وديع حداد …سلام عليك
وديع حداد …سلام عليك
وديع حداد ايها القائد الفلسطيني يا من حركتك مآسي شعبك في مخيماته وفي اماكن لجوئه ، يا من حركتك آلام الأمة العربية وواقعها سلام عليك وعلى روحك التي حملت كل معاني الانسانية والتذوق والحاجة لمعنى الحرية سلام عليك في يوم استشهادك .
في مثل هذا اليوم28/3/1978 تمكنت أيدي الغدر الصهيونية من خلال العملاء من التمكن من الوصول الى جسمك المادي ولكن مازالت تزرع فينا الاصرار والكرامة وكل معاني النظرة الشمولية للصراع العربي الصهيوني .
القائد الفلسطيني وديع حداد ذو الاصرار الفولاذي الذي لم يهتز ولم يتململ ولم يرهب من الطريق الطويل الذي يجب أن يسلكه الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه بكل الوسائل وفي مقدمتها الكفاح المسلح وملاحقة العدو الصهيوني أينما كانت مؤسساته وتواجده باعتبار أن كل تواجد للعدو الصهيوني أينما كان هو تواجد لتكريس وجوده واحتلاله وسلبه للأرض الفلسطينية .
واجه وديع حداد ضغوط وحصار من أجل معتقداته هذه مما أثار خلافات في الحركة الوطنية الفلسطينية وفي اليسار الفلسطيني حول صحة نهج وديع حداد في العمل الخارجي والاصرار على الكفاح المسلح المفتوح تجاه العدو الصهيوني .
اليوم وبعد ان قطعت دولة الاحتلال الصهيوني شوطاً كبير اً في التهويد ولأهم المقدسات وهي القدس ومماطلة العدو في اعطاء أي تنازلات تجاه ما طرحه البرنامج المرحلي ومجموعة الأوسلويين بالاعتراف بالتواجد الصهيوني والدولة الصهيونية على ارض فلسطين ، هذا البرنامج التنازلي الذي فتح الباب على مصراعيه لمن يعشق بناء العلاقات مع”سارة وراحيل ” ومع منتجعات ومصائف الساحل الشمالي من فلسطين المحتلة ، لابد من الرجوع إلى الافكار التي انطلق بها القائد الراحل وديع حداد وخاصة بعد عمليات القتل والتدمير الشامل التي مارستها دولة الاحتلال الصهيوني بحق اطفالنا وشيوخنا ونسائنا وبنيتنا التحتية في غزة .
القائد الرفيق وديع حداد مهما اختلفوا معك فوجهة نظرك هي الصائبة وكثير من الكوادر مازالوا على قناعة بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وملاحقة العدو أينما وجد ،بالامس القريب نشرت الصحف الصهيونية خبراً بأنها قامت بقصف شاحنتين تزعم دولة الاحتلال بأنها محملة بالاسلحة إلى غزة ومن قبل قاموا بكثير من العمليات الخارجية في ملاحقة القيادات واغتيالها سواء بالشكل المباشر أو بالطرق الملتوية التي تتبعها مدرسة المخابرات الروسية وهي (السم) ،قاموا بدور همجي لابد أن يقابل بالردع ، لم تكتفي دوائر الصهيونية بعمليات القتل والتدمير داخل الوطن بل هم تطاولت أيديهم إلى المفاعل النووي العراقي ومازالوا يعبثون في الشمال العراقي بعد غزو العراق وقاموا بقصف مؤسسات ومنشآت في سوريا ومازال لديهم العمل الخارجي مفتوح ويجب على السواعد المقاتلة وذوي الاصرار وأصحاب مدرسة المقاومة أن يحيوا نهج القائد وديع حداد امام عمليات التهافت العربي على التطبيع وأمام البرنامج السياسي لمنهزمي أوسلو .
هذا هو الطريق وهذا هو الوفاء وهذا هو الرد لاستجماع حركة الجماهير العربية نحو المقاومة ونحو التحرير امام الم
شروع العربي المستسلم ، لقد كان لتسلم وديع حداد العمل الخارجي من ردة الفعل المبتغاة ليتحول الشعب الفلسطيني من تجمعات لللاجئين الفلسطينيين إلى شعب يطالب بحقوقه بما كفلته مواثيق الأمم المتحدة في محاربة الاحتلال وملاحقته ، لقد كان من عمل وديع حداد أن حولت فكرة القومية العربية والاجماع العربي إلى واقع ملتف حول المقاومة وبالتالي تكرست الوحدة تحت مفهوم المقاومة والكفاح المسلح في وقت كان واقع الامة وانظمته يئن تحت وطأة الهزيمة في عام 1967 .
سلام عليك أيها القائد في ذكرى استشهادك .
بقلم / سميح خلف