أرشيف - غير مصنف
حديث في الشرعية العربية
د ابراهيم علي أبوزيان
كان مميزا الحديث الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي من مقر وزارته حول الدور الذي تلعبه الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة العربية والذي وصفه الوزير نفسه سابقا في احد اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالتحدي الايراني وطالب العرب بالتصدي له.
التميز في حديث الوزير السعودي كان باعترافه وتقديره حسب وصفه لدعم الجمهورية الاسلامية للقضايا العربية ولكنه اشترط أن يكون هذا الدعم عن طريق الشرعي العربية وفقط.
الوزير السعودي الذي استخدم هذا الاصطلاح الحديث لم يكمل جميله ويعرف للمواطن العربي ماذا يعني الشرعية العربية ،والأغرب أن هذا المصطح الجديد جاء من مسؤل السعودي فالذي يعرفه المراقبون للسياسة السعودية أنها لاتميل كثيرا للحداثة السياسية ولاحتى على مستوى المصلحات والسبب يكمن ربما في اعتناق اللأسرة السعودية للمذهب الوهابي والذي يرى أن كل محدثة بدعة وكل بدعة وكل ضلالة هي في النار وهم أي الأسرة السعودية الحاكمة لايريدون أن ينتهوا الى النار.
الشرعية العربية كما فهم من وصف الامير السعودي تتمثل وفقط في النظام الرسمي العربي وخصوصا محور الاعتدال الذي تمثل المملكة أحد أقطابه والذي يضم الى جانبها كل من مصر والأردن، أي أن الوزير السعودي يريد لأيران أن ترسل الأموال والصواريخ الى حزب الله عن طريق فؤاد السنيورة وحتى سمير جعجع ربما، وكذلك بالنسبة لحماس الذي ريد لها أن تتلقى أي مساعدة ايرانية من مال وسلاح عن طريق أبومازن وأجهزته الأمنية التي تنسق مع العدو الصهيوني لضرب المقاومة وازالتها من الوجود.
الامر الأكثر طرافة أن من يتحدث عن الشرعية لايوجد لديه في بلده لا انتخابات ولابرلمان صوري أو شبه صوري فيما عدا اضحوكة الانتخابات نصف البلدية الفريدة عالميا في نوعها وعدم تكرارها.
الوصف السعودي للشرعية العربية تكرر مرة أخري من مسؤول سعودي آخر هو الامير تركي الفيصل الذي رأس المخابرات السعودية لمدة تزيد عن عشرين سنة ونيف وكان سفيرا لبلده في لندن وواشنطن وقد جاء حديثه قبل يومين في ندوة بعمان حول المصالحة العربية وأفاق السلام مع اسرائل. الأمير الفيصل والذي أقر بمصالح ايران الاستراتيجية في المنطقة وان كان طالبها باحترام المصالح العربية كررهو الآخر طلبه لايران بان يكون دعمها للقايا العربية عن طريق الشرعية
العربية
الأ مير تركي الفيصل و اخوه وزير الخارجية لم يوضحا ماذا قدمت الشرعية العربية ودول الاعتدال للمقاومة الفلسطينية واللبنانية بل بالعكس من ذلك انتقد الرجل صواربخ المقاومة ووصفها بانها فقيعات هذا بالاضافة الى موقف بلاده الذي أقل ما يقال فيه أنه كان سلبيا وأعطى الضوء الأخضر لاسرائل لضرب وتصفية المقاومة في فلسطين ولبنان.
الشرعية العربية الحقيقية في رأيي تتمثل فعلا في الحركات حماس والجهاد وحزب الله المتجذرة شعبيا وانتخابيا وتضحي بالنفس والولد في سبيل وطنها وامتها وقضيتها واذا اراد الاميران أن تكون لبلدهما ومحور الاعتدال الذي يجمعها اي شرعية أو أن يتم سحب البساط من ايران فما على هذه الدول(دول الاعتدال) الا ان تدعم المقاومة سياسيا وماديا وبدلا من وصف صواريخ المقاومة بالفريقعات أن يقوموا بتزودهم بصواريخ حديثة واكثر فعالية من ترساناتهم المعرضة للصدأ قبل أن تستخدم ويبدو أن الأميرين نسيا قول الشاعرالعربي عنتر بن شداد أو أنهما لم يسمعا به أصلا
اذا لم يسالمك الزمان فحارب وباعد اذ لم تنتفع بالاقارب
وعليهما ان لا يحتقرا حركات المقاومة ويظنان به الضعف فهي قوية بايمانها بدينها وامتها وقيتها العادلة ونذكر بقول الشاعر
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما نموت الأفاعي من سموم العقارب
د ابراهيم علي أبوزيان
المملكة المتحدة