبق..ودرءا للعيون التي كانت تلاحقها بلسعات اليعاسيب, زوجها أهلها لأول طارق سرير!
2
عبرت الحديقة تَرأد في مشيتها مستندة علي أعمدة سحرها ,كغصن لبلاب نَسَغه الريح,لم تقصد خيانة زوجها _هذا الذي يخطر بجوارها كذكر بغاث ,حتي حين رأرأت بعينيها للشاب الوسيم, الذي كاد أن يفتنها بقوامه الرشيق ورشق لسانه..شيئ ما كان يموء داخلها كقرن خروب لوحته شمش آب في الوادي القريب !
في هَدأة الليل_كعادتها منذُ زمن الصبا الغارب_نضّت عنها غلائلها الموشّاة بالحبق, وإستجابة _فيما يبدو_لنداء الضوء الخافت الذي أشعله زوجها..تحت اللحاف الوثير في سريرها الدافيء .نسيت الشاب الوسيم ,والحديقة, وطرقعة حذائها اللاهث فوق الرصيف المعشوشب بالدوائر والتجاويف !
3
حين عادت من الحمام لتسرّح شعرها,لاحظت في تفاصيل وجهها النديّ سُؤرا من جمال .لم تُذبله السنون ,فشعرت بنشوة عارمة,فما رأته في مرآتها من جمال,يكفي لإثارة حفيظة جاراتها الكالحات,وغيرة هذا المَقعيّ خلفها علي السرير غارقا في الشخير!

زر الذهاب إلى الأعلى