حدّوتة الهلع من بعبع نصرالله! بقلم : محمدعبدالرحمن

 

نظام أم الدنيا لا شاغل له هذه الأيام سوى الشيخ حسن نصر الله . القنوات الحكومية المصرية الفضائية والأرضية والإذاعات والمطبوعات وجهاز المخابرات ووزارات الداخلية والخارجية والإعلام والعدل والإستعلامات ، كلها في حالة إستنفار دائم تحت شعار : حزب الله يهدد الأمن القومي المصري ! .

 
 
 
قال له : كيف عرفت إنها كذبة . أجابه : من كـُبرها ! .
 
 
 
لكن لا بأس ، سنلاحق العيار إلى باب الدار ونسمع منه حدّوتة الهلع من بعبع نصرالله قبل أن نأثم ببعض ظنوننا :
 
ففي التفاصيل المصرية الرسمية أن ( النيابة العامة قررت حبس 49 شخصا لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات على خلفية اتهامات موجهة لحزب الله اللبناني بالتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية في مصر ..) . أما التهم الموجهة إلى هؤلاء الأشخاص فهي بحسب النيابة العامة المصرية :
 
1 ـ الإنظمام إلى تنظيم سري مناهض ! .
 
2 ـ الدعوة للخروج على الحاكم ! .
 
3 ـ محاولة نشر الفكر الشيعي ! .
 
4 ـ التخطيط للقيام بأعمال عدائية في البلاد ! .
 
5 ـ حيازة مواد منتفجرة ! .
 
6 ـ التزوير في أوراق رسمية ! .
 
 
 
هذه التهم ، وضعتها الحملة الإعلامية الرسمية المصرية في إطار تهويلي لا ينفك يتسع ويتمدد في ظاهرة تعويمية تعتيمية ، إنما بقدر ما هي تنزع إلى التغطية والتعتيم على (حالة مشخصة) بقدر ما هي تميط اللثام عنها ! . إذ أنّ الملاحظ جلياً في جدول التهم الست هذه ، خلوه من التهمة السابعة المحققة الثابتة الأكثر رسوخاً وسطوعاً ، وأعني بها : 7 ـ السعي لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ! .
 
مثل هذه التهمة (الشرفية) بحق حزب الله لم تأت على ذكرها النيابة العامة المصرية مع إنها الوحيدة التي تعززها الدلائل المادية والمعنوية بخلاف السّـت الأخرى الأقرب إلى التلفيق منها إلى أي شيء آخر ! . لا بل إنها التهمة الوحيدة التي إعترف بها جهاراً نهاراً حسن نصرالله دون إكراه بل بعظيم الفخر وكامل الإرادة الحرة والوعي المقاوم ، الداعم لصمود المقاتل الفلسطيني ، حين صرح ما معناه بأنّ حزب الله قد إرتكب بالفعل (جريمة) الشروع بتهريب مقومات الصمود اللوجستية إلى غزة .
 
 
 
تلك واحدة من المفارقات الفجة للنظام العربي الرسمي (الإعتدالي) بنموذجه المصري . ففي حين يُملي الإنتماء القومي على نظام مصر العروبة أن يعمل المستحيل لدعم الشعب الفلسطيني بأسباب الصمود والمطاولة نراه يذهب على العكس إلى تجفيف موارد المقاومة الفلسطينية بالمشاركة (الفعالة) في إطباق الحصار الجهنمي على غزة ، وأما العذر الذي يتلطى به هذا الموقف المخزي فهو أقبح من الذنب : معاهدة كمب ديفيد السادات ! . إذ لا يكفي أنّ النظام المصري قد أخرج نفسه طوعاً منذ ثلاثين عاماً من معادلة الصراع القومي مع اللقيطة الصهيونية لقاء حق عربي مجزوء منقوص وفتات (مساعدات) أمريكية مشروطة بأغلال الذل والتبعية والخذلان ، بل إنه يستقتل لفرض وتعميم المذلة الإستسلامية على الجميع العربي بدءً بالمقاوم الفلسطيني ! . والأنكى من ذلك أنّ النظام المصري وبوازع من عقدة ( الدور القومي القيادي !) لا يبرح يقارع كل توجّه عربي يسلك أو ينزع إلى سلوك الدرب المعاكس . فلا هو يرحم الآخرين الذين لا يزالون يمتنعون عن رفع الرايات البيضاء أمام جحافل التسويات السوداء ولا هو يسمح لرحمة الله ( أستغفر الله ) أن تنزل عليهم ! . فعندما تقوم مثلا دولة كإيران (ومهما قيل عن نواياها) بدعم خيار المقاومة في مواجهة الإنفلات الدموي الصهيوني فإنّ النظام المصري متصدراً الجوقة (الإعتد
الية) العربية الرسمية يروح يذرف الدموع على عروبة مخروبة ومذهب سـنـّي مُهـدد (!!!) ، وبدلا من مزاحمة ومنافسة إيران في سياستها هذه يذهب الإعتداليون العرب إلى تكريس وتعظيم الدور الإيراني حين يوغلون في نهجهم المعادي لكل مظاهر المقاومة والممانعة فإذا بهم تالياً يقفون مفلسين أمام جمهور عربي متلهف لوقفة عز وشرف وانتماء قومي أصيل ، لا يرى بما يرون ولا يستمع لما يروّجون من خزعبلات الشحن المذهبي السقيم العقيم الرجيم . وتلك مفارقة آخرى تفضح سوءة النظام العربي الرسمي (الإعتدالي) على ما هو عليه من قــُبح وبؤس الحال .
 
 
 
حيا الله نصر الله .
Exit mobile version