بقلم : منذر ارشيد
بناءً على طلب عدد من الإخوة من كوادر الحركة والذين طلبوا أن نبدأ
بكتابه ما يجول في خواطرهم من أفكار حول المؤتمر السادس المزمع عقده ربما خلال النصف الأول من هذا العام إن صدقت النوايا وتوفرت الظروف بما يضمن تحقيق الحد المتوسط لنجاح هذا المؤتمر وسيكون لنا مسلسل من المقالات تحت عنوان طرقة على الباب حيث سنراكم الطرقات لعل وعسى في النهاية نصل إلى الطرقة التي تفتح الباب للوصول إلى ما نصبوا إليه وجل غايتنا أن نحقق حلم أبناء فتح في مؤتمر عام يحقق حلم الفتحاويين المحترمين الذين يضعون أرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل فلسطين
كتيجان على رؤوسهم لتثبيت مبادئهم التي استشهدوا من أجلها
وسأبدأ بطرقة أولى ….
الطرقة ..(1)
مر سنوات عجاف على قضيتنا الفلسطينية كما مرت هذه السنوات الأخيرة
أكثر عجافة على حركتنا الرائد ه (فتح ) حيث توالت الإنتكاسات والتراجع لأسباب كثيرة منها ما هو داخلي ومنها لأسباب خارجية , وما يهما هنا بحث ما هو داخلي .
كم هم الحريصون على هذه الحركة الرائدة والتي مثلت في بداياتها عنوان كرامة الشعب الفلسطيني “ولم يكن هذا مجرد عشق لهذه الحركة التي عشقها الملايين على امتداد الوطن العربي لأسباب عدة
منها أنها لم تنطلق من خلفية حزبية رغم أنها عندما إنطلقت كانت المنطقة تعج بالأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية
بل لأنها انطلقت من معين ومعاناة شعبنا الفلسطيني بفعلٍ رائد أثبت وجوده ميدانياً من خلال المقاومة العسكرية لجيش العدو الغاصب للأرض
فحركة فتح جمعت كل الطيف الفلسطيني وحتى العربي الإسلامي فانخرط فيها بعض المنتمين إلى تلك الأحزاب إضافة لغير المنتمين والكل تجرد من مصالحه الذاتية إلا من حلمٍ خاص لكسب الشهادة أو تحقيق النصر
وأعتقد أن هذا سر من أسرار هذه الحركة التي شكلت إجماعاً روحياً لكل المناضلين الفلسطينين بالدرجة الأولى ولغيرهم ممن ارتبطوا بقضية فلسطين التي هي الروح لعقيدتنا الإسلامية
مرت حركتنا بإرهاصات وتداعيات كثيرة وخطيرة “ورغم كل هذا بقيت تصارع وتتصدى لكل المؤآمرات التي كانت تستهدفها على إعتبار أنها العمود الفقري لمجمل العمل الفلسطيني ثورياً وسياسياً ومعنوياً .
وفي المقابل كان هناك مسعى معادي ومنذ انطلاقة فتح يهدف إلى تدميرها وإنهاء دورها التاريخي والتحرري وهو أمر ليس بجديد لا بل ومنذ عقود وما زال هدفاً لقوى عالمية وإقليمية وربمات عربية ” وهو هدف موصول مع كل من لهم علاقة بالمشروع الصهيوني والذي يهدف إلى إنهاء حلم الشعب الفلسطيني بكيانيته وحريتة على تراب أرضه م
ن خلال شطب حق العودة …والذي هو أهم مبادي حركة التحرير
ن خلال شطب حق العودة …والذي هو أهم مبادي حركة التحرير
ولا نقول أن فتح هي فلسطين حتى لا يقول قائل (تذهب فتح بستين داهية)
ففلسطين باقية “ونقول نعم صحيح فتح هي نتاج فلسطين وليس العكس
ولكن فتح كانت بمثابة من رفع العنوان وأعلا البنيان ورسخ في أذهان العالم أن لفلسطين شعب يستطيع أن يقاوم ويناضل ويقلب الموازين
ويوقف الوهم بما ردده الصهاينة أننا أرض بلا شعب
وبما أن فتح كانت المبادر لهذا التوجه وقد أصبحت الدينامو المحرك لكل فعاليات الشعب الفلسطيني بعد نكسة حزيران مباشرة “فكان من الضروري الحفاظ عليها بحدقات العيون حتى لا نترك لمن تآمروا عليها النيل منها .
ولعل كل مؤآمرات العالم لم ولن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني
وطمس أهم عناوين نضالها كحركة فتح إلا ان الخطورة تكمن في الداخل إذا إنفلت عقاله وترك الأمر للمتسلقين الفاسدين ” وهنا يكمن الخطر .!
وأكبر خطر لا بل أكثر من يستطيع تدمير هذه الحركة العملاقة
هم أبنائها من قادة وكوادر وفعاليات ..إن وقع بعضهم في فخ الشيطان
لأن هدم القلعة الفتحاوية من خارجها صعب المنال أما من داخلها ..!
أما هدمها من الداخل فقد كاد أن يحصل بفعل بعض أبناء الحركة ممن باعوا ضمائرهم بالمال والجاه وأصبحوا أدوات للشيطان
ولكن الأمر ليس بهذه السهولة (وأعني محاولة الهدم ) بسبب وجود رجال من الأوفياء داخل هذه القلعة الفتحاوية ”وهؤلاء السد القوي والمانع لكل مخططات التدميربفضل الله وجهود المخلصين …وما أكثرهم
” ومن خلال بحثنا هذا سنستعرض بعض المحاولات الجادة لإنهاء دور القيادات والكادرات المخلصة واستبدالهم بقيادات فارغة من أي مضمون نضالي لتفريغ الحركة مما تبقى فيها من شحنات نضالية تحافظ على مبادي ومنطلقات حركة فتح
ما زالت الذاكرة تحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة لهذه الحركة العملاقة والتي نالت إعجاب معظم شعوب العالم “ولكن للأسف فبعض أبنائها قزموها بأفعالهم وممارساتهم
فعندما كان العمل الميداني على الأرض كان التناسق والتناغم في الأداء
قد بلغ قمة العطاء من خلال عاملين مكملين لبعضهما
العامل العسكري والعامل السياسي
ولعل العامل العسكري وهو الأشمل والأكبر لا بل الأهم على إعتبار أنه كان هو أول من أسس القواعد الإرتكازية لكل المؤسسات التابعة لحركة فتح ” والذي كان القوة الدافعة والحامية لتلك المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة السياسية
ربما كان لدور أبو عمار رحمه الله التأثير الأكبر في مجمل التنظيم الفتحاوي “لأنه كان القائد السياسي وحتى العسكري “حتى بعد أن تم تعيين القائد الشهيد أبا جهاد رحمه الله كمسؤول عسكري لحركة فتح
إلا أن أبو عمار كان في ضمير ووجدان الجميع القائد الأعلى مع كونه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والقائد الأعلى لقوات الثورة الفلسطينية .
نحن اليوم وبعد أن وصلنا إلى نقطة تاريخية ومفصلية في صراعنا مع العدو الصهيوني الذي قبلناه ولم يقبل بنا …والبعض يريد أن نلقي بكل تاريخنا تحت أقدامه هكذا…بلا ثمن ..وحتى بدون ان نحقق ولو جزءً بسيطاً من أهدافنا .ل ندري كيف يفكر هؤلاء ..!؟
هذا ليس موضوعنا الان…وقد كتبنا فيه أكثر من موضوع …ولا داعي للخوض في التفاصيل
((المؤتمر العام السادس))
متى ..وأين …وماذا ..!! أسإلة تتردد بين الحين والآخر في جميع دهاليز البيت الفلسطيني حتى أصغر طفل بات يسأل السؤآل أين فتح ..!! متى المؤتمر وأين سيعقد ..!
وأين فتح ..! ليس من باب الإستنكار أو التجاهل …!
بل من باب الخوف والحرص والمحبة..!!
أسإلة مشروعة لكل فلسطيني حتى وليس فتحاوياً لأن فتح تعني الشيء الكثير للشعب الفلسطيني
كلمة أخيرة ..
(( من يدعي أنه فتحاوياً حقيقياً …عليه أن يثبت أنه فلسطينياً أولا ً ))
يتبع……
الطرقة الثانية …….منذر ارشيد
kadasarda79@hotmail