السرطان الصفوي يدق أبواب المغرب… ويهدد الأمة بالأفول !!

نورالدين لشهب
كثيرا ما تناقشت مع زملاء من الشيعة أعتبرهم من المعتدلين، من داخل المغرب وخارجه عن الخطر الصفوي الذي تقوده زعامات شيعية متطرفة عبر أقوال وأعمال خطيرة تهدد الاجتماع الإسلامي والعربي بالأفول، وكنت أطرح عليهم أسئلة وجيهة لم أجد لها جوابا إلى حدود هذه الساعة من قبيل : لماذا لا تنددون بالتصريحات الخطيرة التي يطلقها بعض الشيعة في تكفير من لا يؤمن بالعصمة والتي نسمعها عبر فضائيات عراقية؟ لماذا لا تدينون شنق  الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم عيد الأضحى عند غالبية أهل السنة؟ لماذا لم تستنكروا عمليات التعذيب وتقطيع أطراف العراقيين السنة من قبل وزارة الداخلية للصفوي صولاغ بشهادة جمعيات لحقوق الإنسان وكذا الأمريكيين؟ لماذا لم تردوا على دعوة مقتدى الصدر الذي تتوعد بالقتل كل من لا يؤمن بالولاية في بيان أصدره السنة الماضية وتلاه أحد معاونيه في خطبة للجمعة؟ لماذا لا تفضحون آل الحكيم الذين يسرقون نفط البصرة بشهادة مفكر عراقي من قامة خير الدين حسيب؟ لماذا لا تقاوم الأحزاب والفصائل الشيعية بالعراق ضد المحتل؟ لماذا لا تفعلون مثلنا نحن أهل السنة حين نرى عملا يسئ إلى الإسلام من المتطرفين المحسوبين على أهل السنة لا نتردد في إدانته واستنكاره؟؟ …الخ.
 
 والحقيقة أني كنت أرى أن زملائي الشيعة المعتدلين يعيشون بقلوبهم مع إيران الصفوية، ويرون أن أفعالها حق لا يأتيه الباطل من الجهات الأربع!! لأن الاحتلال الحقيقي للعراق ليس من أمريكا، ولكن من الصفويين، لأن الاحتلال الاجتماعي تتكفل به إيران في حين أن أمريكا تتكفل بالاحتلال العسكري، والاحتلال الاجتماعي أخطر من الآخر العسكري،ويكفي أن تعود لمناهج التربية الوطنية في عهد الاحتلال. إذ سيطر عليها التيار الصفوي المعادي للعروبة وإسلام أغلبية الأمة !!
 
لقد  سبق لي، شخصيا، أن أشرت  سابقا في إحدى مقالاتي أن بعض الشيعة، إن لم أقل أغلبهم ممن تحاورت معهم، لا يستطيعون أن يكونوا مواطنين يغارون على أوطانهم، بل ارتموا في الحضن الصفوي وباتوا يرددون نفس الكلام الذي نطالعه في مقالات تنضح كفرا وتهدد المختلف بالقتل، كيفما كان هواه السياسي وقناعاته الفكرية إن لم يكن مؤمنا بأتباع أهل البيت، أمام هذا الوضع المأساوي الذي يكرسه الزملاء من كتاب الرأي بصمتهم على المسيئين من الشيعة،  يغدو الحديث عن الحوار الإسلامي والكلام عن الوحدة الإسلامية مجرد أضغاث أحلام تدغدغ عواطف المخذولين والمشبوهين منا. هذي هي الحقيقة !!
 
 وحين أقول للزملاء الشيعة إن صمتكم هذا يجعل الناس من العوام يحشرون الشيعة في خانة واحدة لا تشرف موقعكم وخياركم العقدي… كان أغلبهم لا يأبهون. وها نحن اليوم نجد المحسنين منهم يعاقبون بجريرة المفسدين منهم في الأرض. ولا أحد منهم ندد أو استنكر بل حين نتكلم منبهين عن هذا الخطر، نجد بعض الزملاء منهم يفقدون عقولهم مدافعين عن الباطل !!

 مناسبة هذا الكلام هو ما طالعته اليوم في أحد الجرائد العراقية لخبر ملفت جدا، يؤكد ما ذهبت إليه في سلسلة من مقالات نشرتها السنة الماضية عن التشيع حاولت ما أمكن أن أكون منصفا، لكن الخبر الذي طالعته يؤكد تخوفي وتوجسي الذي ينطلق من الأسئلة التي طرحتها سلفا على الكثير من الزملاء من السعودية والبحرين والمغرب أيضا.
 
الخبر الذي طالعته اليوم بتاريخ 07-04-2009 أي يوم ذكرى تأسيس حزب البعث في العراق،هو منسوب لجماعة متطرفة ”كتائب ساعة الموت” مقربة من الصفويين، والخبر أشبه ببيان اختار له أصحابه عنوانا طائفيا مقيتا عنوان : “لا فرار اليوم من عدالةالسماء”.وعدالة السماء بمفهوم الخبر/البيان هي المذهب الشيعي الصفوي.
 
  هذا البيان يتوعد مجموعة من المفكرين والسياسيين والمثقفين والصحفيين بالقتل بعد تكفيرهم وإهدار دمهم، وهؤلاء المستهدفين من هذه الجماعة الصفوية المتطرفة نخبة من المناضلين ضد الاحتلال الأمريكي والصفوي للعراق، وأغلبهم لا تربطهم أي علاقة بحزب البعث المنحل، بل إن الغالبية منهم كانوا معارضين لنظام صدام حسين يرحمه الله. منهم شيوعيون وقوميون ويساريون ومستقلون، وما يجمعهم هو مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق وفضح المتعاونين معه في نهب خيرات العراق.
 
 لائحة الاستهداف طالت 60 شخصية، ومن بينهم صحافي عراقي من الفلوجة يعيش بالمغرب وهو الزميل محمد العرب الذي احتل المرتبة 22 وبعدها وضعه البيان في
المرتبة 31  ونعتوه بـ ” الكافر محمد العرب”  هكذا بعبارة البيان/ الخبر!! ويمهلونه مدة 12 يوما لإعلان التوبة، ولا أدري شخصيا، كيف يعلن هذا الصحافي التوبة، هل بإعلانه انه أصبح شيعيا صفويا من الرباط ؟ أم بتقديم فروض الطاعة للمفسدين لبلاده؟ أم بالسكوت على تعليم أبنائه الكراهية الصفوية كما تتبعنا عبر وسائل الإعلام؟ أم ماذا؟ وإذا ما بقي سادرا في “كفره” حسب نعت البيان كيف تتم تصفيته والتخلص من وجوده؟!!
 هل ببعث فرق الموت التابعة لهذا الفصيل التكفيري تتكفل بقتله في قلب الرباط ردا على بعث بعض الفصائل المتطرفة بالمغرب إرسال فرق من المتطوعين لمقاومة الأمريكيين بالعراق؟ أم ماذا؟؟
 
  ومعرفتي الشخصية بهذا الصحافي تجعلني أقرر حقيقة مفادها، أن محمد العرب ليس من حزب البعث، ولم يسبق لي أن سمعت منه كلاما طائفيا أبدا، رجل يحب عمله ويعشق الأدب ويحفظ أشعار لكبار الشعراء العراقيين شيعة وسنة وأكراد الذين كتبوا بالعربية وتحزبوا للشعر أكثر من تحزبهم للطائفة أو العرق. شاب من مواليد 1975 لا يؤمن إلا بعمل صحفي يقدم من خلاله ما يتعلق بالشأن الاجتماعي بعيدا عن السياسة والطائفة، يسعى من خلال عمله تحقيق قوت أبنائه الخمسة. وتحسين وضعه المادي في منفاه الاضطراري، ولو أنه يعشق المغرب لدرجة لا تقل عن عشقه للعراق، فإن الفلوجة تسيطر على قلبه أكثر من أي مكان، وأجد له عذرا لأن مكة كانت أعز أرض الله لدى سيدنا النبي عليه السلام، وكلما تذكر مسقط رأسه ومنبت غرسه، أي الفلوجة، يقول: مدينتي الفلوجة مدينة المآذن والشهداء. يقولها بابتسامة مذبوحة، وعيناه تشرقان وميضا يتحداني أنا المعزي لأهلي في العراق !!  

 إن هذا الخبر الخطير المنشور في عدة مواقع عراقية يهدد أمن الأمة بشكل عام والمغرب على وجه التحديد، والتنديد به واجب على كل مسلم كيفما كان مذهبه لحشر المتطرفين في زاوية ضيقة وتسفيه آرائهم عبر الدعوة إلى الرشد المطلوب لتعايش حقيقي بين مكونات المجتمع، وتغليب حاسة العقل عوض ردود الأفعال الطائشة التي تغذيها مزاعم طائفية مقيتة.
 يقول البيان وبالحرف الواحد  : ” إلى كلاب البعث والإرهاب، نحن نبني وانتم تهدمون، ويبدو أن العالم لايتسع لنا معا، وبما أننا حصلنا على ما نحن فيه الآن بالصبر والتضحيات والشهداء ،ووصلتم لما انتم فيه الآن جراء تغطرسكم وجبروتكم وكفركم، قررنا نحن كتائب ساعةالموت الإسلامية تنفيذ حكم الإعدام العادل بعدد من الكلاب الأخطر على أمن العراقبمناسبة الذكرى السنوية لسقوط الصنم وحزبه الشوفيني، ونعلن مهلة 12 يوما قبلالتنفيذ نشترط خلالها لمن يريد أن يتوب إعلان ذلك والاستغفار والتعهد بعدم تمجيدالطاغية وحزبه الكافر والتنظيمات الكافرة التي تقتل الأبرياء والنساء والأطفالوالشيوخ في عراقنا الجديد، تنظيم ساعة الموت تنظيما شعبيا من شباب مؤمن يريد أنيبني العراق ويتقدم به لولا أقلامكم النجسة والتي تجدل لها متنفسا في بعض المواقعالكافرة ونحن نحذر تلك المواقع أيضا والعاملين فيها ومن يمولونها هذا وقد أعذر منانذر، أردتموها حرب حبر يحرك الدم وأردناها حرب دم تقطع سموم الحبر، ولأمانةالقصاص اختيار الكلاب أدناه جاء بعد رصد لما يكتبون من سموم لذا استوجب قطع الأياديالخائنة للعراق والحاملة لمعاول الهدم الحاقدة…”
 وأما اللائحة التي يستهدفها البيان بالتكفير والتصفية فتتكون من 60 شخصية متكونة من مختلف مكونات النسيج الاجتماعي العراقي من محامين وصحفيين ومفكرين وساسة مرموقين يشتركون في مقاومة الاحتلال الأمريكي وفضح حكام المنطقة الخضراء. فهي على الشكل التالي وفق البيان المذكور:

1-الكافر صلاح المختار،2- الكافرصباح البغدادي،3-  الكافر جاسم الرصيف،4-  الكافر محمد الرحال،5-  الكافرهكلشان البياتي،6- الكافر حمزة الكرعاوي،7-  الكافر حسين المعاضيدي،8-  الكافر نمير عبد الرحمن الهنداوي،9-  الكافر علي الصراف،10-الكافر عليالكاش،11-  الكافر صباح ديبس،12-  الكافر علي السوداني،13-الكافر ابو عرب،14-الكافرة هبه الشمري،15-  الكافر سمير عبيد،16-الكافر رحيممزيد،17-الكافر علاء مكي،18-الكافرة ام صدام،19-الكافر بهجت الكردي،20-الكافر علي الجفل،21-الكافرة ضحى عبد الرحمن،22- الكافر محمد صادقالأمين،23-الكافر فريد فاضل،24- الكافر نوري المرادي،25- الكافر ابو هيثمالمولى،26- الكافرة سحر الدباغ،27-  الكافر سرمد عبد الكريم، 28-الكافر عليالصراف،29-الكافر صباح الزبيدي،30-الكافر عماد الدين الجبوري،31-الكافرمحمد العرب،32-الكافر عامر قرة ناز،33-الكافرة شهد الجراح،34-الكافرمثنى عبد الله،35-الكافرة باسمة عبد الحسين الجناحي،36-الكافر طلالالصالحي،37-الكافرة عشتار العراقية،38 -الكافر سمير الجزراوي،39-الكافرةهيفاء زنكنة،40- الكافرمنعم الزبيدي،41- الكافر علي الشريفي،42- الكافر ضياءالكواز،43- الكافر علاء الزيدي،44- الكافرة ماجدة علوية،45-الكافر وسامحازم، 46-الكافر علي العبودي،47-ال
كافرهارون محمد،48-الكافر ضرغام عبد اللهالدباغ،49-الكافر صقر العراق،50-الكافر عقيل الأزرق،51-الكافر صباح محمدسعيد الراوي،52-الكافر عبد الله سعد،53-الكافر هارون محمد،54-الكافرحاتم عبد الواحد،55-الكافر داود الجنابي،56-الكافر محمود عزام،57-الكافرعراق المطيري،58-الكافر وليد الحديثي،59-الكافر فاضل الربيعي،60-الكافرة نرمين المفتي.
 
من خلال هذي اللائحة يتضح أن هؤلاء كلهم كفار، بمعنى أن موقعيه تكفيريون، وحين نسمع في وسائل الإعلام الشيعية عن ما يسمونه “التكفيريون” أي يقصدون بهم المتطرفين من أهل السنة كالتنظيمات المقاتلة للاحتلال مثل تنظيم “القاعدة وأخواتها” . السؤال الذي يطرح بإلحاح : وماذا عن التكفيريين الشيعة ؟؟!!
 
 إن السكوت على التكفيريين الشيعة بدعوى أنهم أتباع آل البيت، هو سكوت عن قول الحق إزاء المسيئين للاجتماع العرب والإسلامي، بل الإنساني بشكل عام لأن أغلبية المستهدفين يعيشون في بلدان الغرب”الكافر” الذي يحتضنهم … والساكت عن الحق شيطان أخرس!!
 
Exit mobile version