أرشيف - غير مصنف

معذرة سيّدتي

موسى أبو كرش
معذرةَ سيّدتي.. إن أوصدتُ الباب,
وغادرت أزهارُ القرنفلٍ زوايا حُجرتي
ومنضدةَ الطعام.
ومعذرةَ أخرى.. إن عَلا الغبارُ الكثيفُ نوافذ شقتتي,
وناح الخرابُ في ثنايا شرفتي
ومعذرة أيضا.. إن غابت خطواتي عن الطرقات
وبكى الحزنُ النبيلُ غيابَ أحبتي00
 
 
لا شيءَ في المشهد الغزّي يُغري بالفرح0
 
في سمانا تزأرُ الريحُ
ويرقصُ المطرُ 00
يبللُ ما تبقى من متاعِنا الرقيق
ويقتلُ في أعماقنا الرغبةََ في الحياة!
ليس لدين هنا ما نخسره
غيرَ الضجرِ الجميل,
وعُشبِ الأسئلة !
 
ذات يوم, قد تصفو لنا الحياة
ويجمعُنا القدر00
فأن رأيتِني أحطّمُ رتاجَ الباب
وأعودُ مبكرا على غير عادتي 00
فلا تترددي في الحضور
 ما عليك إلاّ إبتهال الفُرص
اطرقي البابَ طرقتين ,
            بأناملك الرقيقة     
 و ادفعيه بكتفك “الأفوكاتو”
ترجلي – إذا ما حضرتِ – كمهرة لا تهاب الصهيل
سأكون – حتما- بانتظارك في مطبخنا الصغير
مبتهجا كقميصِِ مفتوح.
أعدًّّ النقانقَ وشرائح اللحم
لعشائنا المرتقب الطويل
لن يعكرَ صفوَ سهرتنا” ُ شخير بابور الكاز”
وطنين الزتّانة المحلقة
سنستنشقُ هواءَنا الطّريّ
في الشرفة المُرمّمة
لا تخافي .. لن تفزعنا الظلمة الطارئة
إذا ما انقطعَ تيارُ الكهرباء
 
نورك الطاغي سيد المشهد.

زر الذهاب إلى الأعلى