أرشيف - غير مصنف

ليلة مع البصري .

 
حين مسكت الكتاب بين يدي انسابت كسيل حروفه من بين الاسطر دافئة بالايمان توقفت ابحث عن حكمة تربطني بمضمونه , تذكرتها الآن تقول الحكمة القديمة  :

الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه , وأما غداً فلعلّك لا تدركه , وأما اليوم فلك فاعمل فيه لتكن قبساً يضي للاخرين دروبهم….
اعادتني هذه الحكمة ,  الى ايام ناصعات اشتقت لها , والى دفء وحكمة رجل تمنيت لو ابيع العمر بأمسه ويومه , من أجل لحظة لقائه …… 
وبينما أنا أتامل السطور جيداً فجاءة :سمعت طرقاً خافتاً على الباب فقفزت كالارنب المذعور مسرعة  لفتحه واذا بي وجه لوجه معه …
افقدتني الدهشة النطق فلقد بلعته بالكامل ….ولكنه نظر لي مبتسماً قائلاً …
سلام من الله عليك لقد استلمت دعوتك للحضور وهاانا اليوم ضيفك  الاتسمحين لي بالدخول …
نظرت اليه والدنيا تلف بي من اطرافها وبوجل قلت: ….
سلام من الجنة ريحه مسك انثره صوبك …سيدي الدار أنت اهلها ونحن الضيوف …اومعقول في حضرة الحسن البصري أنا  …. من جمع  العلم بالمثابرة والعمل والطاعة في العبادة , سار الى منابع الحكمة حتى نطق بها  علماً وفقه وزهد وورع  , وزينته خوفاً بكاءٍ وحزن , حتى قيل ‘
ما رأيت أحزن من الحسن البصري  وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما ,
نجم زخ ضياء هدى , فخر هذه الأمة أمسها ويومها وغدها,  .فيا الف مرحبة  بأبي سعيد البصري …..
اجابني : للضرورة احكام ….احسست بعظيم حضوري مردد ……
يا ابن آدم! إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك …..
 ولكن هالني الحضور والمنبع العذب وتزاحمت على شفتي اسئلة تريد اجوبة فبادرته قائلة ..
 ليعذرني سيدي هل لي ان اسئلك وتجيبني ……
 قال لك ماتشائين اسئلي .
قلت. متى ولدت سيدي ……..؟

قال عبر اسطر التاريخ تقرأين, بان ابي  كان يعمل عند زيد بن ثابت ولد قبل وفاة  عمر ابن الخطاب  بعامين أي سنة 21هـ اما امي كانت  في رعاية أم سلمة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ وكانت تخدمها  وحينما ترسلها في  طلب حاجة تتركني وانا رضيع فتشاغلني أم سلمة بقطرات حليب فتدر علي
ترضعني  ……..
 قلت : اومن تلك الرضاعة المباركة استقيت كل تلك الحكمة ورجاحة العقل والعلم والايمان …..؟
قال لي :…. انها كذلك..و لاتنسي دعاء عمر بن الخطاب يوماً  حينما رائني اخرج في طلب العلم والفقه وانا صغير حيث قال:
  ‘اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس ‘
  فما زلت  اخذ العلم الحسن  من الصحابة . كانت حياتي منذ اشراقتها حتى نهايتها , كلها درس كبير.
 قلت …اين قضيت حياتك في المدينة المنورة ام في البصرة مسقط راسك حيث استقيت لقب البصري من بين ارجائها …..؟
 قال:  ولدت ,كبرت , وعشت في البصرة فلم اخرج  منها إلا للجهاد أو الحج ……
 قلت :…يقال سيدي ان طلعتك تاسر القلب حتى قيل عنك ‘إذا نظرت إلى أجمل أهل البصرة وأهيبهم فهو الحسن البصري’حتى أن الناس حسدوا أهل البصرة  ….؟
قال :… رغم أنني اميل الى سواد البشرة ’ انها دعوة الفاروق لي  في ان اكون مقبول في قلوب الناس ,
  قلت :…. حتى وصفوك بالجامعة فلقد قالوا   ‘كان الحسن جامعاً للعلم والعمل والزهد عالماً  ,لقد قالوا عنك الكثير الكثير حتى عن شجاعتك هناك حكايات كالاساطيروأنه لم تبارز أحداً إلا  وانتصرت عليه أو عفيت عنه ؟؟؟؟؟
قال:….. لقد كنت في مقدمة المعارك دائما . 
 قلت :……يقال انك قضيت ثلاثين عام لم تزرك البسمه ابدا …..؟
قال: …..كان الناس يحسبونني خارج من مصيبة وكانني  قد بث علي حزن الخلائق’ لهذا يقولون ذلك …… 
 قلت :….كنت القدوة للناس بالموقف وبالفعل  في آن واحد…. للدعاة ..؟
اجاب :…… لم  ادع مناسبة تمر حتى يعلم الناس درساً وموعظة عندهم  فلقد كنت احرض على الصدقة وابتديها بنفسي حتى يتسارع الناس بصدقاتهم  فلقد اطلقت من كان في خدمتي طلقاء احرار .
كنت اضرب الامثلة بنفسي  قولا وفعلا ….
قلت :..يقال سيدي انك كنت ذو موقف مشهود امام الحجاج ….؟
لقد مرت عدة مواقف خاطبت فيها الحجاج بقوة وثبات والجهر بالحق والتصدي للظلم والظالمين  , وقد أرسل إلي  وكان غاضبا من كلامي فلما دخلت عليه قال لي ‘هاهنا يا أبا سعيد ها هنا ثم ما زال يوسع لي ويقول ها هنا حتى أجلسني جنبه  على فراشه ثم بدأ الحجاج يسألني عن أمور الدين وانا  اجيبه عنها بجنان ثابت حتى قال لي :
أنت سيد العلماء يا أبا سعيد  ‘
قلت: .. كنت ترى ان طالما الظلم لن يخرج للكفر فلا ترى جواز الخروج عليه فلسفة صعبة تطبيقها على الظالمين  اليوم ……..
قال الحسن  : ‘أن ظلم السلطان هو أعظم الموبقات، :كان الناس في عهد  الخلفاءالراشدين يدخلون في دين الله أفواجا لكثرة عدله وانصافه ، ولكن الاوضاع انقلبت لظلم الحكام فهاهم أراهم يخرجون منه أفواجا.
 كنت اطلب التوازن  من اجل ان يرجع الظالمين عن ظلمهم وليحكموا الشرع والعقل في كل أمورهم   ولكن لويتجاوز الظلم مداه فان الله العزيز الجبار يقول : “وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين”.
كان ظلم سلاطينها ومترفيها سبب في خرابها فليتعظ الظالمين  : ‘
   سيدي:….. انها صعبة التطبيق في وقت غلبت فيه المفاسد والظلم حتى وصلت الى الركاب اليوم ,استنفرت أمريكا ثلاثين دولة باسم قوة الظلم ، وابادت مليون ونصف وكل هذا والعالم متفرج لحرق العراق  .

حروب الظالمين  واعوانهم تجاوزت العرف لابل حتى الخيال ودوت المجازر في المسلمين من سياط قوة الظالمين حتى اضحت طوفان يهدد وجودهم اجمعين  يراد منه طوي تاريخ امة , نحن اليوم نعيش ظلم الاعداء والولاة معا ترى تفتت المسلمين بفرقتهم ،  ومساعدة اعدائهم على احتلال أرضهم،وسرقة ثرواتهم بمعاهدات خنوع وذل انها حرب ابادة على كيانهم كاامة وتاريخ بكل السبل والامكانيات المتاحة في زمن العجب هذا  . ولكن  من العجيب كان اخوك  سعيد البصري ممن نادى بالخروج على الظالمين بالثورة عليهم وليس فقط بايقاظهم من غفلتهم لانه امن بانهم لايسمعون انين المظلومين  , 

 قال ..انا ضد تنكيس الراية امام الظ
المين
استسلاما , لابل كنت اقف امام وجه كل ظالم متجبر ذاكراً ظلمه داعياً الى العدل املاً  أن يأذن الله بتحقيق أمره بالهداية فلم اجد اعظم من العدل في الاسلام ولم اجد شريكا للشرك كالظلم  ،

قلت ..ابو سعيد , درات الايام بين العلم والحكمة والجهاد والزهد والافتاء حتى ان الناس اهابوك واحبوك لزهدك اكثر من خلفائهم ‘ وذلك لحب الناس لك ولاتزال المواعظ تدق بها آذان الناس ليومنا المنحوس بالغفلة والنسيان
اجابني:….. كلنا نطلب رحمة الله  رغم سطوة الظلم وجبروته فان حضوري اليوم كان  أيضاً لروية الحرب المستمرة  على مر العصورنيرانها الموقدة دوما من قبل الفرس وتندرج ضمن مخطط كبير يهدف إلى انتزاع عمق تاريخ الامة العربية وحضارتها وصولا الى تدمير الهويةالعربية الاسلامية بالسطو على تراثها ونهب ما فيه , انها  مخطط خطة مدروسة منذ الف واربعمائة عام ونيف ومهيأ لها مسبقا , تهدف افراغ الذاكرة والغائها عند العرب اجمعهم  فهذه الخطة اعدت على يد اعدائهم  بقلم مرجعية خبثاء اسلاف دهاقنتهم لازال النهب والسلب والتشويه والتزوير مستمر فمامن كتاب قيم في الادب  الا ونسب الى بني الفرس, وما من معادلة علمية الا وزور اسم عالمها وكذلك كل كتب  الاساطير والروايات  والسير للشخصيات والخلفاء والشعراء ,سرقت كنوز ابداعهم حرفيا ولم تسلم حتى الحضارة وخزينها المورخ بامضاء البابلين والسومريين لتكشف لنا فراغ يعيشون فيه بسرقة ابداع كل تلك الحضارات المتتاليات على ارض الرافدين مهد الحضارة الاولى والادعاء بحيازتهم ابداعاتها , انهم كانوا ولازالوا اكبر اللصوص على وجه الخليقه واكبر المزوريين على مر الازمنة وما ادعائهم اليوم بتزوير الانساب الا تاكيدا على لصوصيتهم للتاريخ وابطاله بروايات  التشويه للحقائق التاريخية والسبب هو حقدهم من تاريخ العرب الموثق والمسطر في لوائحهم ان البراهين والادلة لهي سندنا في ايضاح الحق والملكية والنسب ,ومدعومة بشواهد وحوادث موثقة توكد زيف وكذب وبطلان ادعائهم في ما هم يعتقدون به ومايقولونه من زور وبهتان في الدين وفي التاريخ , ان عقدتهم اقدم من عقدة اوديب ومرضه النفسي المزمن وعملية التقية والتنسيق بين الظاهر والباطن، انه صراع سياسي وفكري اخلاقي  واجتماعي وعلمي  يغزلون منذ عصور  لقطع اوصال الامة الى اشلاء لتدمير هويتها , فكرههم لكل ماهو في مجرى تاريخ عريق للعرب  اضحى مرضا مزمن عبر العصور نتيجة فقدان تاج المجوس ,ولم يكن اعتباطا أو مصادفة أن ارتقى  هوسهم المبرمج نحو العلماء والفقهاء تدريجيا  لسرقة انسابهم العربية وتزويرها ، كانت وما تزال تشكل نزعتهم  الفوقيه والتعالي  على كل كنوز الإنسانية  والعلمية المميزة للثقافة والحضارة العربية الإسلامية. وهو الذي  يجب الحذر منه  وكشفه. أنهامشاريع احفاد كسرى انتقاما له ! . فاليوم كما الامس ,  في تشويه نسبي
حول  زعمهم ظلما وبهتان كعهدهم دائما, في افترائتهم , بان أصول وجذور عائلتي العربية يرجع الى الفرس  , وهذا هو وحق الله البهتان والكذب والافتراء  , فهم ينسبون اجل العلماء المسلمين واعظمهم الى انسابهم و الى تبعية تقيتهم انها حرب المعلومات وتزويرها حمية انتقامية من التاريخ.

 : أنها من حكمة زيارة البصري أستقيتها ….
 للقوة وجهان متى ماتتكافا معا تصبح نور وهداية وبرنامج لحضارة لاتغلق صفحاتها ابدا تحلق نسراً في الفضاء ولاتندثر مهما كثر الاعداء واللصوص ………

 

 

 


زر الذهاب إلى الأعلى