عمــاد عــودة
كأنها لعبة كراسي موسيقية تلك التي يعزفها فياض على خشبة المسرح الفلسطيني في تبادلية متقنة مع أقرانه الصهاينة وفي غاية الاصرار على قتل كل شريف مقاوم في الضفة المحتلة . تبدأ بالقبض على كل مناضل شريف والتنكيل به حتى الموت وإن لم يمت فينسقون مسرحية يتم بموجب أحداثها تسليم المناضل للصهاينة إكمالا لمعزوفة التنسيق الأمني المقيتة .
القبض على ابناء حماس والجهاد والمقاومين عموما في الضفة لا يمكن وصفه دون استعمال ألفاظ تليق بمستوى الحدث من حيث الشكل واللون والمقاس , فالخيانة والعمالة والارتهان أوصاف لم تعد تجدي أمام الحدث , والباحث في قواميس اللغة لن يجد أجدى من وصف الإستحذاء لما يجري . هذا مع تقديم كامل الإعتذار لكل حذاء لم يدخل دائرة أفعالهم فقد تحولت عصبة أوسلو الى حذاء صهيوني بإمتياز مهمته الدوس على كل شريف وسحق كل فكرة فيها نبض مقاومة أو حلم تحرير .
لن نصنفكم بعد اليوم إلا بالمقاس واللون , فهكذا توصف الأحذية , وليس في الأمر شتم أو ردح أو سوء توصيف بل هو عين الوصف والتقرير لما آلت اليه أفعالكم . لن نصبغكم بغير الألوان المعتمدة للأحذية والنعال فلا انتم سمر كالعرب ولا عرب كأهل فلسطين ولا حتى بشر, بريق مساحيقكم لا يشبهه الا لمعان الأحذية وأسفلكم قاذورات وأوساخ وبقايا عذابات من في سجونكم ، ولكم عندي كثير من الألقاب والأسماء من فخامة الحذاء الى سيادة الحذاء , وكم من حذاء يأبى أن يكون منكم ويفضل الهجر على أسفل قدم الأعداء.
ماذا نسمي الذي داس ميثاقنا وقفز على ثوابتنا وسحق أحلامنا وتسلق سور قضيتنا ليحقق مشروعه الشخصي , أليست كل هذه الاوصاف تنطبق على حذاء , لقد بلغ السيل مبلغه ولم يعد هنالك ما نخشاه ووصل حصاركم الى صلاة القيام وبعتم حتى جيوب الفقراء على خوائها , لقد صادرتم الأحلام ودنستم المقدسات, من الآن فصاعدا سنسميكم بأسمائكم ولن نجامل أو نهادن أو نبادلكم الابتسامات المعتوهة فسقف مطالبكم لا يجاوز نعل نعل مطالبنا.
أنتم من اعترف بعدونا وساوم شعبنا وسامه سوء العذاب , أنتم من تولى يوم الزحف فلن نصلي معكم ولن نصلي عليكم فلا يصلى على حذاء. لن نحاوركم بعد اليوم الا بالحراب ولن نقف على قبوركم أبدا فأنتم بين شعبكم غرباء وستبقون الى يوم القيامة غرباء.
على الجانب الآخر ولأزيد من غيظكم فهناك أحذية دخلت التاريخ بكل رفعة وشرف , هل تذكرون تلك الصورة لشهيد الفجر على كرسي متعب ينتعل ذاك الحذاء , أتعلمون أن ذاك الحذاء يأبى أن ينعت بألقاب كالقابكم وإن فخمت , أتذكرون حذاء الزيدي إذ ينتفض لكرامة شعب ووطن وسيل دماء, هل ذاك حذاء وأتم كمثلة مفردكم حذاء ؟.
معاذ الله هذا لا يكون ابدا فالقابضون على جمر العدو وخذلان القريب لا يستوون ومن أتعبتة سهرات التحرير وكفريات النضال في بيروت , هل أتعبكم المسير أم خمر السلطة وإغواء الشيطان, قتلتم كل شريف منكم وتآمرتم على كل مفتاح خبأهه جد يحلم بالعودة , فأول ضحاياكم كان أهل الشتات وهم من إحتضنكم باديء الأمر وفي مخيماتهم كانت أول دولتكم قبل أن تولوا الأدبار.
ماذا تقولون لأهل الشتات في لبنان , هل كانت ثورة من أجلهم تلك التي صنعتموها أم لأجل ألقابكم التي أضحت تليق بكل حذاء . ألستم أول من كشف العورة في صبرا وشاتيللا بعد أن غارت دولتكم في عمان . ألستم أول من سمى فلسطين بأسماء الصهاينة الغرباء وعدتم الى جزئها المكلوم في عتمة ليل وأعملتم دهائكم المتراكم في ثنايا نضالاتها وأذقتموها سوء العذاب.
عودوا من حيث جئتم فلا حاجة لفلسطين بكم فشرط المحرر أن يحسن إطلاق الأسماء.