أرشيف - غير مصنف

استياء واستغراب بسبب ظهور صاحب الفتوى الفضيحة "ميكي ماوس" على القناة السعودية الرسمية

أثارت عودة الداعية السوري محمد المنجد إلى التلفزيون السعودي يوم أمس الاستياء والاستغراب بعد الضجة التي أثارها بعد فتواه الشهيرة بقتل “الميكي ماوس”. وظهر المنجد يوم أمس في البرنامج التلفزيوني “سعودي تك ” الذي يبث على شاشة القناة الأولى ويعده ويقدمه د. عيسى العيسى ، ويبث كل أسبوع.
 
ويعتبر هذا هو الظهور الأول للمنجد على شاشة المحطة السعودية الرسمية بعد الضجة الكبيرة التي أثارها ، وانعكست سلباً على صورة المملكة العربية السعودية في وسائل الإعلام العالمية التي خصصت أوقات بث طويلة للسخرية والتهكم منها.
 
وتساءل عدد من المراقبين عن سهولة عودة الداعية المنجد على شاشة التلفزيون السعودي الرسمي بعد كل المشاكل التي سببتها فتاواه المتطرفة التي كان أشهرها فتوى الميكي ماوس.
 
وظهر المنجد في الحلقة وهو يضع كمبيوتر محمولاً أمامه يعمل عليه ، ويردد العديد من الفتاوى الخاصة التقنية بالجوال والانترنت ، ويجيب على اتصالات المشاهدين .
 
وقال أحد المعلقين عن ظهور الداعية المنجد على شاشة المحطة الأولى :” المنجد معروف بتشدده الكبير ولا بأس لو ظهر على قناة خاصة مثل قناة المجد ، ولكن أن يظهر على شاشة رسمية فهذا شيء غير مفهوم ولا مقبول ، ” ويضيف :” إضافة إلى ذلك فإن المنجد صاحب فتوى شهيرة أضرت بسمعتنا جميعاً ، وبدل أن يُعاقب يتم مكافأته بالظهور علينا في وقت الذروة”.
 
ويقول متحدث آخر :” المنجد كما هو معروف شيخ سوري ، وقد أثار مشكلة كبيرة لنا بسبب فتاواه المتشددة وخصوصاً فتوى الميكي ماوس ، ولكنه مع ذلك يظهر على شاشة التلفزيون السعودي في الوقت الذي يُمنع فيها عدد كبير من المثقفين السعوديين اللامعين والوطنيين ، والذين لم يثيروا أية مشاكل تسيء لسمعة البلد ، ولم يُدخلوها في إشكاليات مع الآخرين ، من الحديث والظهور بشاشة التلفزيون الرسمي السعودي ، ماذا تسمي هذا؟!”.
 
ويقول أحد المصادر الخاصة لـ “السياسي” : إن مجموعة من كبار المسؤولين عن التلفزيون السعودي يلتزمون منهجاً فكرياً متشدداً ، ويفرضونه على اختيار الضيوف الذين يتطابقون مع رؤاهم ، ويستبعدون المخالفين لهم من الظهور على الشاشة . ويضيف :” داخل التلفزيون هناك تقليديون ليس لديهم خط فكري يدافعون عنه . فقط مجرد موظفين . لكن الجناح الأكبر هم المتشددون فكرياً حتى لو لم يضعوا لحى ، وهؤلاء هم من يرفض أجندتهم بالنسبة للبرامج والضيوف . وبالتأكيد هم من وافقوا على جلب المنجد وربما هم من استدعوه”.
 
وتقول المصادر الخاصة إن الوزير السابق إياد مدني كانت تُعرض عليه الأسماء شخصياً ، وعلى الرغم من أن هذا كان يمثل إعاقة كبيرة للعمل وطريقة استبدادية فيه ،إلا أنه كان يضمن عدم خروج شخصيات متشددة وهو ما حجّم بالفعل من حضور بعض الشخصيات المتطرفة.
 
ولكن مثل هذا النهج اختفى مع الوزير الجديد عبدالعزيز خوجة ، الأمر الذي فتح المجال لاختيار الضيوف بشكل أكثر حرية ، ولكنه أيضا منح الفرصة للمسؤولين المتعصبين من جلب رموزهم على الشاشة ، مثل ما حدث مع المنجد.
 
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة عودة النبرة المتشددة إلى شاشة القناة الرسمية الأولى، الأمر الذي يكشف مخاوف من عودة التلفزيون إلى مرحلة التسعينات حيث كان يسود خطاب متشدد واحد قام بإقصاء ونبذ كل الأطياف الفكرية المختلفة.
“السياسي”

زر الذهاب إلى الأعلى