أرشيف - غير مصنف
صرخة حق في وجه الاختراق اليهودي للمسيحية.. بقلم: عبد الوهاب زيتون
مع أنني أحد أولئك الذين تخصصوا في مثلث الشر ( اليهودية ، الصهيونية ، الماسونية ) وكتبوا فيه أعمالاً غزيرة ، فقد استوقفني كتاب الباحث الأستاذ سليم فرنجية المعنون (اليهودية .. نشيد التيه ) الذي صدر مؤخراً عن دار ( التكوين ) بدمشق ضمن مائة وثمانين صفحة من الحجم المتوسط ..وقد وجدت فيه مصابيح كاشفة تسلط الضوء على جملة من الحقائق والثوابت التاريخية التي تميط اللثام عن زيف الادعاءات التوراتية بامتلاك ( الآباء اليهود … للتاريخ ، و الحضارة ، والدين ) ، وبالقدر ذاته تفضح النشاط الهدّام الذي مارسه اليهود منذ القدم من أجل السيطرة على الآخرين واستعبادهم ونهب ثرواتهم .. وأنه ( لاصهيونية ولا ماسونية) بدون يهودية .. وقد أفرد المؤلف فصلاً خاصاً موثّقاً للتعريف بالبهائية ، وفصلاً آخراً بشهود يهوه ، وصلة كل منهما باليهودية الصهيونية ، على أن أكثر مايشد القارىء لهذا الكتاب هو في وقوف المؤلف في مواضع كثيرة ، على حجم الاختراق اليهودي للمسيحية ، فنجد في سطور الكتاب وثناياه صرخاتٍ مدوية ، وأوجاعاً وآهات ألم دفين ممّا آلت اليه ( المسيحية الغربية ) المعاصرة ، خصوصاً في ماأطلقوا عليه بـ( الكنيسة الاصلاحية ) وليس آخرا بـ ( المسيحية الصهيونية ) و ( الأغلبية الأخلاقية ) ، مع أنها ( غير أخلاقية ) .. وقد شكلت الغطاء الروحي ، والمنهج السياسي لعصابة ( المحافظين الجدد ) الذين يسيطرون ويحكمون الولايات المتحدة الأمريكية ، الدولة العظمى والباغية في العالم .. ممن يتعاملون مع القضايا الدولية الكبرى ، ومع الأحداث ليس من موقع العلم والعقل والانصاف وحقوق الأمم والشعوب في القانون الدولي ، بل من خلال اسقاطات خرافات وشعوذات ( العهد القديم – التوراة ) الذي قسّم العالم الى ( مؤمنين يهود ، قوى خير منتصرة ) ، و( أغيار، غويم أشرار منهزمة في معركة هرمجدون الفاصلة ) تماماً كما هو حال الخطاب الأمريكي المعاصر .
يتسائل المؤلف في كتابه في الصفحة 26 وما يليها :
اذا كانت المسيحية قد انتصرت في فجر البشارة بعد مجمع أورشليم عام 47 للميلاد في مدينة القدس ، ولم يعرف المسيحيون التوراة لأنها ليست من تراثهم ، فمن أين جاءت التوراة بعد ألفٍ وخمسمائة سنة لتُضَمّ الى الانجيل ؟ كيف أصبحت التوراة مع الانجيل في كتاب واحد مع أن المسيحيين لايؤمنون بها ؟
في عام 1523 م قام اليهودي الألماني مارتن لوثر ( بعد أن تظاهر نفاقا في المسيحية ) بحركة تمرد في الكنيسة الكاثولوكية واخترع مذهباً جديداً هو البروتستانتية ، وفي8نيسان عام 1546 م عقد في مدينة ( ترينت ) في ايطاليا ماعرف بـ( مجمع ترينت ) (صفحة55من الكتاب )
وأعلن هذا المجمع عن ضم التوراة الى الانجيل في كتاب واحد واعتباره منذ ذلك التاريخ بـ( الكتاب المقدس ) . وبعد ذاك الاعلان الذي نستنكره – المؤلف – صار المسيحيون يعترفون ، ويعـتـنقون التوراة . ولو ظل المسيحيون مسيحيين ( بدون توراة ) ، لَما أصبح الغرب على ماهو عليه الأن نصيراً لليهود الأشرار الصهاينة .. إن المسيح عيسى عليه السلام الذي هو مؤسّس الدّين المسيحي قد رفض التوراة ، فكيف يأتي مجمع ترينت في القرن السادس عشر ليقرر الاعتراف بالتوراة ؟
المسيحي الحقيقي ، والمسيحي العربي يرفض هذا الربط المزيف بين التوراة والانجيل في كتاب واحد ، ويرفض الربط بين المسيحية واليهودية . ويصرخ المؤلف بقوله : (يجب أن نصحّح في العقول والقلوب هذا الموروث المزيف وهذا اليقين الخاطىء )
ثم يضيف المؤلف : إن قانون الايمان المسيحي ينفي ارتباط المسيحية باليهودية نفياً قاطعاً. السيد المسيح لم يكمل التوراة ، بل نقَضَها ، وليس ثمّة في الأناجيل مايدعوا الى الاعتقاد بأن المسيحية تكمل اليهودية اطلاقاً .
ويكشف المؤلف المزيد عن الاختراق اليهودي للمسيحية بقوله : ( لماذا يقال في الاكليل المسيحي للعروس : ( وأنت أيتها العروس عظّمك الله مثل سارة ، وأبهجك مثل رِفقة ، وكثّرك مثل راحيل ) ؟؟!!
ألم تجد الكنيسة شيئاً آخر من تعاليم السيد المسيح ، ورسائل بولس ، وانجيل يوحنا لمباركة العروسين ؟!
لمصلحة من غرست الكنيسة في رؤوس المسيحيين أن لليهود حقاً في فلسطين ؟
إنه لأمر مؤسف ومحزن أن تصبح الكنيسة ، وأن يصبح العقل المسيحي مخترقاً من اليهود واليهودية .