أرشيف - غير مصنف
"العراق و ثورة السجّيل"
يزيد الراشد الخزاعي
عند استعراضنا للخارطة السياسية لدولة النخيل نلاحظ ولوج ما يسمى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق كحلقة حزبية شيعية أساسية تستحق بجدارة تسميتها "الحزب النخبوي الأعلى" مغلفا ببيارق زعاماته من آل الحكيم وبتحليل سرمدي سياسي نستدرك بعمق إرهاصاته الطائفية العميقة وإمتزاجه بذلك الطبق البلوري المختلط ما بين كل من الملالي الإيرني والنسر الأبيض الأمريكي!
تلك الأسرة الحكيمية وذلك النجف الأشرف وبراغماتية سياسية دائما حبلى بالمفاجآت، وطائفية مقيتة ندعوا الله دائماً باختفائها من كل الأحزاب والفصائل العراقية الحرة…
الأوباما وزيارته الخاطفة لدولة النخيل وما حملته من أعاصير عاصفة تنذر بمستقبل مظلم وسماء ربما ستمتلىء قريبا بطيور وأحجار من سجيل!!!
من خلال حروفنا البسيطة لكم، سينصب مجهر تحليلنا السياسي الباحث بشيء من التركيز المسهب في القوى السياسية النخبوية في العراق ما بعد صدام والذي أفرز كويكبات وقوى دوغمائية كان لها نصيب الأسد في رسم معادلات دولة نبوخذ نصر الحديثة…
إن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هو ذلك النيزك الطائفي الحارق الذي لعب دوراً أساسياً في نزيف النخيل العراقي والذي استهل عهده كميليشيا موالية لدولة الملالي بداية ومن ثم تطور إلى حزب نخبوي مسيطر نهاية ومكبل بتحالف مع النسر الأبيض الأمريكي ومن هنا ولدت رواية عشق وغزل أوحد ألوانها إمتزجت داخل لوحة تاريخية شرق أوسطية!
الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم وتلك الدولة الغائبة الحاضرة لمقتدى الصدر، وتلك الأسماء البراقة كتوأمين يشكلان مفتاحاً لفك رموز وشيفرة العراق القادم إلينا والقادم قريباً جداً، هو ذلك العراق ما بعد الإنسحاب الأمريكي المجحفل…
إن مرارة الإختفاء الأمريكي من العراق ستفرض نغماً غزلياً مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لمساعدته في بسط نفوذ أكبر في دولة النخيل لتحقيق شيء من الإستقرار من منظور "أمريكي – إيراني" في العراق، فالنسر الأمريكي يريد دوراً فاعلا للمجلس الأعلى في العراق وبمنأى عن الطائفية التي وسم بها ذاك المجلس، وبالمقابل فإن دولة الملالي دائماً تحبذ أن يكون لها نصيب وافر من تلك الكعكة العراقية الدسمة المشربّة بمجلسها الأعلى للثورة الإسلامية في العراق…
لقد عاد المجلس الأعلى للثورة الأسلامية… نعم قد عاد والعود كان أحمد… عاد للعراق من إيران في عام 2003م وتحديداً في شهر نيسان وكانت خطواته ترسم أجندته الأرخبيلية، تلك الأجندة التي تمثلت تحديداً في مسارين هما:
سعي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في الإستيلاء على السلطة السياسية في بغداد "عاصمة الرشيد".
سعي المجلس الأعلى أيضاً إلى بسط سلطته الدينية على النجف الأشرف، أي بمعنى أن يكون المجلس راعياً أوحداً للمعبد العراقي تحقيقاً لإكتساب منظومة من الدين والدنيا في آن واحد معاً.
إتبع المجلس الأعلى سياسة إعلامية قوية ليعكس صورة مشرقة ومشرفة عن تاريخه وحاول بكل جهد أن ينفي تحالفاته السابقة مع دولة الملالي وتداخل أيضاً مع أجهزة دولة النخيل الأمنية وذلك ليتولى واجب حماية ورعاية الطوائف الشيعية، وكانت دائماً فرق الموت عنواناً مشؤوماً يرفرف فوق الرؤوس كحرب البسوس ويتأرجح في خطى وظلال ذلك التاريخ السياسي المرعب!
نجح ذلك الحزب وتألق برغم ميزانيته الخارجية المملوءة من الملالي وإختار إسماً جديداً له في عام 2007م ليصبح "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي"، كما أعلن تخليه عن سياسة الكفاح المسلح ونفض عباءته الإيرانية ليعلن إنتمائه الثوري وبدون تردد لآية الله العظمى علي السيستاني الجالس بهدوء في النجف الأشرف!
برغم البذور المنثورة لذلك المجلس الأعلى الإسلامي في حقول دولة النخيل من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها وتلك المكانة الرسمية والدينية والوجود الفاعل لفصائل ذلك المجلس على كل الأصعدة، فبرغم كل ذلك فإننا نرى في عيون تلك
الطفلة العراقية نرى ذلك الجنين الذي أفرزته تداعيات ما نسميه "نظام صدام الغموض" ونرى أيضاً ميليشيا بدر المقاتلة خلال حقبة الحرب العراقية – الإيرانية، نرى ذلك الجنين الذي إكتمل نموه يوماً بيوم ونضج ليفرز مجلساً أعلى إسلامي في دولة أرضها كانت ومازالت دماء وفراتها دموع وسمائها آلام وغيومها قطرات وأمطار سوداء حزينة…
الطفلة العراقية نرى ذلك الجنين الذي أفرزته تداعيات ما نسميه "نظام صدام الغموض" ونرى أيضاً ميليشيا بدر المقاتلة خلال حقبة الحرب العراقية – الإيرانية، نرى ذلك الجنين الذي إكتمل نموه يوماً بيوم ونضج ليفرز مجلساً أعلى إسلامي في دولة أرضها كانت ومازالت دماء وفراتها دموع وسمائها آلام وغيومها قطرات وأمطار سوداء حزينة…
بلورتنا التحليلية وتركيزنا على ذلك الحزب أفرزته الأهمية التاريخية للفسيفساء السياسية العراقية كما لا يفوتنا هنا التذكير بالدعوة التي أطلقها عبد العزيز الحكيم لإقامة هلال شيعي خصيب من تسع محافظات عراقية جنوبية كخطوة أولى، ولا نعلم فربما تتحقق تلك النبوءة يوما ما وربما قريباً بحماية ومباركة وغلاف أوبامي برغم وجود فوهة بركان المعارضة الصدرية!!!
تقودنا تساؤلات ليبرالية وغيفارية في آن معا:
ما هي الإستراتيجية العربية للتعامل مستقبلا مع مثل هذه السيناريوهات إن حدثت؟؟
ما هي الخطوات والسياسات التي سيتبعها مجلس التعاون الخليجي لحماية المصالح العربية من مفاجآت التوغل الطائفي الذي يحيق برحم أمتنا العربية والإسلامية؟؟
أين جامعتنا العربية وسيادة عمرو موسى من مثل تلك التطورات الشاخصة على مرمى حجر من مصالحنا الإقليمية كدول عربية يفترض أن يكون لها شيء من ماء الوجه؟؟؟؟؟
شاركونا يا رفاقي القراء علنا نجد منكم شيئاً من إجابات إنتظرتها شعوب بأسرها!!!!
إن معادلات الصراع الشيعي في دولة النخيل تنحصر بين ذلك المجلس المدعوم من النسر الأبيض الأمريكي وبين جيش المهدي الدموي مع إحترامنا لكل تلك القوى ومفتاح الحكم العراقي هنا يترنح تحديداً بين تلك القوتين، وترقبوا ناراً قادمة لن تحمد أبداً عقباها والله نسأل أن يجير وأن يبسط سلاماً وعدلاً في أرض بعد أن ملئت جوراً، اللهم آميــن…
إدارة الأوباما للملف العراقي بشكل خاص ستفرز مستوى حنكته ووعيه الأيدولوجي في التعامل مع لعبة صراع الحضارات في منطقتنا الشرق أوسطية، فالنسر الأبيض لطالما ساند المجلس الأعلى على حساب التيار الصدري ولكن في لحظة مفاجئة ربما سيخرج ذلك المارد من القمقم وستنتفض فيالق بدر في ومضات فهل سيحتوي ذلك الأوباما مثل هذا الجنون؟؟؟؟؟؟؟؟
تساؤل كبير أيضاً وبحاجة إلى إجابة تحليلية واعية منكم رفاقي القراء؟
توصياتنا:
إعادة تشكيل جامعة الدول العربية بشكل سياسي مؤثر ولا يعتمد على مجرد خلق شخصيات كرتونية هزلية بل إيجاد منظومة خبراء عربية كفوءة ومؤهلة بأبجديات إدارة الصراع الشرق أوسطي والإقليمي لتتمكن من رسم سياسة عربية نخبوية موحدة تحظى بالإحترام الدولي، فيكفي خلاف أيها القادة العرب يكفي خلاف، ولابد من إمتزاج الأراء ليكون لنا مكان في هذا الأتون العالمي.
تفعيل الدور المحوري العربي وخاصة الخليجي كقوة مؤثرة في إحلال التوازن العراقي الداخلي.
تفعيل الدور الأوروبي لدعم الجهود العربية من خلال إئتلاف يتم تشكيله لمثل هذه الغاية، فيكفينا ما أصابنا من خنوع يا عرب ويكفي فلسطين والعراق ما أصابها من شلال دماء جراء سياساتنا الإستسلامية والإنهزامية الجبانة، ويكفي تبعيتنا المملة للآخر، نحن أمة عربية إسلامية ونبينا من أشرف الأنبياء والمرسلين، وسياساتنا ينبغي أن تكون مثلاً وقدوة للآخرين فهل من مجيب؟!!!!
تحرير الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية العراقية من نفوذ المجلس الأعلى الإسلامي تحقيقاً للتشاركية في مبادىء الحكم الرشيد من قبل كل أبناء الطوائف العراقية فالعراق لكل العراقيين.
تفعيل مبدأ المحاسبة للقيادات الفاسدة والمسؤولة عن التعذيب وفرق الموت العراقية فلا سلام بدون عقاب ومصالحة وطنية.
المنع الحكومي العراقي الرسمي لكل المظاهر والخطب والممارسات الطائفية ومن أي جهة كانت.
على المجلس الأعلى أن يطرح نفسه كحزب سياسي حقيقي يدعو لوحدة العراق ويتخلى عن المناداة بإقليم شيعي ضخم يضم كافة المحافظات العراقية الجنوبية بشكل يذكي نار الفتنة الطائفية، فيكفي ما أصابكم من نزف يا عراقيين.
تبكي الطيور، نعم تبكي ومدادنا سائر في تلك الدروب، يلفنا دائماً ذلك الحلم وتلك الرؤى وحنيناً لكل بقعة من بقاع سمائنا العربية…
ولدنا، وتربينا، وسمونا محفور في وجداننا وأرواحنا يا عراق، عزفنا لحن أهزوجة لطالما تغنينا بها مذ كنا أطفالا وشباباً حالمين في دروب أوطاننا المنسية…
كانت حروف فخري البارودي تتطاير من حولنا وتعزف لحننا الأجمل الحزين، وتذكروا كلما ضاقت بنا تلك الأوطان تذكروا قرائي سنعزف جدائل نشيدنا الأروع لنقول وبصوت واحد:
بلاد العرب أوطاني
ومن نجدٍإلى يَمَنٍ إلى مِصرَ فتطوانِ
لسانالضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعدنانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصرَفتطوانِ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ و الجانِ
ومن نَجدٍ إلىيَمَنٍ إلى مصرَ فتطوانِ
و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
ومن نجدٍ إلى يمنٍإلى مِصرَ فتطوانِ
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍإلى يَمَنٍ إلى مِصرَ فتطوانِ
فلا حـدٌّيباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا????: منتدى الساحة الكشفيةhttp://www.scoutsarena.com/muntada/showthread.php?t=12287
لسانالضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعدنانِ
بلادُالعُربِ أوطاني من الشّامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصرَفتطوانِ
لنا مدنيّةُ سَلفَتْ سنُحييها وإنْدُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ و الجانِ
بلادُ العُربِ أوطاني من الشّامِ لبغدانِ
ومن نَجدٍ إلىيَمَنٍ إلى مصرَ فتطوانِ
فهبوا يا بني قوميإلى العلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّام لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمنٍإلى مِصرَ فتطوانِ
بقلم: يزيد الراشد الخزاعي.