شنّ أعضاء مجلس الشورى السعودي أمس الأحد هجوماً على الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطالبين بإعادة تنظيم الجهاز وتحديد صلاحيات موظفيه الميدانيين. وانتقد أعضاء المجلس بشدة، أثناء مناقشة التقرير السنوي للهيئة ما يقوم به رجال الهيئة بالتدخل في الشؤون الخاصة للأشخاص كتفتيش الجوالات والمطاردة واستخدام السيدات للعطور وقصات الشعر أو اللباس.
وقال عضو المجلس عبدالله بخاري في مداخلته "نستغرب ما يقوم به رجال الهيئة من اقتحام خصوصية الأشخاص"، مؤكداً أن رجال الهيئة هم رجال إصلاح وليسوا رجال شرطة.
وانتقد ما تقوم به الهيئة من اقتحام الأماكن العامة أو الخاصة وتفتيش الممتلكات الخاصة والأغراض والحقائب من دون مبررات أو اتخاذ أي تصرف قد يؤدي إلى فضح الأشخاص ومطاردة النساء واحتجازهن من دون محرم لأي سبب كان.
وطالب بخاري الهيئة بالعمل على تحسين الانطباع عن منسوبيها أمام المواطنين والارتقاء بأسلوب تعامل موظفيها ورجالها الميدانيين مع المخطئين حتى تكسب الاحترام والهيبة، والتركيز على القضاء على كبائر القضايا مثل المضايقات والتحرشات تجاه النساء والقضاء على أوكار الشعوذة والمخدرات بدلاً من الالتفات للأمور الشخصية.
وشدد العضو محمد النقادي في مداخلته على أهمية استذكار ما تنشره الصحف بين حين وآخر من مواجهات ومواقف مؤلمة بين بعض رجالات الهيئة والمواطنين وما يكتب بهذا الخصوص والنظر فيها.
وتساءل العضو عامر اللويحق عن عدم إيضاح نتائج بعض القضايا التي يعلن عنها من الهيئة، مدافعا في الوقت نفسه عن عمله بالقول "إن وجود بعض السلبيات لا يستغرب في جهاز كبير كأي جهاز آخر".
وقال العضو عبدالرحمن العناد أن الفصل الثاني من التقرير تمت عنونته بـ"النهي عن المنكر" وبين قوسين "ضبط الوقوعات" موضحا أن النهي عن المنكر ليس الضبط، فالنهي منع وقوع الشيء وليس ضبطه بعد وقوعه.
وأكد العناد أن هناك مبالغة في الأرقام التي تضمنها التقرير ومن ذلك ضبط 416 ألف واقعة، 76 بالمائة منها مصنفة ضمن مخالفات العبادة، ويقصد بها التخلف عن صلاة الجماعة والتأخر في إغلاق المحلات بعد الأذان، وهذا من شأنه الإساءة للمجتمع فضلا عن أنه يمكن حل المشكلة في وقتها من دون توثيقها.
وتواجه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتقادات واسعة في عملها وتصرفات أفرادها داخل المجتمع، على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في منع عدد كبير من الجرائم معظمها ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع السعودي الإسلامية، وتشكل الهيئة قوة ردع موجودة في كل أنحاء المملكة المحافظة.