أرشيف - غير مصنف
حكومة التطرف..نيتنياهو مبتدأها وليبرمان خبرها!
خالد وليد محمود
بعد مرور حوالي عشر سنوات على خروجه من رئاسة الوزراء أدى بينيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليمين الثلاثاء 31-3-2009 اليمين الدستورية ليعود من جديد رئيساً للوزراء في إسرائيل.
يأتي هذا التتويج وسط توقعات بتفجر الأوضاع في المنطقة وتزايد خطر اندلاع مواجهة جديدة مع حماس وتجميد مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية.
مع هذه الحكومة اليمينية المتطرفة والتي لا تضع اتفاقيات السلام من ضمن اولوياتها ،ويبدو انه لا يعيرها أي اهتمام لردود فعل الدول الغربية، والولايات المتحدة على وجهالتحديد،مع هذه الحكومة يبدو الوضع يتجه لمزيد من الأزمات وأمام المنطقة التي هزتها الصراعات أوقات مجهولة مع نتنياهو الذي تعهد حزبه “الليكود” مع حزب إسرائيل بيتنا في الاتفاقية التي تنظم عمل الائتلاف على إسقاط حركة حماس في قطاع غزة. مما يشير إلى أن هناك مزيداً من سفك آخر للدماء لا محالة.
حكومة نتنياهو تضم تشكيلة ضخمة وأطيافا متنوعة من اليمينيين واليسار ومن الأحزاب الدينية والعلمانية،وعليه طوال الوقت ان يتعامل بحذر مع أقطاب تلك الاطياف، في ظل احتمال حدوث توترات بشكل مستمر بين مختلف الأقطاب، حتى لا يحدث تمرد من قبل أي من هذه الجماعات المشاركة في الحكومة.
الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تتم تنصيبها،هي الأكبر في تاريخ إسرائيل وتضم 30 وزيرا و7 نواب وزراء. وتقول التقارير أنه على الرغم من أن نتنياهو انتقد خلال السنوات الثلاث الماضية حجم الحكومة المنصرفة، برئاسة ايهود أولمرت، التي ضمت 25 وزيرا، إلا أنه لم يتردد في تشكيل حكومة أكبر منها.
ولفتت التقارير إلى أن حكومة أرييل شارون، في العام 2003، ضمت 30 وزيرا لكنها شملت قرابة 90 عضو كنيست مؤيد للتحالف الحكومي، فيما تحالف نتنياهو يحظى بتأييد 74 عضو كنيست بضمنهم نواب حزب يهدوت هتوراة.
ويلاحظ من المعطيات أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تستند على ائتلاف داخل الكنيست الإسرائيلي الثامن عشر يضم أحزاب الليكود – إسرائيل بيتنا – العمل – شاس (المتدينون الشرقيون) – هاتورا يهودا (المتدينون الغربيون).ويلاحظ من المؤشرات المبدئية أن حكومة نيتنياهو ستعتمد في مصدر قوتها على سياستها الخارجية وتحديداً علاقاتها مع أمريكا والاتحاد الأوروبي، وستتبنى توجهات ستركز على أجندة السياسة الداخلية وتحديداً تلك التوجهات التي تلبي قاعدة الرأي العام الإسرائيلي التي وقفت وراء صعود الأحزاب المكونة لهذه الحكومة.
ولأن توجهات إدارة أوباما الديمقراطية إزاء الشرق الأوسط تشير إلى توجهات تختلف عن توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة وبالتالي ستبرز أمام الأخيرة إشكالية تتمثل في أن تحقيق أجندة القوى السياسية الإسرائيلية المسيطرة على الحكومة هو السبيل الوحيد لتلبية طموحات الرأي العام الإسرائيلي الذي أيد هذه القوى اليمينية -الدينية وساندها. ولكن بالمقابل سيؤدي ذلك إلى الاصطدام مع الإدارة الأمريكية الجديدة وبلدان الاتحاد الأوروبي، أما تحقيق أجندة القوى السياسية الخارجية الداعمة لإسرائيل مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي فسيترتب عليه فقدان الحكومة الإسرائيلية الجديدة لمصداقيتها أمام الرأي العام الإسرائيلي.
لكن، السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: ماذا سيحدث في حال نجح نتنياهو في الصمود والابقاء على حكومته لثلاث او اربع سنوات، وهذا احتمال لا يمكن تجاهله واستبعاده . والكثيرون من قياديي كاديما طرحوا ذلك على زعيمة الحزب ليفني، ولم يستبعدوا ان يحافظ نتنياهو على ائتلاف متماسك فترة طويلة، ويبدو أن ليفني ترفض الاستماع الى أي رأي يدعم توجهها نحو ائتلاف برئاسة نتنياهو، وهناك من لا يستبعد ايضا ان تتعالى الاصوات داخل كاديما خلال الاشهر القادمة التي ستطالب بضرورة الانضمام الى الحكومة التي يترأسها نتنياهو، كما انهم لا يستبعدون تفكك الحزب وانضمام ثلث كتلة كاديما النيابية الى حكومة نتنياهو، خاصة وأن كاديما تفتقر الى التماسك الايديولوجي ، لهذا فان احتمالات التسرب من داخل الحزب الى أحزاب أخرى، وحدوث انقسامات أمر وارد ومعقول في حال تمسكت ليفني بمواقفها الرافضة الانضمام الى الحكومة خاصة وأن مساعي نتنياهو لتوسيع حكومته لن تتوقف حتى بعد وصوله لرئاسة الوزراء.
أجندة بنيامين نتنياهو السياسية أصبحت معروفه بعد أن اطلق رصاصة الرحمة على عملية السلام التيتحتضر،أما مهندس دبلوماسيته أفيغدور ليبرمان فقج جاء ليشيّعها الى مثواها الاخير عندمااكد رفضه لمسار انابوليس ولكل ما تمخض عنه من مفاوضات وتفاهمات...هذه سياسة حكومة التطرف فماذا أعد لها العرب وخصوصاً الفلسطينيين؟!
كاتب ومحرر في صفحة أخبار مكتوب