قال مسؤولون سابقون في الحكومة الأمريكية ان تعذيب أبو زبيدة الذي اعتبرته الإدارة السابقة أكبر قيادي تعتقله في القاعدة أفضى إلى أدلة خاطئة ولم يساعد في إحباط أي مخطط إرهابي، كما خلص المحققون إلى انه ليس مسؤولاً بارزاً في التنظيم. ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية السابقة ان عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) مارسوا العديد من تقنيات التعذيب على أبو زبيدة من بينها تقنية الإيهام بالإغراق لاعتقادهم بأ هذا الرجل قيادي بارز في القاعدة يملك تفاصيل عن العمليات التي يخطط لها التنظيم وواجهوا ضغوطاً كثيرة من البيت الأبيض السابق لإخراج تلك الأسرار منه.
وأضاف المسؤولون ان أبو زبيدة انهار بفعل التعذيب ودفعت الروايات التي أخبرها للمحققين عن مخططات القاعدة ضباط الـ(سي آي إي) إلى أنحاء العالم بحثاً عن أدلة.
وقال مسؤولون حكوميون سابقون اطلعوا على التحقيقات، لم يتم في النهاية إحباط أي مخطط نتيجة اعترافات أبو زبيدة، وتبخرت معظم الأدلة التي تم الحصول عليها منه خلال التعذيب، علماً ان المعلومات القيمة التي تم جمعت منه لا سيما أسماء القادة الكبار في القاعدة ومساعديهم تم الحصول عليها بعد استخدام تقنية الإيهام بالإغراق.
وتابع المسؤولون انه بعد أسابيع من اعتقاله بدأ المسؤولون الأمريكيون يجمعون أدلة أكدت لهم بأنهم أساؤوا تقدير قيمة أبو زبيدة الذي كان الرئيس السابق جورج بوش وصفه بأنه مدير عمليات القاعدة وووصفه مسؤولون آخرون في الإدارة السابقة بأنه مساعد مقرب من زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومدبري هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
وأظهرت الأدلة خطأ جميع هذه التوصيفات. وقالت الصحيفة انه بحسب وثائق قضائية ومقابلات مع مسؤولين استخباراتيين سابقين وحاليين ومصادر أمنية وعسكرية فإن أبو زبيدة لم يكن حتى مسؤولاً في القاعدة بل كان مجرد شخص يسوي أوضاع المنظرين الإسلاميين الأصوليين بطرق غير قانونية ولم يعمل مع القاعدة سوى بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر بعد أن قررت الولايات المتحدة اجتياح أفغانستان.
واعتبرت الصحيفة ان قضية أبو زبيدة من أصعب القضايا التي ستواجهها إدارة أوباما خلال اتخاذ القرار بشأن الـ241 معتقلاً في غوانتانامو، وأبو زبيدة وإسمه الحقيقي زين العابدين محمد حسين، لم يتهم من قبل أية هيئة محلفين عسكرية علماً ان بعض المسؤولين الأمريكيين يضغطون الآن لتوجيه تهمة التآمر إليه.
وأبو زبيدة 38 عاماً فلسطيني الجنسية وهو محتجز لدى السلطات الأمريكية منذ 7 سنوات، حيث اتهمته السلطات الامريكية بإدارة معسكري تدريب لابن لادن في أفغانستان بين عامي 1994 و2000، وأن هدف التدريبات كان الجهاد، كما تتهمه السلطات الأمريكية بأنه نقل الى بن لادن في السعودية 600 الف دولار عام 1996.