من سوريا الى قطر نحو القمة الحادية والعشرين

بقلم: بهاء رحال
نزهة القادة والزعماء العرب هذا العام ستكون في العاصمة القطرية(الدوحة) حيث يلتقوا في قمتهم الحادية والعشرون يوم غد ليرتاحوا قليلا من مشاق عملهم الدؤوب لخدمة شعوبهم الجائعة الخائفة المتعبة المثقلة بهموم النكبة والنكسة والاستعمار والانقسام والخلاف والاضطهاد ، قمة تعقد على بعد امتار من قاعدة السيلية الامريكية التي تراقب المنطقة العربية برمتها من اجل حماية المصالح التوسعية الاستعمارية الامريكية وتتابع كافة التحركات والانشطة التي تقوم بها الدول العربية بالاضافة الى شن عمليات الغزو والتي كان ابرزها احتلال العراق ، ربما ليست مصادفة ان تعقد القمة في الزمان والمكان كونها تأتي في ظل ادارة امريكية جديده يرى العرب انه يجب ان يتقدموا بورقة اعتماد جماعية لدى ادارة اوباما هذه الورقة ستكون كسابقاتها وكما حملت القمم السابقة من قرارات ، وبينما تدور العديد من الشكوك حول اهمية هذه القمة وجدوى انعقادها وما تحمله من اجندة رغم اعتياديتها في الوقت والشكل والمضمون وعدد الكلمات والخطب التي ستلقى وكمية القرارات ونوعيتها الا انه يعول عليها البعض العديد من التوقعات البسيطة التي لا ترقى كالعادة لمستوى تطلعات الشعوب العربية من ابرزها انهاء حالة الخلاف العربي وتحقيق مصالحة عربية حقيقية تنعم بها الشعوب العربية وبخاصة الشعب الفلسطيني الذي يتأثر بشكل كبير بالتجاذبات العربية والاقليمية تنعكس علية بشكل مباشر وبالرغم من حجم التوقعات البسيطة المعلقة على القمة العربية الحادية والعشرين والضئيلة جداً ولا تحمل اياً من التوقعات ذات العلاقة بالقضايا الحاسمة كغيرها من القمم السابقة حتى ولا تشير الى تحقيق اضعف الاحتمالات وابسطها وهو تحقيق مصالحة عربية شاملة ، نرى ان قناة الجزيرة القطرية تحاول جاهدةً ان تعطي زخماً اعلاميا لهذه القمة كسائر القمم والمؤتمرات التي تعقد في قطر كونها الدولة الممولة للقناة والحاضنة لها مقابل الترويج لسياساتها وتناقضاتها فهي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تجمع بين المتناقضات والمتعارضات على ارضها ، تجمع بين القاعدة العسكرية الامريكية والخطابات الثورية والحماسية وبين قوات المارينز ورجالات المقاومة الجدد ، بين الرايات الشيعية والمذاهب السنية القرضاوية ، تجمعها كلها في ان واحد .
قطر لعنة الانقسام الفلسطيني الحاصل وانكسار العراق العظيم وخنجراً في خاصرة العروبة ، تسعى لشيء بروتوكولي ان يكون لهذه القمة طبيعة خاصة لا لشيء بل لترسيخ حضورها الخلافي ومحاولة لعب دور توفيقي علني تستر به عيبات سياساتها الخفية وما تقوم به من دعم لحركات الانفصال وقوى التمرد في تلاقي واضح مع الفوضى الخلاقة التي لطالما كشف عنها الادارة الامريكية من خلال التصريحات العلنية على لسان المسؤولين وصناع القرار في البيت الابيض .
حضروا كعادتهم في كل قمة ،، هم ذاتهم الزعماء والقادة والرؤساء والملوك ،، جزءٌ يحضر واخر يغُيّب بفعل الملاحقة وجزءٌ يغيب ، يحضر بعضهم مثقل بهموم شعبة وقضايا امته واخر يحضر لاستعراض عباءته الجديدة والقليلون جدا يتفهمون الواقع العربي الملئ بالحزن والاحباط والفقر والانقسام والتطرف والتشدد والتطبع، حضروا وقد انهى وزراء الخارجيه جدول اعمال القمة وصاغوا بيانها التوافقي الختامي واتموا الاستعدادات اللازمة لحضور الرؤساء والزعماء والملوك ليلتقوا في احضان المنتزهات القطرية بينما لا يجد من دمرت الة الحرب الاسرائيلية بيته مكانا يرتاح فيه منذ نهاية الحرب المستمرة بفعل الحصار واستمرار حالة الاختطاف القصري الذي يعيشه القطاع جراء حالة الانقسام العربي الذي انعكس على الساحة الفلسطينية حتى غرقت القضيه الفلسطينية برمتها وانزلقت في متاهات الخلافات العربية العربية والتجاذبات الاقليمية.
 
Exit mobile version