أرشيف - غير مصنف
انا الارض
بقلم: امينة عودة
في يوم الأرض، هل غاب عشاق ذرات التراب الماسية والأرض والسماء والهواء والشجر والبشر والحجر والماء، لن يذهب الذين نحبهم، في ومضة فداء حبا للأرض، هل مات الذين نحيا خلفهم لأجل الأرض، في منفى وطن لا شبيه له، في وطن يزهو بشجر اللوز وشقائق النعمان، والزيتون، والأقصى وجبال جرزيم وعيبال والكرمل، ودفاتر التاريخ، أمات الذين نحبهم، ونحن نعيش يومهم وحبهم، وأرواحهم تغرد بيننا، لتنثر علينا عطرا معطرا فريدا من وحيهم، اسمه فلسطين، يوم أمس جاءني الجار العزيز مبشرا، أنا الأرض، احبك خضراء تفاحة تتموج بالماء، وقمر يسهر على يخت السماء، يناجي لا تصالح، من أنا لأقول أنت ألان غيرك، أيها المارون، لا تعتذر عما فعلت، سجل أنا عربي، احن إلى قهوة أمي.
معا والى يوم يبعثون، عاشق الأرض العظيم الكبير محمود درويش، سيصدح صوته مرددا ما بين الأرض والسماء مزلزلا للقارات والطرقات قائلا:
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لقد أحيا الفلسطينيون في كافة أنحاء المعمورة الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم الأرض، الأرض التي تحمل أسرار البشرية، احتفل الجميع لانتماء المعمورة لها، لاحتضانها معالم لا ثاني لها، كنيسة المهد والأقصى وقبة الصخرة وكنسية القيامة، في هذا اليوم، ومنذ سنين، ورمزنا الكبير، نردد من ثماره أطيب وارقي وأحلى الكلام الذي يشفى الغليل، في لحظة لا مجال للنسيان أن يوظف، في يوم الأرض، لا بد من الوقوف جنودا مجهولين أمام شاعر الأرض الخالد الحي، الذي ينبض في قلوبنا وفي قلوب أحرار العالم، لما تحمله قصائده وشخصه الذي لا ثنائي له من طعم الريحان والعنبر والبرتقال.
اليوم وكل يوم، لا بد من الوقوف جنودا أمام شاعر الأرض الخالد الحي، الذي ينبض في قلوبنا وفي قلوب أحرار المعمورة، لما لشخصه الذي لا خليفة له، وقصائده التي تحمل رائحة المسك والريحان والعنبر.
هذا العظيم الذي كلما تقرأ أو تسمع ما يتحف به البشر، تذكر الطيور المهاجرة، التي لا تغني غزلا أو طربا، أنما لوعة الحنين والمأساة والتشرد، وتتهادى كلماته لتحصن بعضها الآخر، متسائلا، كيف يمكن للإنسان أن يعيش بلا وطن؟
دائرة العلاقات القومية والدولية
.