أرشيف - غير مصنف

النزاع (الإثنو-طائفي) في الموصل أكثر مسارح التمرّد تهديداً بعد انسحاب القوات الأميركية

 قتل 7 أشخاص في الموصل بضمنهم 4 من أفراد الشرطة، بعدما قاد انتحاري شاحنة مملوءة بالمتفجرات نحو مبنى لمركز شرطة، وفجّر نفسه داخلها، طبقاً لما قاله مسؤول في الشرطة لمراسل وكالة رويترز للأنباء. وأوضحت الوكالة أن نحو 17 شخصاً أصيبوا بجراح من جراء الانفجار الذي وقع أمس الثلاثاء في مدينة الموصل التي مازالت تعيش حالة من الفوضى والاضطراب وسيطرة المتمردين على الكثير من مناطقها.
 
 وقالت رويترز إن تنظيم القاعدة في العراق، ومجموعات متمردة أخرى، هي التي تجعل من هذه المدينة آخر معاقل العنف الذي انسحر عن معظم مدن العراق بعد 6 سنوات من الحرب والنزاع الطائفي الذي استنفد حياة الكثيرين من المواطنين، وأدى الى ترحيل الملايين داخل العراق وخارجه.
 
 وأكد مسؤول كبير في الشرطة، طلب عدم الإشارة الى اسمه أو منصبه بأي شكل من الأشكال، قوله: ((إن الانتحاري تكلم الى الحراس في الباب الخلفي، مدّعياً أنّ لديه عملاً يريد إنجازه داخل المبنى)). وأضاف المسؤول قائلاً: ((إن الانتحاري أوقف من قبل الحراس الذين منعوه من الدخول، لكنه استطاع اختراق البوابة وتفجير نفسه)).
 
 وأكدت المحللون السياسيون لوكالة رويترز أن الموصل التي تقع شمال العاصمة بغداد بمسافة 390 كيلومتراً، وتحيط بها مناطق كثيرة ملتهبة من محافظة نينوى، يُنظر إليها من قبل القادة العسكريين الأميركان على أنها “المسرح القتالي الكبير والأخير” الذي يهدّد العراق بحالة تمرّد يمكن أن تتوسّع بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في مدى أقل من ثلاث سنوات مقبلة. إن الأميركان يعدّونها –كما يقول المحللون السياسيون- المنطقة الأكثر التهاباً بسبب النزاع (الإثنو-طائفي). أي الكردي-العربي، والسُنّي-الشيعي.
 
وتقول الوكالة: على الرغم من أنّ العرب السُنة هم الأغلبية الرئيسة في محافظة نينوى، فإنها كانت تُدار خلال السنوات الست الماضية من قبل الأقلية الكردية الى أنْ “تصحّح” الوضع في الانتخابات الأخيرة هذه السنة، عندما استعاد السكان العرب السُنّة نفوذهم السياسي في المحافظة. وأوضح المحللون السياسيون في رويترز إن “الاستياء الحاد” في أوساط سكان المدينة والذي أثاره “استثناءهم من السلطة” منح القاعدة والمجموعات الإسلامية المتمردة الأخرى بعض الدعم الذي شكل مناخاً مناسباً لحضورهم الطويل، وحتى الوقت الحاضر في الكثير من مناطق الموصل ولاسيما تلك المفتوحة على الحدود مع سوريا.
 
 وأشار المحللون السياسيون الى أن تناقص أعمال العنف، وتوقف عمليات الذبح الطائفي في أنحاء مختلفة من العراق لم يوقف “حالة التوتر” في المناطق الشمالية المختلف عليها بين العرب والأكراد، فيما تستمر وإنْ بنسبة أقل عمليات تفجير السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية، وتعدّ الأخيرة “أسهل طرق” تحرّك عناصر القاعدة في أعمالهم الإرهابية لصعوبة السيطرة عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى