عاد اقطاب الحوار الفلسطيني الداخلي دون الأتفاق ويا للعجب، وعاد الإعلام الممنهج خلف أطراف الصراع إلى الردح والتطبيل والتزمير ولم تتغير الحال بحال، وبقي المتضررين من الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة يجلسون في خيامهم في سبع مخيمات جديدة في انتظار اعمار بيوتهم التي تهدمت بفعل الحرب.
من شاهد كبار المفاوضيين وهم يتهامسون ويتبادلون الابتسامات في المؤتمر الصحفي الذي عقد في القاهرة يعتقد انهما شقيقان من عائلة احبت فلسطين وانهما سيعلنان اتفاق المصالحة ولن يفرق بينهما شياطين الانقسام، إلا أنهما أعلنا عن الاتفاق على جولة اخرى للتفاوض ، فخاب امل المحاصريين وبقي الأنقسام والقليل من الأمل.
عضو المجلس الثوري لحركة فتح امين مقبول قال في مقابلة تلفزيونية محلية في مدينة نابلس قبل ايام “العالم اصبح قرية صغيرة ولا يوجد دولة في العالم لديها قرار مستقل بمعزل عن الاخرين ،ونحن شعب بكل مكوناته نعيش على المساعدات الخارجية ، دعونا نكون صادقين مع انفسنا نحن الحلقة الأضعف، واموال الإعمار سياسية “.
تضع كلاً من حماس وفتح ترسانة من المطالب والشروط من اجل التوافق والمصالحة بعد سلسلة لقاءات برعاية مصرية وقبلها سعودية للحفاظ على انجازات اشبه ما تكون بالفضيحة اذا ما قورنت بحجم التضحيات النضالية التي قدمها الطرفان من اجل البلد.
ورغم ان القتل والحروب لا زالت تتصدر نشرات الاخبار العالمية الا اننا بدأنا نسمع الكل يتحدث عن الحوار كمخرج من الازمات التي تعصف بالارواح والمقدرات واقتصاديات العالم التي تتهاوى واحدة تلو الاخرى بسبب اطماع وفشل الرأسمالية العالمية التي هزمت نفسها بنفسها فدفع فقراء العالم فاتورة الازمة.
اميركا (اوباما) تريد الحوار مع المقاومة العراقية وايران وروسيا والصين وسوريا وطالبان وكوريا الشيوعية لانها جربت حروب (بوش ) ولم تنتصر.
وايران تريد الحوار مع اميركا واوروبا وكل الاعداء لحين امتلاك القوة النووية لأنها لا تشعر بالأمان منذ ان حاصرها الغرب و هزمها عراق صدام حسين قبل ان تعود وتنتقم.
واوروبا تريد الحوار مع روسيا وايران وحزب الله وحركة حماس وطالبان لأنها شعرت ان لا ناقه لها ولا جمل.
والحوار اصبح مطلب لروسيا والصين والهند واليابان بعد أن أصبحت الصناعة والتجارة والعولمة ميدان للعب.
اسرائيل (نتنياهو ليبرمان ) اصبحت ترفض الحوار والاعتراف بتفاهمات انابولس وهى التي وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلي المنصرف (يهود اولمرت) “أنها اوضحت للعالم ان اسرائيل دولة قائمة “
وتتمترس اسرائيل خلف حكومة قوامها (30) وزيراً من اليمين وتعود للتيمن كلما شعرت بضغوط من الساحة الدولية لأجبارها على الأعتراف انها تحتل الأرض وتنتهك مقدرات الفلسطينيين منذ قيامها، واكثر ما يسعدها ان يبقى الخلاف الفلسطيني الداخلي لذلك تضع الشروط وتغذي الأنقسام الفلسطيني حتى لو كان الى اجل.
من الواضح ان الشعب الأسرائيلي الذي اختار اليمين المتطرف في الانتخابات لن يعاقب من اي طرف كما حصل مع الشعب الفلسطيني عندما اختار حركة حماس حتى لو رفض الأتفاقيات السابقة مع الفلسطينيين، وان قوة اسرائيل ستمنحها الحق باختيار من تشاء حتى لو كان ليبرمان الذي لا يتقن اللغة العبرية ولكنه يتقن لغة التهديد بطرد مليون وثلاثمائة الف فلسطيني من وطنهم التاريخي .
فهل يجيد علينا المستقلين الفلسطينيين الذين ذهبوا لمراقبة الحوار بمن المسئول عن الفشل في التوصل الى اتفاق المصالحة للوقوف في وجه( ليبرمان ) وان يقولوا للشعب ماذا حصل؟.