"الحياة كلمة" حائر بين الجزيرة و mbc

بين مؤيد ومعارض، تشهد المنتديات الإلكترونية السعودية جدلا واسعا حول حقيقة انتقال برنامج “الحياة كلمة” للشيخ سلمان العودة من فضائية “إم بي سي” لقناة “الجزيرة” القطرية، وهو الأمر الذي ذكرت مصادر مقربة من الداعية السعودي أنه سيحسمه في حلقة برنامجه غدا الجمعة.
 
هذا الجدل أثاره خبر نشر بصحيفة “الجزيرة” السعودية قبل أيام يفيد بوجود مفاوضات جدية بين مسئولي البرنامج ذي الجماهيرية الواسعة وقناة “الجزيرة” التي تسعى للحصول على حقوق بثه.
 
الدكتور تركي الظفيري المحاضر بجامعة الملك سعود بالرياض أحد المؤيدين لانتقال الشيخ للجزيرة ناشد في مداخلة بمنتدى “سبق” الشهير – الشيخ التفكير بجدية في عرض الانتقال، معللا ذلك بأن “المشاركة في القنوات التي هدفها أمركة البلاد الإسلامية (ملمحا إلى إم بي سي) تعتبر إعلانا لشرعيتها وصك غفران يعفيها من الجرائم التي اقترفتها”، على حد وصفه.
 
 
أما قناة الجزيرة فوصفها الظفيري بأنها “من أقوى القنوات الإخبارية الهادفة، ولها مواقف عديدة تشكر عليها، وأكثر العرب يفضلونها على غيرها”، معتبرا أن انتقال الشيخ إليها “سوف يحرره من قيود كثيرة ويمكنه من مناقشة موضوعات لم يستطع مناقشتها في إم بي سي”.
 
الكاتب السياسي “مهنا الحبيل” من جهته أيد في تعليق له بإحدى القوائم البريدية انتقال الشيخ لـ”الجزيرة”، معتبرا أن ذلك من “شأنه أن يصعد بالبرنامج ويوسع قاعدته الشعبية”.
 
وأشار الحبيل إلى أن “هناك شريحة محافظة واسعة تحرص على خطاب البرنامج لكن سياق القناة (غير المحافظ) يمنعهم من التوجه إليه”.
 
وختم الحبيل بتأكيد أن “الجزيرة أولى بالبرنامج بسبب علاقتها الدافئة مع جميع شعوب المحيط العربي واحترامها لثوابت الدين الإسلامي؛ وهو ما يعطي إشراقة خاصة لرسالة الحياة كلمة”.
 
مزاحمة أهل المعاصي
 
في المقابل ناشد المشارك عبد الرحمن السعدي الشيخ العودة في مداخلته بمنتدى “الوئام” بالبقاء في قناة “إم بي سي”، موضحا أن “هناك من يرى جواز مزاحمة أهل المعاصي، وإدخال الخير في بيوت لا يصلها الخير إلا من خلال تلك القنوات”.
 
وأردف: “كما أن قناة الجزيرة في حالة عداء مع أغلب الحكومات العربية، وهو ما قد يسبب حرجا للشيخ الذي تعود على سياسة الاحتواء وعدم التصادم المباشر، مما قد يقلص من مساحة تناولاته”.
 
واقترح السعدي على قناة الجزيرة نقل تجربة “الحياة كلمة” إلى برنامج “الشريعة والحياة” الديني الذي يذاع أسبوعيا على شاشتها، بدلا من السعي لاستقطاب البرامج المنافسة، بحسب قوله.
 
ويتفق مع هذا الطرح الصحفي ياسر باعامر، الذي قال: “من الضروري بقاء الشيخ العودة في قناة إم بي سي، لما لها من اهتمام شعبي ورسمي في السعودية وخارجها وهو ما يحقق أكبر قدر من المشاهدة”.
 
وأضاف باعامر قي مداخلته بمنتدى “لون حياتك” أن “الطبقة المحافظة يمكنها متابعه البرنامج عبر الإذاعة التابعة للقناة والتي تبث البرنامج مباشرة بالتزامن مع الفضائية”.
 
وبحسب مصادر مقربة من الشيخ فإن العودة سوف يبت فيما يثار من جدل حول هذه القضية خلال حلقة برنامجه غدا 27-3-2009.
 
وكانت صحيفة “الجزيرة” قد نشرت خبرا حصريا، يفيد بأن مفاوضات جديه ومتتابعة تجرى بين قناة “الجزيرة” والمسئولين في برنامج “الحياة كلمة” لنقل البرنامج إلى القناة.
 
وبحسب سياق الخبر فإن المفاوضات قديمة؛ لكنها تعززت بعد اختيار البرنامج كأفضل برنامج ديني متابعة في استبيان نظمته شركات أجنبية، في مجال إحصاء المشاهدة التلفزيونية.
 
واللافت أن موقع “الإسلام اليوم” الذي يشرف عليه الشيخ العودة، أعاد نشر خبر الصحيفة، دون أن ينفي أو يثبت صحته، تاركا المجال مفتوحا أمام تعليقات الزوار في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لجس نبض المشاهدين حول مدى قبولهم أو رفضهم لفكرة الانتقال.
 
و”الحياة كلمة” برنامج أسبوعي، يتناول قضايا الساعة المختلفة ويناقشها من وجهات نظر تجمع بين الطرح الديني ومتطلبات العصر.
 
ويبث البرنامج الذي يعطي الفرصة لاستقبال الفتاوى والمداخلات من المشاهدين، على الهواء مباشرة عقب صلاة الجمعة في الحرم المكي.
 
وحصل البرنامج مؤخرا على المرتبة الأولى بين البرامج الحواريّة الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، حسب إحصائية قامت بها شركتا “أبسيس” و”بارك” أكبر شركتين في مجال إحصاء المشاهدة التلفزيونية، وهو ما رأى فيه مراقبون دلائل على تقدم حالة الاهتمام والمتابعة للخطاب الإسلامي جماهيريا.
 
—————
 
صحفي ومراسل شبكة إسلام أون لاين في المملكة العربية السعودية.
Exit mobile version